فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

التفاصيل الكاملة لإجبار فتاة على الانتحار في الجيزة.. الأم والجدة والعم ضمن المتهمين.. علاقات مشبوهة كلمة السر.. وقانوني يوضح العقوبة المتوقعة

التحقيق
التحقيق

في جريمة صادمة هزت الجيزة، كشفت تفاصيل مأسوية عن فتاة أجبرها أهلها على إنهاء حياتها بتناول قرص غلة سام، وقاموا بدفنها بتصريح مزور بأن الوفاة طبيعية. 

التحقيقات كشفت تورط 9 متهمين، بينهم والدتها وجدتها وعمها وابن عمها، بالإضافة إلى 3 أشقاء لوالدتها، إلى جانب طبيب وموظف صحة متهمين بالتقصير في الإجراءات الرسمية لدفن الجثة، في واحدة من أبشع وقائع العنف الأسري.

القبض على 9 متهمين في واقعة إجبار فتاة على الانتحار

البداية كانت بورود معلومات للمقدم محمد طارق رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، تفيد بقيام أسرة فتاة بإجبارها على التخلص من حياتها ودفنها بعد الادعاء بوفاتها مصابة بكورونا. 

وبإجراء التحريات تبين أن الفتاة المتوفاة تبلغ من العمر 15 سنة، طالبة بالمرحلة الإعدادية ومتعددة العلاقات، وأنها حملت سفاحا من تلك العلاقات دون معرفة والد الطفل، وهربت وعاشت بمنزل صديقتها بمنطقة الساحل، حتى وضعت الطفل وبعدها توجهت لمنزل أسرتها.

وأضافت التحريات، أن أسرتها أجبرتها على إلقاء الطفل بأحد الشوارع بدائرة القسم، وبعد مرور عدة أيام قاموا بإجبارها على تناول أقراص غلة سامة وتوفيت، ثم توجهوا بها إلى أحد مقابر أسرة والدتها ودفنوها، وتوجهوا إلى مكتب الصحة ودفعوا رشوة للمفتش واستخرجوا تصريح دفن لها.

وعقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبط مفتش الصحة ووالدة الفتاة وجدتها وعمها ونجل عمها واقتيادهم الى ديوان القسم.

ونجح رجال المباحث في الوصول للطفل ابن الضحية وتبين عثور مواطن عليه وقيامه بتربيته.

وجود شبهة جنائية في الحادث

وكشفت التحقيقات وجود شبهة جنائية وراء الوفاة، إذ تبين أن الضحية تعرضت لعملية انتقام من قبل أفراد أسرتها، بعد أن تركت مسكن العائلة وتغيبت لفترة، حيث أجبرها المتهمون على تناول القرص السام، ما أدى إلى وفاتها في الحال.

وكشفت التحقيقات أن المتهمين نقلوا الجثة من الوراق إلى منطقة العياط، حيث يقيم أشقاء والدة الفتاة، وتولوا دفنها دون تصريح رسمي، بعد ترويج شائعة أنها توفيت متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.

وبإشراف اللواء أحمد الوتيدي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تمكنت القوات من ضبط جميع المتهمين والتحفظ على الطبيب وموظف الصحة للتحقيق معهما بشأن مخالفة الإجراءات القانونية لدفن الجثة.

واعترف المتهمين في التحقيقات بارتكاب الجريمة، وشرحوا تفاصيل إجبار المجني عليها على تناول القرص السام، ونقل جثتها ودفنها سرا لإخفاء معالم الجريمة.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع استمرار إجراء تحريات المباحث حول الواقعة. 

أما عن العقوبة المتوقعة للمتهمين في الجريمة، يقول عبد الله محمد الخبير القانوني إن الجريمة هنا قتل عمد وعقوبته تصل للإعدام، ولكن لكل جريمة ظروفها، والظروف المخففة متروكة لتقدير القاضي حسب ما تمليه عليه عقيدته، حسب العناصر المطروحة في الدعوى مثل وقائع الجريمة وطبيعة العمل الإجرامي وشخصية المجرم والمجني عليه وملابسات وظروف الجريمة، وهى واردة بالمادة «17» من قانون العقوبات التي نصت على أنه:

«يجوز فى مواد الجنايات إذا اقتضت أحوال الجريمة  المقامة من أجلها الدعوى العمومية رأفة القضاء تبديل العقوبة على عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة - عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة أو السجن - عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بعقوبة السجن أو الحبس الذى لا يجوز أن ينقص عن ستة شهور - عقوبة السجن بعقوبة الحبس التى لا يجوز أن تنقص عن ثلاثة شهور».