رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا صحافة البارونات


أقصد زملائى وأصدقائى الصحفيين فى الصحف الحزبية والذين يخوضون حربا شرسة للحصول على حقوقهم، فهم فى الحقيقة يدفعون ثمن خطايا سياسية وأخلاقية لا ذنب لهم فيها، وهذه الخطايا كثيرة يتحملها كثيرون، أولهم معارضو مبارك الذين أسسوا دكاكين صحفية فاشلة، وقاوموا لأسباب كثيرة بناء مؤسسات قادرة على الاستمرار والنجاح المهنى وحتى السياسى، فقد انشغل معظمهم بمكاسبهم الضيقة حتى تعمل هذه الصحيفة أو تلك لصالحهم، وفشلوا فشلا ذريعا فى أن يقدموا نموذجا مؤسساتى مختلفا عن مبارك ومن سبقوه.

 
ليس هذا فقط، ولكنهم كانوا الأكثر قسوة فى نهب حقوق الصحفيين، حتى أن رئيس تحرير لصحيفة حزبية كانت شهيرة، كان يقول إن التاريخ لن يذكر أن الصحفيين حصلوا على مستحقاتهم أو لا، ولكنه سيذكر الدور "النضالى" للجريدة ضد مبارك، وهو فى الحقيقة كان يقصد دوره هو ونجوميته هو ومصالحه هو، فقد ناضل بدماء غيره.

أعرف أن النظام السابق كان يمارس التضييق على هذه الصحف، ولكن هذا ليس مبررا لسرقة حقوق الناس، فما الفارق بينهم وبين من يناضلون ضده؟ الحقيقة لا فرق، وهذا كتبته كثيرا وكانوا يقولون وقتها إن هذا يصب فى صالح مبارك، ودارت الأيام وذهب مبارك، ليتأكد ما كنت أقوله بأنهم أسوأ منه فى تعاملهم مع الصحفيين.
 
كما يدفع زملائى ثمن جرائم نقابية اشترك فيها معارضو مبارك ومؤيدوه بكفاءة، وهى تحويل نقابة الصحفيين إلى نادى خدمات، وحديقة خلفية "لبهوات" السياسة، وليس نقابة دورها رفع أجور الصحفيين والدفاع عن حقوقهم، وتطوير أدائهم المهنى.

استفاد النقباء المتعاقبون ومعهم أعضاء مجالس النقابة المتوالية، فقد زاد رصيدهم السياسى وليس النقابى، وزادت نجوميتهم وشبكة مصالحهم داخل مصر وخارجها التى فتحها لهم وجودهم على رأس نقابة صحفيى مصر، ودفع ثمن هذا الفساد الرخيص ملح المهنة، ناضلوا بقوتهم وقوت أولادهم ضد استبداد مبارك وحصد غيرهم الثمن، والآن يقاتلون ضد الفاشية الدينية وأتمنى ألا يحصد غيرهم الثمن.

إنها لعنة النخبة المصرية، لعنها الله جل فى علاه.
الجريدة الرسمية