رئيس التحرير
عصام كامل

أهل الضلال


صدق المتنبي شاعر العرب الأكبر- حينما قال: "لا تشترِ العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد"..وصدق المثل العربي القائل: "من أمن العقاب أساء الأدب"..


هكذا هي جماعة الإخوان، أو على وجه الدقة "جماعة العبيد" فأخلاقهم أخلاق العبيد، وأفعالهم أفعال العبيد، تم تربيتهم في مرابض الجماعة على السمع والطاعة، فلا عقل يفكر، ولا قلب ينبض، ولا حياة لمن تنادي، فالذي يعيش عمره على السمع والطاعة بحيث لا تكون له حيلة ولا خيار هو عبدٌ جُبل على العبودية وخنع لها، ومن خنوعه يبدأ سيده في تلقينه ما يريد، ثم تدريبه على ما يريد، ثم يأمره بعد ذلك بكلمة كن فيكون، كن إرهابيا فيكون، كن دمويا وسفاكا فيكون، خرب بلدك حتى لا يهنأ به غيرك، فيخرب، دمر جامعتك واضرب أساتذتك واحرق سياراتهم لتوجع قلوبهم، فيفعل، أما العقل الذي خلقه الله له فلا مكان له في ذلك الجسد الذي استحال عبدا، استمرأ العبودية وتآلف معها حتى غدا مسخا، وسبحان الله، فإنه مع ذلك يظن أنه يُحسن صُنعا، وأنه يدافع عن الإسلام ويرفع رايته، فانطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

ومع ذلك، فإن لباس الدين التقوى والتقوى ليست لباسهم الحقيقي، بل هي المظهر والشعار فقط، ولعلنا كلنا قد استمعنا لهم من قبل وهم يهتفون ويقسمون بأغلظ الأيمان "على القدس رايحين شهداء بالملايين" فإذا بالقدس يُنتهك من يهود، والمسجد الأقصى يتدنس من المغتصبين، حتى أنك تكاد تسمع ثالث الحرمين وهو يناديهم: ألا أيها الإخوان تحركوا، وتعالوا، وقاتلوا من أجلي، وارفعوا عني الدنس، فكانت البُشرى! استجابت جموع الإخوان، فدمرت مديرية أمن المنصورة! وقتلت العشرات.. ممن؟ من المصريين الآمنين، ودمرت واجهة مديرية أمن القاهرة، وقتلت العشرات، ممن ؟ من المصريين الآمنين، وألقت القنابل، على من؟ على الجنود المصريين الذي يحمون مصر والمصريين، وأين كان هذا؟ في قلب مصر.

هل ضلوا الطريق أم ضلوا الإيمان؟! إنهم ضلوا الطريق والطريقة والإيمان والأيْمان، فيوم أن قالوا سنذهب للحرم القدسي فنريق فيه دماء الكفار، فعلوا ! نعم فعلوا، ولكنهم بدلا من أن يذهبوا للحرم القدسي ضلوا الطريق فذهبوا للحرم الجامعي في الأزهر، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، وأراقوا دماء بني وطنهم! وعندما قالوا سنحارب اليهود الذين يحتلون فلسطين، فعلوا! نعم فعلوا، ولكنهم ضلوا الطريق والطريقة والإيمان، فقتلوا المسلمين الآمنين في مصر على زعم قام على عقيدة فاسدة مفسدة توهموا بها أن أبناء مصر ـ على تدينهم ـ هم أهل الجاهلية والكفر!
الجريدة الرسمية