رئيس التحرير
عصام كامل

كُحل وحناء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

مكحلة الرسول عليه
مكحلة الرسول عليه الصلاة والسلام



>> افتراءات تستند إلى أحاديث ضعيفة بأن الرسول تشبه بالنساء

أكرم حسن: أصحاب الشبهة جهلة بصحيح الدين

>> حنان عبد الهادى


هناك من يتأول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسألة وضعه للكحل فى عينيه، مؤكدين أنه ليست من خوارق المروءة أن يضع الرجل كحلًا فى عينيه، فضلًا عن أن يكون نبيًّا! واستندوا فى ذلك إلى الحديث الذى جاء فى مسند أحمد مسند بنى هاشم, بداية من مسند عبد الله بن العباس الذى جاء فيه: “حدثنا يزيد، أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا فى كل عين"، وتحقيق الألبانى: ضعيف، الإرواء.. وفى مسند أحمد عن عكرمة، عن ابن عباس، "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام، وكان يكتحل فى كل عين ثلاثة أميال". قال عنه الألبانى: ضعيف الرواية .

أصحاب هذه الشبهة جُهال بالشريعة الإسلامية- حسبما يؤكد الداعية أكرم حسن- لأنهم لا يعلمون أن الشريعة الإسلامية جاءت بتمام الكمال للجنسين والفصل بينهما, ففى صحيح البخارى عن ابن عباس رضى الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال...»، وفى صحيح مسلم أيضًا عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشر من الفطرة"، ذكر منها: "قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة وانتقاص الماء".

وجاء فى كتاب "رد السهام عن خير الأنام"، أنه فى سننِ النسائى عن أَبى موسى رضى الله عنه، أَن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قَال: "إنّ الله سبحانه وتعالى أحل لإناث أمتى الحرير والذهب، وحرمه على ذكورها".
وهنا يقول الداعية أكرم حسن: إن الكحل المذكور فى الحديث هو “كحل الإثمد”، فهو ليس ككحلِ النساءِ المعروف، وإنما كحل للرجال يقوى النظر، ويحفظ الجفن، ولا يزيد هيئة الرجل إلا جمالًا ورجولة, فهذا الكحل فيه شفاء للعين ويقوى البصر.. وأشار إلى أن كتب التحقيق للشيخ الألبانى- رحمه الله - يحكم على كل أحاديث الكحل بأنها ضعيفة، إلا فقرة الاكتحال بالإثمد فصحيحة؛ لأن الكحل الذى كان النبى صلى الله عليه وسلم يكتحل به كحل للرجال يسمى "الإثمد"، فهو يجلو البصر، وينبت الشعر, ولكن لما طال الأمد وتغيرت الأعراف، وجهل الناس الكثير من الأمور خلطوا بين كحلِ النساء وكحل الإثمد .

وأضاف: إن كحل الإثمد لا يقارب حتى تكلف كحل الأقدمين، ولكنه كحل خاص بالرجال ويزيد الرجل جمالا يناسب رجولته ويقوى النظر، وهناك أبحاث علمية عن فوائده كثيرة, كذلك نرى من مشاهير العلماء من يضعون كحل الإثمد على أعينهم، ويظهرون فى أحسن مظهر فى وسائل الإعلام، ولم نجد واحدا طعن فى رجولتِهم, فى حين كان الإمام مالك - رحمه الله- لا يضع الكحل؛ لأن الناس لا يعرفون ”أنه سنة” مع تغير الأعراف.

أما الشيخ مصطفى العدوى فإنه يرى أن الأحاديث التى وردت فى باب اكتحال الرسول من أن الرسول قد اكتحل بالإثمد، فإنه لا يثبت خبر بذلك.. أما الحديث عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء فى الموسوعة الفقهية، أن الكلام عن الحناء يأتى استعماله كعلاج، حيث أورد الإمام ابن القيم فى الطب النبوى فوائد كثيرة له، وذكر أنه يستخدم فى علاج الصداع وغيره، وقال: (وقد روى البخارى فى "تاريخه" وأبو داود فى "السنن"، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعًا فى رأسه إلا قال له: “احتجم”، ولا شكا إليه وجعًا فى رجليه إلا قال له: “اختضب بالحناء”، وعلق عليه المحقق بقوله: وسنده ضعيف. وقال ابن القيم أيضًا وفى الترمذى: عن سلمى أم رافع خادمة النبى صلى الله عليه وسلم قالت: كان لا يصيب النبى صلى الله عليه وسلم قرصة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء, وضعف المحقق إسناده أيضًا, واستعمال الخضاب كعلاج مباح.. أما استعماله كزينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم". رواه مسلم. قال الإمام النووي: ومذهبنا: استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح, وقيل: يكره كراهة تنزيه، والمختار التحريم، لقوله صلى الله عليه وسلم: ”اجتنبوا السواد"، هذا مذهبنا.. إلخ.

شرح النووى على صحيح مسلم، باب: فى مخالفة اليهود فى الصبغ.

الجريدة الرسمية