رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. رحلة عذاب مرضى السرطان بين الألم والفراق داخل مركز الأورام بالمنصورة.. المركز يعانى ضعف الإمكانيات المادية.. والمرضى يشتكون نقص الأدوية

فيتو

وحش غادر افترس أحلام وحياة الأطفال والشباب وحوّل حياتهم إلى مأساة وأجبرهم على أن يعيشوا رحلة مع العذاب والألم بحثًا عن العلاج، حوّل وجوهم المشرقة إلى وجوه صفراء تعيسة من شدة الألم، أدخل الحزن على ذويهم وجعلهم يتشحون بالسواد. 

حرم الأطفال من متعة اللهو وجعلهم أسرى للسرير والكيماويات، هكذا هو حال مرضى السرطان، فالكلمات عجزت عن نقل معاناتهم وآلامهم فابتسامتهم تشرخ القلوب ونظراتهم الحزينة تتوسل أريد أن أحيا، وبين صرخات الألم وانتظار لحظة الفراق يعيش مرضى الأورام والسرطانات رحلة عذاب بحثًا عن أي أمل يبعث فيهم الحياة انتقلت "فيتــو" إلى مركز الأورام التابع لجامعة المنصورة والذي أنشئ عام 2004 ليخدم مرضى السرطان من محافظات الدلتا والقناة للتخفيف عليهم من ويلات السفر على الطرق في رحلة البحث عن العلاج، فالمركز مكون من 11 طابقًا لم يكتمل منه دوران "السابع والحادى عشر"؛ لضعف الإمكانيات، فالمركز معد لاستيعاب 500 مريض يستقبل 400 فقط لعدم اكتمال إنشائه، ينقصه عدد من الأجهزة والإمكانيات لضعف الموارد المادية.

وداخل مركز الأورام التقت "فيتــو" مع الدكتور ناظم شمس الدين، مدير معهد الأورام: بدأت فكرة إنشاء المركز لتوفير العناء على مرضى الأورام الذين لم يكن لهم مكان خاص بهم وكان يتم علاجهم من خلال الأقسام العامة بمستشفى المنصورة العام، فبدأ اتخاذ خطوات فعلية وجادة لإنشاء المركز وخصصنا فيه أدوارًا للأطفال ليصبح المركز الثانى الجامعى على مستوى الجمهورية بعد المعهد القومى للأورام، وأضاف: المركز يواجه صعوبات في تدبير نفقاته المالية، فميزانية الدولة لنا 10 ملايين جنيه واحتياجاتنا تفوق 140 مليون جنيه، والمركز يستقبل سنويًا 81 ألف مريض بينهم 12 ألف حالة دخول للمستشفى وبواقع 2950 عملية جراحية. 

وهنا نقف عاجزين عن التدبير لولا التبرعات والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال الذين يدبرون تلك الاحتياجات ويتكفلون بأدوية المرضى، بل ينظمون لهم زيارات للأطفال لتحسين حالتهم النفسية. 

وأضاف: تواجهنا مشكلة أخرى من نقص أكياس الدم للفصائل النادرة، خاصة بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية وتم سحب الأكياس الموجودة لدينا من أجل المصابين وبعدها نظمنا 4 قوافل للتبرع بالدم لسد العجز، ولكن هناك مشاكل لا يمكن حلها مثل نقص الصفائح؛ لأنها تشترط أن تكون "فريش" من متبرع.

كما أوضح ناظم أن المركز يعوقه عدم قدرته على تدشين حملات دعائية له لكونه مركزًا حكوميًا، وهو ما ينعكس على الاحتياجات المادية، فالدور الحادى عشر وحده ذراعة النخاع متوقف العمل فيها لاحتياجها مبلغ 10 ملايين جنيه من أجل التجهيز وشراء الأجهزة ولافتقاد المركز الدعاية لا يوجد متبرعون لتجهيزه، كذلك المركز يحتاج إلى جهاز الكشف المبكر عن الأورام والسرطانات جهاز "memogram" وتكلفته مليون و300 ألف وإحدى الجمعيات جمعت باب التبرع لشرائه ولكنها لم تتمكن سوى من تجميع 750 ألف جنيه، وأشار إلى أن المركز يتكلف بعلاج المريض وكذلك حملات توعية ومؤتمرات للتوعية من السرطان.

وأكد أن أحد الأطباء وهو الدكتور عادل دينور يقوم بإجراء عمليات تجميل لجراحات استئصال الثدى عن طريق ذرع ثدى بديل من نفس أنسجة الجسم لا يفرق بينه وبين الثدى الطبيعى.

ومع قلة إمكانيات المركز إلا أنه حاول أن يهيئ المركز للمرضى ففى الدور العاشر كانت وحدة علاج الأطفال يرقض فيها أطفال لم تتجاوز أعمارهم بضعة أشهر بعدما كتب لهم أن يولدوا مع الآلام وبجوارهم كان أولياء أمورهم يبكون وينتظرون أي بريق أمل، وداخل الدور العاشر تم إنشاء الملاهى المصغرة للأطفال للترويح عنهم ولكنهم يلهون وهم يبكون. 

والتقت "فيتو" عددًا من المرضى حيث اشتكت والده المريض نبيه عبد العاطى خمس سنوات من قرية دمرو التابعه لمدينة المحله الكبرى من نقص الادوية التي تحتاجها لعلاج نجلها، فأوضحت بان ابنها مريض من سته اشهر من اورام بالامعاء وعلى الرغم من توفير المستشفى معظم الاحتياجات للمرضي إلا أن هناك بعض الادوية الناقصه وتقوم بعض الجمعيات الخيرية بتوفيرها، ولكن يأتى اليوم الثانى ونظل موجودين أمام نفس المشكلة، والأصعب عندما يكون الدواء غير متوفر بالصيدليات. 

أما والد الطفل طارق البدوى، وهو طفل يبلغ عامين ونصف العام، الذي صدم بعدما علم أن نجله مصاب بلوكيميا لتبدأ رحلته مع المرض سفرًا من دمياط للمنصورة وتم احتجازه منذ أكثر من أسبوع ولكن لم يتم صرف أي دواء له لانتظار المتخصص للكشف على نجله، ويعيش على أمل علاج ابنه وشفائه، مطالبًا أهالي محافظات الدلتا والقناة بتجميع حملات لمركز أورام المنصورة من أجل إنهاء وحدة ذرع النخاع أسوة بمستشفى 57357 فيقوم أحد رجال الأعمال بتولى الإنشاءات وآخر يقوم بشراء الأجهزة ويتم تسمية كل قسم باسم من قام باستكماله رحمة بنا وبأطفالنا.

وكانت رحلة عذاب مصطفى عون من طنطا بعد استئصال ورم بالصدر منه لا تنتهى، فالمرض حرمه من اكتمال تعليمه بعدما أصيب وهو في الـــ10 من عمره وبعد البحث في المستشفيات توصل لمركز الأورام وأجريت له جراحة ومن بعدها يعيش رحلة الكيماوى فيأتى للمركز دومًا من أجل صرف الكيماوى ويتم احتجازه، وتؤكد والدته أنها تقف عاجزة عن تدبير النفقات المالية، ولكن الجمعيات الخيرية لا تتركنا والمركز يحاول جاهدًا تدبير النفقات.

أما سامية سمير من نوسا الغيط مركز أجا بالدقهلية فقد احتضنت طفلتها التي لم يتجاوز عمرها ستة أشهر ونصف الشهر بعدما اكتشفت إصابتها بأورام في الكبد والطحال، وتقول: أنتظر التشخيص فلم يتم تحديد موعد لإجراء جراحة أو صرف أدوية ونحن متحجزون من شهر.

وبعد ترك "فيتو" المركز كانت هناك وحدة مجاورة له وهى "قسم علاج الأورام والطب النووى" بجامعة المنصورة وهنا انتظر العشرات من المرضى دورهم من أجل إجراء أشعات التشخيص، ولكن يؤكدون أنهم خاضعون لقائمة انتظار بسبب عطل في الجهاز، وهو ما يتسبب في عدم إنجاز التشخيص ويلجئون إلى مسشفيات بمحافظات أخرى حتى يتمكنوا من تشخيص أمراضهم.
الجريدة الرسمية