رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: نتنياهو يشعر بخيبة أمل من أوباما.. المصداقية الأمريكية عالقة في رمال الشرق الأوسط المتحركة.. بوتين يجرد واشنطن من حيل ضرب سوريا.. موسكو تتهم الجيش الحر باستخدام الكيماوي

بنيامين نتنياهو رئيس
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى

ضربت مبادرة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الصراع السوري، الصحف العالمية بسيل من ردود الأفعال العالمية والمحلية اليوم، الخميس، بالإضافة إلى الموافقة السريعة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والتراجع الملحوظ للإدارة الأمريكية عن التدخل العسكري في سوريا. 
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن هناك انتقادات إسرائيلية حادة للسلوك الأمريكي تجاه سوريا، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" أنه يشعر بخيبة أمل من الخطاب الأخير للرئيس الأمريكى "باراك أوباما" والذي ألقاه بالأمس.

وأوضحت المصادر أن" نتنياهو" يخشى من أن السلوك الأمريكى تجاه سوريا ينظر إليه كونه ضعفا ويتم استغلاله من الجانب الإيرانى، وأن يتم تفسيره على عدم قدرة الغرب في التعامل مع أزمة سوريا التي تعد أهون بكثير من التهديد الإيرانى.

وأضافت القناة العاشرة الإسرائيلية أن الصفقة التي تجرى بين روسيا والولايات المتحدة من أجل تأجيل الضربة العسكرية ضد سوريا مقابل نقل السلاح الكيماوي قابلها "نتنياهو" بشكوك كبيرة وقلق شديد من أن روسيا وسوريا قد تكسبان مزيدًا من الوقت لصالح تأجيل الضربة دون تفكيك السلاح الكيماوي.

من جانبها أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب خطى الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي التوصل إلى تفاهمات حول نزع الأسلحة الكيميائية السورية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها، إن إسرائيل لن تتراجع عن الخطوط الحمراء التي وضعتها للأسد، في حال استخدامه السلاح الكيماوي، وستستخدم القوة لمنع هذه الخطوة.

أضافت المصادر أن الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل لم تتغير وأن الأسد يعى أن سياستها في هذا النحو لن تختلف على الرغم مما يحدث في الساحة الدولية، والأفضل له أن يتجنبها في هذه القضية.

وفي سياق آخر لفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون"، قوله إن إسرائيل تمتلك حق الرد على أي محاولة لتسليح حزب الله بالأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أنه وفقًا لتقارير أجنبية فإن إسرائيل ضربت في السابق شحنات أسلحة كان من المقرر أن تنقلها سوريا إلى حزب الله.

وتناولت الصحف البريطانية الشأن السوري أيضًا، حيث نشرت صحيفة "الجارديان" اليوم، تحليلًا للكاتب سايمون تيسدال، يناقش فيه انعكاسات المبادرة الروسية حول سوريا، وتزايد دور موسكو في الشرق الأوسط وما يترتب على ذلك من تغير لموازين القوى الدولية.

اعتبر "تيسدال" أن مبادرة نزع ترسانة الأسلحة الكيماوية المزعومة لدى الحكومة السورية لن تخفف من معاناة الشعب السوري مع نظام الأسد، لكنها بالتأكيد ستصب لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتمثل انتصارا له.
وأكد الكاتب أن المبادرة جردت البيت الأبيض من الحيل لتبرير التدخل في سوريا، مضيفا أنه بالرغم من أن الفكرة قديمة، وتم نقاشها من قبل بالفعل، إلا أن التوقيت الذي اختاره بوتين لعرضها جعلت منه صاحب الفكرة التي حازت على دعم الأمم المتحدة وإيران وطمأن بها حلفاءه. 
وقالت "الجارديان" إن الارتياح الذي أبدته الأمم المتحدة وأوربا للفكرة أجبرت أوباما على تلقي المبادرة الروسية بلهفة، خوفًا من تبعات تدخل عسكري يرفضه شعبه، الذي أنهكته الحروب والأزمات الاقتصادية التي تتبعها، ويرجح أن يرفضه الكونجرس.

وأضافت الصحيفة أنه من المفارقات أن تسهم روسيا في إعادة سلطة اتخاذ القرار إلى مجلس الأمن بعد أن عرقلت عمله عدة مرات بخصوص الشأن السوري وهو ما قد ينقذ منطقة الشرق الأوسط من الأحادية الأمريكية في اتخاذ القرارات الطائشة، على حد تعبيرها، وهو ما تريده الصين ودول البريكس وأوربا بشكل عام وللشرق الأوسط بشكل خاص.

أما صحيفة "فاينانشيال تايمز" فنشرت مقالًا بعنوان "المصداقية الأمريكية عالقة في رمال الشرق الأوسط المتحركة"، ذكرت فيه أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، غير قادر على التدخل العسكري في سوريا، وأن ذلك ظهر جليًا في خطابه أمس الأربعاء بمناسبة مرور 12 عاما على أحداث 11 سبتمبر.

وقالت الصحيفة: إن أوباما بدأ كلمته بتبرير ضرورة تنفيذ الضربة الأمريكية لعقاب دمشق وتنفيذ التعهدات التي قطعتها الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين للتصدي للاستخدام المزعوم للأسلحة المحرمة دوليًا، ثم اختلط خطابه فيما بعد بالحديث عن الحلول الدبلوماسية والمبادرات الدولية وضرورة عدم التدخل لإزاحة ديكتاتور آخر بالقوة، على حد تعبيره.
وأكدت أن باراك أوباما غير قادر على استخدام خطاب متسق أو تنفيذ خطط فعالة في الشرق الأوسط، وأنه أصبح في مواجهة مع الجمهوريين الذين يعملون على إفشال خططه الداخلية المتعلقة بالميزانية مستخدمين في ذلك تفاوت مواقفه الخارجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن فشل الإدارة الأمريكية في السياسة الخارجية له انعكاسات كبيرة على الفشل داخليًا، حتى فيما يتعلق بتمرير الميزانية والبرنامج الصحي الجديد الذي يروج له أوباما.

أما الصحافة الأمريكية، فتناولت مواضيع عدة تهتم أيضًا بالشأن السوري، فنشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صباح اليوم الخميس، خبرًا يفيد بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتهم المعارضة السورية، باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، للتحريض على تدخل أمريكي في سوريا، مشيرًا إلى أن كل النتائج واضحة بأن الجيش النظامي التابع للأسد لم يستخدم الغاز السام ضد شعبه، ولكن قوات المعارضة لم ستطيع الصمود أمام الجيش، فقامت بتلك الحيلة لإجبار القوى العظمى الخارجية مثل الولايات المتحدة للتدخل لحسم الموقف.

وأضاف الرئيس الروسي: "يتوجب على الولايات المتحدة وروسيا وجميع الدول الأعضاء في المجتمع الدولي أن ينتهزوا فرصة رغبة الحكومة السورية في وضع ترسانتها الكيماوية تحت إشراف دولي كي يتم تدميرها لاحقا، بناء على المقترح الذي تقدمت به روسيا في وقت سابق، مؤكدًا أن التدخل العسكري دون قرار من مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة أمر غير مقبول بموجب الأمم المتحدة ويشكل عملًا عدوانيًا.

ومن جانبها قالت شبكة "إن بي سي" الأمريكية، إنه في نفس اليوم الذي تحيي به الولايات المتحدة ذكرى انفجارات 11 سبتمبر الإرهابية، ألقى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" خطابًا يحث فيه على عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

وأضافت الشبكة الأمريكية في الساعات الأولى من صباح اليوم أن الرئيس "أوباما" ذكر شعبه بمغبة الإرهاب من جديد، في خطابه الليلة الماضية، معتبرة أن الحرب ضد سوريا، ليس تطورًا، ولكن معاناة أمريكية مستمرة لمدة قرن تقريبا.

وأشارت" إن بي سي" إلى أنه مهما كان قرار الشعب الأمريكي فيما يتعلق بسوريا، إلا أن هناك حالة من التعب والسأم من الحروب، خصوصا بعد الأكاذيب، والخسائر في الأرواح في العراق وأفغانستان.

وقالت، إن النظر إلى الولايات المتحدة وتدخلها سياسيًا وعسكريًا في بعض الأحيان، حتى عندما لا تكون مهددة مصالحها الوطنية مباشرة، إنما هو ثمن العظمة. 
الجريدة الرسمية