رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عصام الدالي.. بطل وشهيد عملية «إيلات المنسية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حلت أمس ذكرى استشهاد البطل الشهيد الرائد عصام الدالي، الذي استشهد يوم 30 أغسطس 1969 وهو أحد أبطال المجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي.


كان الدالي في دورة بالاتحاد السوفيتي السابق لمدة شهور وعاد منها إلى المجموعة 39 لكن الرفاعي منحه إجازة ليستريح قليلا ثم يعاود بطولاته وأثناء خروجه من مكتب الرفاعي سمع زملاؤه أن هناك مأمورية ويتم التجهيز لها وهي نسف رصيف الكرنتينه فقال "أنا معكم" وحاول الرائد وسام حافظ والرائد إسلام توفيق منعه لأنه قادم من سفر ولم يتدرب منذ شهور لكنه رفض، وعندما سمع الرفاعي النقاش روى له الموضوع فقال اتركوه يشارك طالما يريد ذلك وكأنه على موعد مع الشهادة.

بطولاته
يروي اللواء أحمد رجائي عطية مؤسس المجموعة 777 للقوات الخاصة، أن البطل الشهيد الرائد عصام الدالي كان من أعز أصدقائه وهو صاحب عملية "إيلات المنسية" ففي ربيع عام 1969 نفس توقيت عملية لسان التمساح الأولى وهي من أكثر العمليات التي حققت خسائر للعدو، ولذلك أسماها (إيلات.. المنسية) لأنها لم تذكر كثيرًا في وسائل الإعلام رغم أنها أكثر العمليات التي حققت الخسائر للعدو.

وكلف اللواء محمد صادق الرائد عصام الدالي شخصيا وحده بهذه المهمة رغم أنه كان ضمن المجموعة 39 وصدر إليه الأمر التالي "تذهب في مهمة إلى الأردن وهناك ستقابل المقدم إبراهيم الدخاخني قائد مكتب مخابراتنا في الأردن، وسوف يعطيك ثلاث صواريخ بعدها تقوم بضرب ميناء إيلات العسكري – لكن عليك الحذر أن يقع أي صاروخ على الميناء المدني أو مدينة إيلات".

وقال رجائي: "قابلته بعد عودته من مكتب اللواء صادق والمفروض أن من يأخذ مهمة منفردا لا يذكرها لأحد لكننا كنا نتبادل الأسرار فقلت له ماذا ستعمل بعد أن ذكر كلمة حذاري أن يقع صاروخ على الميناء المدني أو مدينة إيلات فرد بسخرية – أنا هضرب المدينة طبعا (إيلات) هم لسه ضاربين لنا مدرسة بحر البقر بالطائرات على كام هدف في الصعيد.. إن لم نكن نصعد معارك الاستنزاف فمن يصعدها؟".

وأضاف: "كان هذا فكر وعقيدة الشباب المصري حينذاك – كانت الثقة بالنفس وتحمل المسئولية من طبائع شبابنا التي عودنا عليها قادتنا".

وأكد أن عصام الدالي ذهب إلى الأردن على طائرة مصر للطيران بالزي المدني واستلم الصواريخ الثلاثة من المقدم إبراهيم الدخاخني لكنه في الوقت نفسه اتصل عن طريق مكتب المخابرات العامة بالمصريين الذين يعملون مع منظمة فتح وطلب منهم أكبر عدد من الصواريخ، وقد وفروا له مطلبه من الصواريخ رغم أن ذلك خارج نطاق واجباتهم وأحضروا له ثلاثين صاروخًا، وتم نقلهم بواسطة منظمة فتح إلى ميناء العقبة في الجبال المطلة عليها.

وأضاف أن الدالي قام بتجهيز الصواريخ ووجه الثلاثة وثلاثين صاروخ إلى مدينة إيلات وأطلقهم دفعة واحدة في اتجاه البلدة وقد اعترفت إسرائيل في جرائدها الرسمية أن الخسائر 94 قتيلا وأكثر من 400 جريح، قائلا: "أعتقد أن الخسائر كانت أضعاف ذلك العدد لما تعود عليه العدو من إخفاء خسائره".

وأشار رجائي إلى أن الإصابات كانت دقيقة لأن عصام الدالي في الأصل كان ضابط مدفعية قادر على توجيه النيران بمهارة.

وأكد أن هذه العملية قطعت اليد الطولى لإسرائيل التي كانت تتباهى أنها تطول أي هدف في العمق، وقال: "لكننا أثبتنا أن لنا أيضا يدًا طولى وقادرة على ضرب أهداف في العمق الإسرائيلي، حيث تلى ذلك ضرب مصنع النحاس بتمناع ومصنع سدوم بصحراء النقب بالصواريخ بواسطة المجموعة 39 قتال أو بواسطة المصريين الذين يعملون مع منظمة فتح في ذلك الوقـت أمثال النقيب علي عثمان والنقيب عبد الله الشرقاوي".

وأشار إلى أن هذه العمليات جعلت إسرائيل تفكر ألف مرة في ضرب أي هدف مدني داخل مصر مع الفارق أنهم كانوا يضربون أهدافهم بالطائرات وقال: "لكننا كنا نعاني ونغامر حتى نصل لأهدافنا في عمق إسرائيل".

يوم الاستشهاد
وقال القبطان وسام عباس حافظ، كبير مرشدي قناة السويس، أحد أبطال المجموعة 39: "يوم 31 أغسطس كلفنا بضرب رصيف الكرنتينه، وتقع منطقة الكرنتينة على الشاطئ الشرقي برأس خليج السويس قبالة مدينة السويس ما بين الشاطئ شمالًا وعيون موسى جنوبًا، وأخذت تسميتها من كونها المكان الذي كان يتم فيه إجراءات الحجر الصحي على حجاج مصر العائدين للاطمئنان على خلوهم من أية أمراض معدية أو وبائية".

وأضاف: "كان يوجد بالمنطقة مرسى ترسي عليه سفن الحجاج، وبعد احتلال سيناء في يونيو 1967 بدأت الوحدات البحرية الإسرائيلية في استخدام المرسى مما وفر لها قدرة على المناورة، والعمل ضد القوات المصرية البرية والبحرية على الضفة الغربية للقناة".

وأكد أن موانئ السويس والأدبية وبورتوفيق تعرضت لغارات من القطع البحرية الإسرائيلية مستخدمة هذا الميناء فقررت القيادة العامة إسناد مهمة نسف وإحراق المرسى، ومنع العدو من استخدامه إلى المجموعة 39- قتال.

وقال: "المجموعة تحركت بزوارق الزودياك ليلا وبقيادة الرفاعي وقمنا بزرع الالغام وضبطناها على توقيت معين وركبنا القوارب للعودة وفوجئ الرفاعي أن الألغام لم تنفجر وبعد 5 ثوان عاد مرة أخرى ليراها بنفسه وقبل أن يقترب من الشاطئ انفجرت وظل عصام الدالي يراقب تحركات القوات الإسرائيلية ويحذر الرفاعي حتى بعد عنهم".

وأضاف: "لكن دبابات العدو كانت تمطرنا بوابل من النيران والطلقات أصابت إحداها الدالي في جنبه ووجهه واخترقت جسده ثم ارتدت وفجرت رأس الجندي عامر يحيى عامر الذي كان خلفه ولم نعود إلا بجثماني الشهيدين".

واستشهد عصام الدالي بعد عمليات استشهادية قامت بها مع المجموعة 39 قتال ضد القوات الإسرائيلية في مصر وخارجها ليترك سجلا حافلا بالبطولات التي لن ينساها أبطال المجموعة ويظل التاريخ شاهدا عليها.

Advertisements
الجريدة الرسمية