رئيس التحرير
عصام كامل

نص شهادة "إبراهيم بغدادى" على حريق القاهرة

جانب من حريق القاهرة
جانب من حريق القاهرة

بعد مضى 61 عاما على حادث حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 والذى يتزامن مع قيام ثورة 25 يناير 2011، وما تبعها من أحداث حتى اليوم 26 يناير 2013 ، نستعيد شهادة إبراهيم بغدادى رئيس المخابرات فى حكومة الثورة وأحد الضباط الأحرار ومحافظ العاصمة، والتى نشرتها مجلة آخر ساعة قبل وفاته بشهور قليلة وقال فيها:" بالرغم من أهمية حدث حريق يناير52 إلا إنه لم يلق التغطية الكافية، بالرغم من تأثيره المباشر على مجريات الحياة السياسية فى مصر، وهذا الحدث لم يكن عفويا وكنت وقتها ضابطا بسلاح المشاة، وكان وقتئذ تنظيم الضباط الأحرار فى أوج نشاطه داخل الجيش وفى الجامعات والمدارس ووقع الحادث ولا توجد حتى بعد قيام الثورة إجابات محددة لسبب الحريق لأن كل الذين تولوا التحقيق فيه سواء البوليس أو النيابة لم يكشفوا عن الفاعل الحقيقى.


فى تلك الفترة كان الملك فاروق قد تزوج من ناريمان، وكان فى رحلة إلى إيطاليا، وأخبار بذخه ولعبه للقمار وحاشيته تملأ صفحات الجرائد المصرية والأجنبية، مما أوجد السخط لدى الشعب، فتوحدت الاتجاهات السياسية باختلافها وتباين أطيافها "الإخوان والشيوعيون واتحادات العمال والطلبة وبعض الأحزاب" شكلت فيما بينها ملامح حركة ثورية جديدة مستقلة عن القيادات التقليدية للأحزاب، بما فيها قيادة الوفد، كان هدف الجميع مواجهة الإنجليز والسرايا، وجاءت حكومة حسين سرى واكتسح الوفد الانتخابات، هناك كفاح مسلح بالقناة، كتبت مانشيتات الأهرام فى ذلك اليوم (الإنجليز يهدمون الإسماعيلية واستشهاد 64 ضابطا وجنديا مصريا، وإصابة 200 وأسر200).. وفى الصفحة الثانية كان هناك( فاروق يحتفل بمولوده الجديد) وتفاصيل المانشيت أن الدعوة وجهت لخمسمائة ضابط من القوات المسلحة ومائتين من البوليس وخمسين من الحاشية، واندلعت المظاهرات والحرائق، وبدا أول حريق بكازينو بديعة بميدان الأوبرا، وتوالت النيران لتحرق 700 محل وكازينو وفندق.. وأقول إن الذين قاموا بالحدث هم طلبة البوليس، وأكد لى ذلك اللواء "ممدوح سليم زكى" الضابط النوبتجى، وقتها بكلية البوليس، وكان السبب شهداء البوليس بالإسماعيلية، واتهم "أحمد حسين" بالتحريض واتهم "فؤاد سراج الدين" بالتقصير، وأثبت "حسين وجوده" بمنزله، وإن كان لا ينفى أن "أحمد حسين" بمقالاته النارية ضد الفساد كانت باعثا للثورة، وبريئا من التهمة، بعدها نزل الجيش الشارع وفرضت الأحكام العرفية، وأقيلت حكومة الوفد.
الجريدة الرسمية