رئيس التحرير
عصام كامل

تسجيلات 3 سنوات من الخديعة


لم تكُن يناير لتنجح لولا أحداث يوم 28 يناير، حينما استعان الإخوان بعناصر من الخارج في إحداث الفوضى في البلاد بالاستعانة بـ 10 أجهزة مخابرات دولية على الأقل، وكان "بعض" المدنيين المُحركين مُساهمين بقوة في الأمر، من أمثال قيادات حركة 6 إبريل وأزلامهم، ولذا أشاد "كل" المُحركين المدنيين بنكسة 25 يناير، بالإخوان كشُركاء. وقد حركت النكسة من البداية، "صفحات إخوانية" على الفيس بوك، ولذا كانت مؤامرة إخوانية لم تنوي على الإطلاق أخذ مصر لأي أفضل وقد ظهر ذلك جلياً على مدى 3 سنوات، هي الأسوأ في تاريخ مصر في عصره الحديث!!


إن ما حدث أفرز طُفيليات أبعد ما تكون عن السياسة المُحترفة، وهي تلك التي استمعنا لها في التسجيلات التي بثها الدكتور عبد الرحيم علي عبر برنامجه، وأظُن أن تلك التسجيلات، هي مُقدمة لتسجيلات أهم، لمن هم أكبر مقاماً بين تلك الطُفيليات!!

إلا أن مؤشر التسجيلات وما أفرزته من ردود فعل بين شباب وكبار المُحركين، هو ما لفت نظري. فالتسجيلات، تحوي "خوفاً" شديداً من ملفات هؤلاء في أمن الدولة ورغبة شديدة في الحصول عليها أو إتلافها. وهو أمر يدُل على أن أصحاب تلك الملفات، ليسو أسوياء أو وطنيين، ناهيك عن صفة البطولة التي صُبغوا بها على مدى 3 سنوات ملؤها الزيف!!

لقد أظهرت تلك التسجيلات، وبينما مصطفى النجار، يتكلم "بضحكته الرنانة" بسبب ودون سبب، عن تعيين رئيس الجمهورية ونائبه، والوزراء بمصر، بأسلوب لم نره على مدى تاريخ مصر الجمهوري، إلا في جمهوريات الموز؛ أقول أظهرت تسجيلات مصطفى النجار، أن هؤلاء غير مُقتنعين بشعار "الشعب يُريد" في الميدان، حيث يرون أنهم من يعينون المسئولين في الدولة، بمعزل عن إرادة الشعب!!

كما أظهرت تلك التسجيلات أن اقتحام مقار أمن الدولة، لم يكن لهدف وطني، ولكن لأهداف شخصية للغاية، ولم تكن لأخذ مصر لأي أفضل، ولكن لمحو تاريخ أسود من الإجرام السياسي، الذي اعتادته تلك الطُفيليات لصالح الإخوان في الداخل والاستعمار الجديد في الخارج.

لقد ظهر أن "الثوار الأطهار" يحملون ثقافة قذرة، حينما ظهر لنا كيف يكيدون لبعضهم البعض، ويزورون الوثائق التي تحمل "خاتم نسر الدولة"، للخلاص من بعضهم البعض، من أجل السُلطة، التي توهموا أنهم اقتنصوها، بينما يبكي مصطفى النجار ووائل غنيم علناً، بدموع التماسيح، لدي منى الشاذلي، ويوهمونا بأنهم مُعتدى عليهم وليسوا مُعتدين على أمننا كشعب، طيلة ثلاث سنوات!!

لقد عبرت تلك التسجيلات، عن "ثقافة نكسة يناير الإخوانية" بفجاجة، وظهرت التسجيلات التي تكلم عنها المُشير طنطاوي أخيراً، واعترض بعض من الناس، إما لأنهم يعرفون ما اقترفوه من أعمال مُشابهة، لأنهم لم يكونوا أسوياء يوماً ولم يعبر خطابهم المُعلن عن أحاديثهم الخفية، أو لأن هذا ضد الحرية الشخصية!!

وفيما يتعلق بالحُرية الشخصية، إذا تماست مع أمن الوطن، وبالذات أن من سُجل لهم مشهود لهم بالعمالة، وبيع الوطن عند أول مُنعطف: لا تُصبح حُرية شخصية، إلا لو أن من يتكلمون عن تلك الحرية، يرون أنه يحق لأي مواطن أن يعتدي على أي مواطن بزعم الحُرية الشخصية!!

إن هناك من لا يزال يُدافع عن تلك الطُفيليات برغم الانكشافات الجمة بخيانة ما قيل علناً للشعب. هؤلاء المُدافعون إما مكابرين أو خونة، لأنه لا يُمكن تصور أن يكون هناك "أغبياء" بعد كل تلك الخديعة!!

إن كنتم تريدون الأفضل لمصر، فكفاكم خداعاً للشعب، لأن كل مُخادع سيُحاسب وبالقانون، والشعب لن يرحم من تعمد إيذائه!!
وتحيا مصر
الجريدة الرسمية