رئيس التحرير
عصام كامل

انحرافات حسن البنا


لا تنزعج من عنوان هذا المقال، فأنا لا أتحدث عن انحرافات أخلاقية، إذ لا تعنيني في كثير أو قليل، ولكننى أتحدث عن انحرافات فكرية ودينية ووطنية، إذ لو كان انحرافه على نفسه لما اهتم أحد، ولكن انحراف هذا الرجل أدى إلى انحراف جماعة، ثم قامت هذه الجماعة المنحرفة بمعاداة وطنها والإضرار بالإسلام والإساءة إليه.


ولعلك ستقع في الحيرة لماذا وضع البنا شعارا له المصحف في حضن السيفين، هل كان بذلك يقدم خدمة للمستشرقين الذين قالوا إن الإسلام انتشر تحت ظل السيف؟ يقينا هذا هو المعنى المستفاد من شعار هذه الجماعة المنحرفة، ورغم انحراف البنا الفكري والديني إلا أن أتباعه قدسوه ورفعوه إلى مرتبة عالية، فحسن البنا لديهم فوق القداسة، وحين قُتل اعتبروه الحسين الشهيد، وإن أنسى لا أنسى أبدا درسا ألقاه علينا أحد شيوخ الجماعة الكبار حين كنت في شبابي الأول أحث الخطى نحو الجماعة.

إذ قال هذا الشيخ وهو يتحدث عن حسن البنا “لكل أمة نبي ورسول، ولأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والرسل لذلك وهب الله للأمة في كل جيل نبى غير مرسل، ولكنه ملهم من الله سبحانه للقيام بدوره كنبي في تبليغ رسالة الأمة، وهو غير الذي يجدد للأمة أمر دينها، فالذي يجدد لأمتنا أمر دينها قد يكون فردا أو جماعة أو جامعة أو مؤسسة أو مجموعة من العلماء، ولكن النبى غير المرسل هو دائما شخص واحد، وقد كان نبينا غير المرسل هو الإمام الرباني حسن البنا”..

وأذكر أننا دخلنا في جدل فقهي بعد ذلك عن مسألة “النبى الملهم غير المرسل” وما هي الأدلة الدينية على صحة هذا الأمر، وحين توجه بعضنا للشيخ عبد المنعم تعيلب أحد كبار دعاة الجماعة قال تبريرا لهذا الرأي: الحكمة هي النبوة، والله يهب الحكمة أي النبوة لمن يشاء، ألم يقل “يؤتي الحكمة من يشاء” وقد وهب الله الحكمة أي النبوة لحسن البنا، وكان من دلائل ذلك أنه أنشأ هذه الجماعة فانتشرت في ربوع الأرض، وهى في ذات الوقت تعيد للدنيا من جديد الإسلام الذي غفلت عنه الأمة، فهو بهذه المثابة نبي لم يرسله الله، ولكن ألهمه، وأتاه الحكمة” ورغم التلفيق الواضح إلا أن البعض اقتنع والبعض الآخر أوهم الآخرين أنه اقتنع ولكن ظلت في قلبه غصة، فلا هذا دين، ولا تلك قراءة صحيحة للدين، ولكن البنا انحرف فانحرف رجاله.
الجريدة الرسمية