رئيس التحرير
عصام كامل

استمرار مآسى المهاجرين السريين إلى أوربا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بينما انتشلت البحريتين الإيطالية والمالطية عشرات الجثث لمهاجرين غير شرعيين وأنقذت المئات، طالب رئيس البرلمان الأوربي بدعم إيطاليا وتقديم "الحماية المؤقتة" لمن يفرون إلى أوربا من الحروب والكوارث والفقر.

قالت البحرية الإيطالية السبت (12 أكتوبر 2013) إن عدة زوارق تابعة لسلاح البحرية الإيطالية والمالطية انتشلت 34 جثة وأنقذت 206 أشخاص من زورق مهاجرين انقلب أمس الجمعة، بينما أرسلت سفينة إنقاذ لمساعدة زورق آخر يعاني من متاعب.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" بأن زوارق الدوريات الإيطالية نقلت 56 ناجيا وكذلك جثث 22 ضحية معظمهم من النساء والأطفال إلى جزيرة لامبيدوزا في جنوب إيطاليا، فيما كان هناك أربعة قتلى آخرون في الطريق إلى مالطا. وقامت السفن المالطية والإيطالية أيضا بنقل الناجين إلى الشاطئ.

وانتشلت الجثث من حطام سفينة على بعد نحو 80 ميلا بحريا جنوب غرب مالطا و60 ميلا بحريا من جنوب شرق لامبيدوزا. وأفادت أنباء بأن سفينة المهاجرين انقلبت بعد ظهر أمس الجمعة في الوقت الذي كان يحاول فيه ركابها جذب انتباه طائرة مالطية كانت تحلق في أجواء المنطقة في تلك الأثناء.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف مالطا"، أن السلطات في مالطا أنقذت نحو 150 شخصا يعتقد أنهم جاءوا من سوريا ودفعوا 4 آلاف يورو للفرد من أجل هذه الرحلة. وأضافت الصحيفة أن رضيعين وطفلا (11 عاما) وسيدة من بين القتلى. بينما قال خفر السواحل الإيطالي إنه تدخل أيضا لمساعدة 85 مهاجرا تقطعت بهم السبل في زورق على بعد 80 ميلا بحريا إلى الجنوب من لامبيدوزا واعترض سفينة كان على ظهرها 183 مهاجرا خلال اقترابها من الجزيرة الساحلية الصغيرة.

تأتي حادثة أمس عقب ثمانية أيام من غرق سفينة مهاجرين أخرى قبالة ساحل جزيرة لامبيدوزا، والذي أسفر عن مقتل 339 شخصا على الأقل في حادث يعد الأسوأ في تاريخ أوربا الحديث. وتصدرت الهجرة أجندة الاتحاد الأوربي عقب هذا الحادث وقال الألماني مارتن شولتس رئيس البرلمان الأوربي، في وقت متأخر من أمس الجمعة إن إيطاليا تستحق المساعدة من الشركاء بالاتحاد الأوربي حتى لو كانت معاملة هذا البلد للاجئين لا تفي بالمعايير الدولية.

وتعرضت إيطاليا للنقد من وكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ومجلس أوربا الذي يشرف على حقوق الإنسان بسبب الحالة الهزيلة لمراكز استقبال المهاجرين من بينها المنشأة الموجودة في لامبيدوزا، والتي تستقبل أكثر من طاقتها الاستيعابية أربع مرات. إلا أن شولتس أصر على ضرورة الالتفات لدعوات إيطاليا المنادية بتقاسم عبء المهاجرين على نحو أكبر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي.

وقال: "وجود 15 ألف لاجئ على جزيرة مثل لامبيدوزا، يعد كارثة للجزيرة. أما توزيع 15 ألف لاجئ بين 507 ملايين أوربي في 28 دولة عضو أمر ملائم، هذه هي الأبعاد التي يجب أن نناقش القضية على أساسها". وأضاف شولتس أنه يتعين على الأقل تقديم "الحماية المؤقتة" للأفراد الذين يفرون من الحروب الأهلية والكوارث البيئية أو الفقر وتهيئة الوسائل الكفيلة بوصولهم إلى أوربا بشكل قانوني دون المجازفة بحياتهم بينهما يدفعون آلاف الدولارات لمهربي البشر.



ص ش/ ع ج م (رويترز، د ب أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية