رئيس التحرير
عصام كامل

"لجنة مؤرخين" دائمة للدراما التاريخية هي الحل!

فوضي الأعمال التاريخية لن تتوقف.. بعد سنوات طويلة سيكتشف شعبنا بالوثائق التي ستنشر وقتها.. إن كل ما جري من عبث في تاريخنا تم عمدا وعن قصد وأن المطلوب هو تحويل كل من قدموا أعمالا ضد أوطاننا إلي أبطال كبار عظام.. وأن كل من رفضوا هيمنة الأجنبي علي مقدراتنا وطرحوا مشاريع للاستقلال الوطني هم فشلة ومنهزمون افتقدوا الرؤية البعيدة والبصيرة السياسية!


هذه الأعمال التي رأينا -للأسف- الكثير منها طوال نصف قرن تقريبا حتي بما فيها ما أساء للدولة المصرية ذاتها (الكرنك وغيره) وقدمت وقتها دعما هائلا ومريبا لجماعة الإخوان وقد آن الآوان لوقف هذا الذي يجري كله! 

لجنة مؤرخين
هذا التناقض العجيب.. الذي يجعلنا ننتج أعمالا عمن دفنوا ١٢٠ ألف مصري بقناة السويس دون أن ننتج عملا عن هؤلاء الأجداد أنفسهم ولا حتي عن قناة السويس.. ثم ننتج من أموال شعبنا أعمالا عمن سلموا قناة السويس للأجانب بل وسلموا مصر كلها دون أن ننتج عملا واحدا عمن تصدوا لذلك ودفعوا الثمن غاليا نيابة عنا جميعا!

نحتاج اليوم إلي عمل مؤسسي يضبط المسألة كلها يمنع أن يمر عمل تاريخي واحد إلا بعد مراجعته علميا.. ووقف التهريج المسمي بأنه "عمل درامي وليس تاريخي" إذ إن هذا المنطق هو الباب الخلفي لتزييف التاريخ سعيا لافقادنا المناعة الوطنية! وبالتالي وبناء علي ذلك يجب مراجعة أي عمل له ظلال من التاريخ حتي لو كانت غير جوهرية فيه!

لتكن لجنة المؤرخين جزء من الرقابة علي المصنفات الفنية.. أو من الأعلي للإعلام.. أو حتي من لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان.. من أي جهة كانت.. المهم أن يتحقق الهدف.. ونوقف نزيف الحقيقة الذي نراه.. جهارا نهارا وعلي رؤوس الأشهاد!
وقف مسلسل الملك حرصا علي تاريخ بلادنا قرار رائع.. لكن الأروع وقف هذا التجرؤ علي التاريخ من الأساس!
الجريدة الرسمية