رئيس التحرير
عصام كامل

عن إهانة تاريخ مصر وشهداء وأبطال بورسعيد!


لا نعرفه، ولا نحب أن نعرفه، ولم نسمع عنه من قبل، ولا نحب أن نسمع عنه، لا من قبل ولا من بعد.. كل ما يعنينا في الأمر أن هذا البلد الذي يتجرأ أمثال هؤلاء على تاريخه وأبطاله دون رادع أو محاسب ودون ردع ودون حساب.. وتراب الذي سار عليه من هاجمهم ووصفهم بالرعاع من أبناء بورسعيد الأبطال الأطهار أطهر منه ومنا جميعا..


والكارثة أنه يصف نفسه بالمؤرخ ويعمل في بيزنسه الخاص!! في بلد لا رقابة فيه على الألقاب! فهو مؤرخ.. وغيره خبير اقتصادي يكتب في السياسة ولا يعرف الفرق بين الأكراد والاستكراد!

المؤرخ المزعوم لا يهمه من الأمر إلا أن مشروع قناة السويس أعظم عمل تم على أرض مصر، لكنه لا يريد أن يصدق أنه على أرض مصر، حفره مصريون بالملايين، استشهد منهم مائة وعشرون ألف شهيد، ماتوا من قلة الطعام ومن آلام الأمراض المختلفة دون علاج، ومن انزلاقات طينية، مات من أنزلوا فيها بالكيماويات المخزنة في صهاريج كبيرة حرقتهم، وأذابتهم فذابوا مع طين الأرض الطيبة التي رووها وزرعوها بعظامهم وأظفارهم ودمائهم!

مثل المدعو وأشباهه لا يعنيهم شعبهم من قريب أو بعيد.. ولا تعنيهم أصلا كرامتهم الوطنية من قريب أو بعيد.. كل ما يعنيهم أن رمز الاحتلال ورمز الاستغلال المجرم "ديليسبس" يعود تمثاله على ضفاف القناة.. رمزا لماذا لا نعرف؟! وإن كان رمزا لذكائه وعبقريته التي أنتجت قناة السويس فمن يكون رمزا للاستغلال والنهب إذن؟

من يكون رمزا لدفن المصريين أحياء في ذات المكان؟!

وبعيدا عن حفر القناة كلها، من يكون رمزا للتضحية والفداء في مقاومة العدوان الثلاثي ليتم وضع تمثاله على ضفاف القناة وعلي مياه بورسعيد التي امتزجت بدماء الآلاف من أبطالها؟ المواطن البورسعيدي أولى والمقاتل البورسعيدي أولى وأولي، ومن وافق أن يفقأوا عينيه ولا يهين رئيس بلاده أولى ومن استشهدوا على ترابها أولى وأولى!

للأسف هذه النخبة الضائعة فاقدة النخوة أساس كل البلاوي التي يعاني منها شعبنا.. أفقدوه مناعته الوطنية وأفقدوا أجيالا كاملة الانتماء الوطني ويقاتلون لإفقاده هويته كاملة!

ولأن منطقهم -إن كان لديهم أي منطق وإن كان لديهم الشجاعة لإبقاء منشوراتهم البذيئة- أضعف من الضعف لذا تراهم أجبن من القدرة على أي حوار، ولا تري منهم إلا وصف مخالفيهم بالتخلف! نعم التخلف هو الذي يصون الكرامة ويحفظ شأن الوطن ويعلي من دماء شهدائه ولا يعلى عليه!

الآن.. لا نملك صفة لنلجأ للقضاء نيابة عن أهل بورسعيد، فلم نتشرف بالانتماء لها.. فمن يقتص لأبطالها البواسل ممن وصفهم البيه بالرعاع؟! أين أهل الأبطال "حسني عوض" و"يحيى الشاعر" و"سمير غانم" وغيرهم ؟! أين نواب بورسعيد ومحاموها وسياسيوها؟! أين الجمعية المصرية للدراسات التاريخية؟! أين وأين وأين؟!

ملحوظة: لا تربطنا بالمذكور المقصود أي خصومة ولم نصطدم به أصلا، لا فعليا ولا افتراضيا، إنما هي الغيرة على الدماء الطاهرة التي قدمت ليرفع بلدنا رأسه بين الأمم، مؤمنين أيضا أن التماثيل الأثرية مكانها المتاحف وليس فوق الأرض التي نهبوها وسرقوها وقتلوا أبناءها فوقها، وقد آن الأوان لوقف تزييف التاريخ والاستهانة بالكرامة الوطنية والقانون هو الحل!
الجريدة الرسمية