رئيس التحرير
عصام كامل

مصر هى مرسى!


ما أعجب إعلام الإخوان المسلمين, يتهم الإعلام المعارض بالكذب والتلفيق ثم نجد بوابة "الحرية والعدالة" تكذب وتنسب كلمات لوزير بمكتب الخارجية البريطانية اليستر برت لم يقلها, بل وتفبرك مقدمة وتفاصيل الخبر الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن الأحداث في بورسعيد.


فقد نشرت بوابة الحرية والعدالة خبراً بعنوان: "وزير بريطاني: الفوضى التي تواجه مرسي ليس لها مكان في الديمقراطية", في حين كان نص تصريح الوزير البريطاني اليستر برت: "أن مثل هذا العنف ليس له مكان في مصر الديمقراطية الحقيقية". كل ما فعلته بوابة الحرية والعدالة هي أنها استبدلت "مصر" بـ "مرسي", فمصر في نظر الإخوان هي مرسي ومرسي هو مصر, بينما لم يذكر الوزير اليستر برت الرئيس محمد مرسي مطلقاً في تصريحه. التعديل الذي قامت به "بوابة الحرية والعدالة" يعيد للأذهان فكرة "مصر مبارك", وكأن ثورة لم تقم, وما أشبه الليلة بالبارحة, فربما يتهم الإخوان مستقبلاً من يهاجم "مرسي" بأنه يهاجم "مصر".
الفبركة الصحفية امتدت إلى مقدمة الخبر وتفاصيله, فاختلق محرر بوابة الحرية والعدالة مقدمة قال فيها إن صحيفة الإندبندنت ذكرت – والنص لبوابة الحرية والعدالة - "أن حالات الانقسامات والخلافات بين الإسلاميين والتيارات الأخرى في مصر تضر بجهود الرئيس محمد مرسي في إعادة إحياء الاقتصاد الذي يعاني من أزمة خطيرة". من يقرأ الصحف الأوروبية يعرف أن صحيفة مثل الإندبندنت لن تنحاز للإخوان ضد المعارضة في مصر, لكن يبدو أن محرر بوابة الحرية والعدالة سرح بخياله الفضفاض وتمنى أن تكون الإندبندنت إخوانية, فالمقدمة الأصلية تضمنت خبر "وفاة 32 شخصاً على الأقل في بورسعيد في اشتباكات مع الشرطة ومقتل 41 آخرين في اشتباكات لمعارضي الحكومة في القاهرة".
لم تتوقف الفبركة الصحفية على مقدمة الخبر, فكتب محرر بوابة "الحرية والعدالة" يقول: "ومضت الصحيفة – ويقصد هنا الإنتدبنت - في قولها إن الصراع السياسي وانعدام الأمن الذين ابتليت بهما مصر عقب الإطاحة بالرئيس السابق يلقيان بظلالهما على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أبريل القادم". والواضح أن محرر بوابة الحرية والعدالة نسى أن "الإندبندنت" لا تعترف "بالبلاء والابتلاء" الإخواني, فكان ما كتبته محض افتراء وابتلاء للمصداقية والموضوعية الصحفية.
أتفهم أن الفبركة الصحفية التي قامت بها بوابة الحرية والعدالة تهدف لإقناع القراء بأن الحكومة البريطانية تؤيد مرسي, ولكن لماذا تحاول بوابة "الحرية والعدالة" غسل دماغ أو تسييس قراء الإخوان ومؤيديها, فهم مسيسون بالفعل؟ أو دعوني أعيد طرح السؤال بشكل آخر – لماذا تكذب بوابة الحرية والعدالة على قرائها؟ فالقراء من غير مؤيدي الإخوان لن يصدقوا ما تكتبه البوابة, أم أن بوابة الإخوان أصبحت تستحل الكذب والفبركة على الجميع بما في ذلك قرائها.

الجريدة الرسمية