رئيس التحرير
عصام كامل

"حكيم وول ستريت".. محمد العريان أخطر رجال الاقتصاد في العالم.. نفى صلته بـ"السيسي".. عقب استقالته من "بيمكو" ساهم في علاج "فاجعة"اليابان.. و"أريبيان بزنس" تضعة ضمن أقوى 500 شخصية عربية

محمد العريان
محمد العريان

محمد العريان أحد أبرز الخبراء في مجال الاقتصاد، تتردد حوله الكثير من الشائعات منذ أن أعلن استقالته من شركة ''بيمكو'' العالمية، وهو ما أثار صدمة للمجتمع الاقتصادي العالمي.


كما أثارت الاستقالة العديد من التكهنات، وتبادرت للأذهان أنه سيحل محل الدكتور حازم الببلاوي في رئاسة الحكومة، كما ترددت أنباء حول تلقيه اتصالا من المشير عبد الفتاح السيسي لدعوته للانضمام إلى فريقه الرئاسى، وهو ما نفاه العريان شكلا ومضمونا.

منذ أيام قلائل تردد اسم العريان وبقوة لتولي رئاسة وزراء مصر بدلًا من الدكتور حازم الببلاوي، ووصفته صحيفة نيويورك تايمز قبل أعوام بـ"الرجل الغامض" عقب توليه إدارة الوقف الاستثماري لجامعة هارفارد، ويعرف الآن في الأوساط المالية العالمية بـ "حكيم وول ستريت"، بعد أن أبلى بلاء حسنا في إدارة "مؤسسة بيمكو" التي تعتبر من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم وتدير أصولا تزيد قيمتها على 1.1 تريليون دولار أمريكي، أي أكبر من حجم اقتصاديات أغلب دول العالم.

الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها اسم العريان لتولي مناصب عليا في الدولة ففي السابق كان مرشحا وبقوة لرئاسة أول حكومة مصرية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي وقع اختياره في النهاية على الدكتور هشام قنديل.

وعلى الرغم من ابتعاد العريان عن الصراع السياسي الذي تشهده مصر منذ ثورة الخامس والعشرون من يناير، إلا أنه كان يكتب عدة مقالات تهتم بالشأن السياسي في مصر، كما سبق واعترض على الحكومات المختارة بعد الثورة، فقبل تعيين رئيس الوزراء الحالي الدكتور حازم الببلاوي بيوم واحد كتب مقال في 8 يوليو الماضي يشير فيه إلى خوض مصر تحولها الحكومي الثالث غير المخطط إلى حد كبير خلال عامين ونصف العام –بحد وصفه.

كما رجح في مقاله الذي حمل عنوان ''نصائح للقوات المسلحة والساسة المصريين في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي'' حدوث تحول رابع بعد شهور، وتمنى أن يكون أفضل تخطيطًا، مؤكدا أن الحكومات الثلاث السابقة ضحية لفكرة خطيرة مفادها أنه يمكنها الحكم من خلال محاباة شريحة بعينها من السكان بينما تفرض إملاءات من أعلى على سائر الشرائح.

عمل العريان نحو 15 عاما لدى صندوق النقد الدولي في واشنطن، قبل تحوله للعمل في القطاع الخاص، حيث عمل مديرا تنفيذيا في "سالمون سميث بارنى" التابعة لسيتى جروب في لندن، وفي عام 1999 انضم إلى مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية، نشر العديد من الدراسات حول القضايا الاقتصادية والمالية العالمية، وعمل العريان في العديد من المجالس واللجان الاقتصادية والمالية والدولية، بما في ذلك وزارة الخزانة الأميركية، والمركز الدولي للبحوث، ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ويعمل باحثا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وكامبريدج في الولايات المتحدة.

تم تصنيفه ضمن "أقوى 500 شخصية عربية 2011"، في "أريبيان بزنس"، وضمن "أفضل 100 شخصية عربية"، حصد العديد من الألقاب، وبرز اسمه كواحد من أهم نجوم عالم الاستثمار، كما نال العديد من الجوائز العالمية عن كتابه "عندما تتصادم الأسواق".

كما ساهم العريان عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد في علاج "فاجعة" اليابان الاقتصادية عام 2011، وقال بعد تحليل الأداء الاقتصادي الياباني خلال السنوات الماضية، أن الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها اليابان كانت متوقعة منذ عام 1995، وقدم نصائحه لإنعاش الاقتصاد الياباني.

نشر العديد من أبحاثه عن الاقتصاد الدولي والقضايا المالية على نطاق واسع في صحف ومجلات اقتصادية وسياسية عدة، ووضع اسمه على قائمة "فورن أفيرز" ضمن أفضل 100 مفكر في العالم أعوام 2009، و2010، و2011.

تجدر الإشارة إلى أن العريان يمتلك جنسية أمريكية ولد في نيويورك عام 1958 قضى عشر سنوات من طفولته في مصر، وانتقلت عائلته إلى نيويورك في عام 1968 تزامنا مع تولى والده أستاذ القانون المستشار عبد الله العريان منصب في الأمم المتحدة، ورافق محمد العريان والده الذي عمل قاضيا في محكمة العدل الدولية، كما رافقه إلى فرنسا بعد توليه منصب سفير مصر هناك في الفترة من 1971 إلى 1973.

قضى "العريان" حياته متنقلا بين القاهرة، ونيويورك، وباريس، وإنجلترا، حصل على شهادته الجامعية في الاقتصاد من جامعة كامبريدج، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد في بريطانيا.
الجريدة الرسمية