رئيس التحرير
عصام كامل

هل طموح المرأة العاملة يقف في طريق زواجها؟

هبة سامي، خبيرة التطوير
هبة سامي، خبيرة التطوير النفسي والاجتماعي

دائمًا ما ينظر المجتمع للمرأة الطموحة العاملة، ذات المكانة الاجتماعية على أنها يستحيل أن تتخلى عن مكانتها لأجل أي رجل، وينظر للمرأة التي تعمل عملًا عاديا جدا على أنها بسهولة واجب عليها ترك عملها حين تقدم على الزواج.


تؤكد هبة سامي، خبيرة التطوير النفسي والاجتماعي، خطأ الفكرتين، خاصة أن سن الزواج غير محددة، ومشروطة حين تجد الفتاة من يناسبها حقا أو حين يصبح الشاب قادرا على هذه الخطوة! المُشكلة في نظرى ليس عمر الفتاة ولا سوء ظروف الشاب، فالمُشكلة الحقيقية "الوعي بمفهوم الزواج".

لماذا تريد الزواج؟ ولماذا تريدين أنت أيضًا؟ لن تجد إجابة مقنعة حقًا للإنسانية التي بداخلنا ولا بالرسالة الراقية التي خلقنا الله من أجلها، من كثرة المشاكل السطحية التي تعلقت أرواحنا بها، والخوف، والقلق، والنظر للزواج بشكل سطحي.

فإن كنت تخافين على عمرك الذي يجري أمام عينك فقط! فأنت ما زلت في دائرة السوء في ظنك بالله أولًا، ولن تري الرسالة التي يتركها لكِ الله مع كل لحظة تفوت عليكِ وأنت أيضًا.

دائمًا أقول شروط الزواج واختيار شريك الحياة هي: "قبول، تكافؤ، اكتفاء، ووجود رسالة مشتركة للزواج".

ومن يتنازل عما يناسبه يعيش عمره يدفع الثمن وعليه أن يحدد من يريده وما يناسبه ويؤمن أنه سيجده، وسيجده فعلًا، بإيمان راسخ فلا تتخلي عن رجل مسئول تشعرين معه بالأمان، وأنتَ لا تتخل عن امرأة ترتضيها أما أولادها سيبنون أو يهدمون أمهم.

المرأة صاحبة المكانة الاجتماعية تتخلى عن كل هذا في سبيل رجل أنجح وأعظم منها، يحبها ولديه رسالة عظيمة، حينها ستترك كل ما لها وتتفرغ لحلمه ورسالته وله، وحين يحققها هي شريكة كل لحظة حين توفر له الاستقرار العاطفي حين تكون له كل شىء وهو أيضا سيفخر بها دائما وسينسب لها الكثير من نجاحاته.

أما المرأة التي تعمل عملًا عاديا فتترك العمل مع رجل طموح، حتى وإن كان يعمل عملا بسيطا لكنه يُطور ويخطط ولديه حماس ورغبة قوية في التقدم في الحياة.. ولديه رسالة لأولاده ولمستقبله.

وهناك رجل تربى على أنه يصبح رجلا عاديا وأن ميزته الوحيدة أنه رجل! حينها أقول لها لا تقبليه زوجًا، لأنه سيحط من كل شىء تفعلينه حتى وإن كان لك فضل كبير في استمرار المنزل، وإن حدث وقبلتيه فلا يمكن أن ينصحك أحد بترك عملك من أجله! فالطريقة والسلوك يظهران الكثير من الشخصية.

أما الرجل العادي فلديه وعي وثقافة، جعلته عظيما حقًا في سلوكه وطباعه وتقديره وكل يوم يُحسن من نفسه ودخله وكل شىء ويرتقي لمستقبله.

أقول لها مهما كانت إمكاناته بسيطة، وطلب منكِ ترك العمل عن اقتناع وخطة مشتركة اتركي عملك، لأنه لن ينسى لكِ هذا وسيعوضك كثيرًا كثيرًا عن بناء مستقبلك الشخصي حين تشاركينه مستقبله العظيم، يكفي أن تشعري معه بالأمان.

وفي كل الأحوال أقول: أي عمل سيُلهيكِ عن الاهتمام الأمثل بطفلك.. اتركيه، ولا أقول لكِ اهملي حالك.. على العكس.. تطوري له ومعه كل يوم.

وأخيرا للزواج أضلاع ثلاثة: الاختيار الصحيح، التخطيط، ووضع الأهداف لكل شىء بالحياة: الإيمان بها، السعي والنشاط والحماس.
الجريدة الرسمية