رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب وباحثون أتراك يتناولون الأزمة السورية في مؤتمر باسطنبول

الثورة السورية
الثورة السورية

استعرض كتاب وباحثون أتراك اليوم تطورات الأوضاع فى سوريا وتداعياتها على دول الجوار والمنطقة ، وذلك من خلال عدة جلسات ونقاط حوار فى مؤتمر عو الأزمة السورية عقد اليوم باسطنبول.

وتحدث الكاتب الصحفي "مصطفى أوزجان"، فقال " إنه لم يتم التدخل في سوريا كما حدث في ليبيا، لأن وضعها مختلف ، رغم أن عمليات القتل فيها تخطت نسبة القتل في ثورات شعبية أخرى، قياسا لعدد السكان، فتركت بذلك الثورة الإيرانية خلفها، متفوقة عليها".
ولخص أوزجان، السياسة الخارجية المتبعة لسوريا في المستقبل، فقال " إنها يجب أن تقوم على إحقاق الاستقرار والوحدة ومنع انقسام البلاد، وتشكل دول أخرى كالدولة الكردية، ورفض التدخل العسكري الخارجي، لكي يمنع تشكل النظام من جديد".
وأرجع "أوزجان" ، كما ذكرت وكالة الاناضول التركية للانباء، سبب استمرار الثورة وعدم انتهائها، إلى محاولة فرض الوصاية عليها، لأنها دولة ثبت أنها أساسية في الشرق الأوسط، وتقوم برفع وسقوط الدول المجاورة، لما تتمتع بها من توازنات، تؤثر في إيران من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وبتركيا ودول الربيع العربي من جهة ثالثة.
وواصل الكاتب حديثه عن التصريحات التي انطلقت من إسرائيل وإيران ، والتي كانت تقف دائما إلى جانب النظام ، وتخشى من حدوث حصار لإسرائيل بعد نجاح الثورة المصرية، كما أن نجاح الثورة السورية أيضا سيقلل من النفوذ الإيراني لتداعي مصالحها في العراق، وقد تصل إلى عقر دارها - حسب أوزجان -.
ولخص الصراع في المنطقة بأنه صراع مذهبي أيضا، في وقت ينتظر فيه سنة العراق نجاح الثورة السورية بفارغ الصبر، مشبها في الوقت ذاته ما يحدث في سوريا، بما حدث في البوسنة، حيث حظر السلاح، وعدم التدخل الخارجي.
وقال " إن روسيا تعمل على إنشاء دولة علوية للنظام السورى ، وهذا ما يسعى إليه أعداء سوريا " ، منوها بأن الثورة في النهاية ستنجح، لتتصل دول الربيع مع بعضها البعض، وتعود العلاقات التركية العربية المقطوعة منذ زمن طويل إلى سابق عهدها - حسب الكاتب التركى -.
من ناحيته تطرق رئيس القسم العربي في وكالة الأناضول للأخبار "توران قشلاقجي"، إلى دور وسائل الإعلام في الحروب وبشكل خاص في الأزمة السورية الأخيرة، حيث أظهرت الأحداث الأخيرة مدى تأثير وسائل الإعلام، واستجاباتها على الشعوب.
وقال قشلاقجي " أن الشعب التركي استغرب من قيام الربيع العربي، وهذا يدل على أهمية دور وسائل الإعلام، والتعاطي معها، فالأتراك ظنوا أن العرب مرتاحون في بلادهم ، دون أن يدركوا أنهم يعيشون في سجون كبيرة قاموا بهدم جدرانها، طلبا للحرية التي حرموا منها".
وشدد على أن الأزمة فى سوريا يجب أن ينظر إليها من جانب إنساني وجداني، وليس من جانب سياسي فقط، وبناء على النظريات الجيوبوليتيكية وحسب، والتركيز على ذلك في وقت دعم فيه كلامه باستغلال النظام لوسائل الإعلام للترويج إلى بطش المعارضة، مستشهدا بحادثة قصف جامعة حلب مؤخرا.
واستطرد "قشلاقجي" ،قائلا "إن الدول الغربية تتعامل بوجهين مع الثورة السورية، وبشكل خاص وسائل الإعلام، بغرض خلق بلبلة تجاه الثورة، فالولايات المتحدة اتخذت مواقف مؤيدة من المعارضة والثورة بداية، إلا أنها قامت بتغيير بوصلتها فيما بعد".
وألقى قشلاقجي باللوم على المعارضة السورية في استمرار أمد الثورة ،وقال " إن المعارضة تناقش شكل الدولة الحالية ، دون الالتفات إلى المعاناة الشعبية على الأرض، في وقت تعمل دول مثل ألمانيا وانجلترا على دعم النظام بالسلاح بشكل سري".
أما الكاتب الصحفي "نوح يلماظ"، فتناول مواقف الدول الفاعلة في المنطقة، ودورها والسياسات التي اتبعتها في الحلول التي ترغب بها في المنطقة، وبشكل خاص فيما يخص سوريا.
ويقول يلماظ إن تركيا التي اختارت أن تقف إلى جانب المعارضة، بعد أن حاولت إيجاد المصالحة بين النظام والمعارضة بداية، غيرت مواقفها لأن لم يلتزم بوقف إطلاق النار، في وقت بقيت فيه تركيا خجولة بالنسبة للتدخل الخارجي، وحاولت إيجاد حلول بما يناسبها.
وأخيرا تحدث الكاتب "ياسين أقطاي"، وهو باحث من مركز الفكر الاستراتيجي التركى ، وتناول في مداخلته التوازنات في المنطقة، لافتا إلى أن الدول التي أنتجت بعد الحرب العالمية الأولى، هي دول منغلقة لا يأتيها الخطر من دول الجوار، وإنما من شعوبها، وتختلف مع جوارها بمشاكل بسيطة جدا.
وأرجع أقطاي سبب المواقف الدولية من الأزمة إلى منع تلاحم شعوب المنطقة مع بعضها البعض لإعادة توحدها، لذا تعمل على إبقاء الوضع عليه، في وقت أوضح فيه أن السياسات التركية في المنطقة في الأعوام الأخيرة، وظهور الربيع العربي في عدد من الدول، قض مضاجع الدول الغربية، لتحاول أن تعيد المنطقة إلى ما كانت عليه من قبل.
وقال الكاتب التركى " إن نظام الأسد يتلقى الدعم من روسيا التي تظن أن علاقاتها الطويلة منها تجعلها عدوة لأمريكا ، إلا أن الواقع يظهر عكس ذلك "، مشددا على أن شعوب المنطقة لا بد أن تتلاقى نتيجة التطور الاقتصادي الأمر الذي تمنعه أنظمة هذه الدول.
وقد تناولت جلسات المؤتمر ، عمل المنظمات الخيرية الأهلية في تقديم المساعدات للاجئين السوريين، والمعوقات التي تعترض وصول المساعدات إلى أصحابها ، وإمكانيات مساندتها.
الجريدة الرسمية