رئيس التحرير
عصام كامل

دكتور نفسانى يا بشر


أعتقد أن الفترة المقبلةة ستشهد إقبالا غير مسبوق من طلاب كلية الطب على التخصص في مجال الصحة النفسية والأمراض العقلية، لأن كل المؤشرات ترجح أنه سيحدث رواج كبير للأطباء النفسيين خلال السنوات القادمة لعلاج عدد كبير من الناس ثبت بالدليل القاطع أنهم في حاجة لكورس علاجي..


المشكلة أن المريض النفسي لا يعرف أنه مريض، بل وربما يلقى وجه ربه وهو معتقد أنه سليم وفي التمام.. ولكن الأعراض بدأت تتكشف مع رحيل المعزول وربما تكون هذه أفضل إنجازاته خلال رئاسته لجمهورية مصر العربية لمدة عام أنه كشف لنا أصحاب العقول المريضة وممن يحتاجون إلى علاج نفسي عاجل ولم تعد المصحات الموجودة لديها القدرة على استيعاب كل هذا العدد.. ومن هنا كانت الحاجة ملحة إلى عدد كبير من الأطباء في هذا التخصص..

ما زال هناك من يصم أذنيه ويرفض الاقتناع بالأمر الواقع وأن الجماعة ذهبت إلى حيث تستحق وأن قادتها أصبحوا في قبضة العدالة وتم القبض عليهم بسهولة ويسر واتضح أن تصريحاتهم كانت لذر الرماد في العيون وكلهم طلعوا قطط.. أين كانت تصريحاتهم العنترية وشعارتهم من عينة اللي هيرش مرسي بالميه هنرشه بالدم؟ أين تصريحات هنفجر مصر؟ أين وأين وأين؟ الحق أن الجماعة ما زالت سنة أولى إرهاب بدليل السرعة التي تم القبض بها عليهم..

المشكلة ليست في قادة الإخوان، لأن العدالة ستأخذ مجراها معهم ولكن الآخرين المغيبين الذين يطلقون شعارات جوفاء وأنهم ضد الانقلاب من وجهة نظرهم وأنا أعرف أنهم في قرارة أنفسهم غاضبون وناقمون على الشعب.. الشعب الذي لم يقدر ما قدمه لهم مرسي!! وطالما أن في قرارة أنفسهم أن الأغلبية تؤيد الانقلاب فكان من الأجدر أن يبحثوا لهم عن شعب آخر.. هم لا يرون أنفسهم قلة قليلة ومقتنعين بما تبثه القناة المشبوهة عن الحشود رغم أنها تنفذ سيناريو لصالح أطراف خارجية.. 

مشكلتهم أنهم لا يريدون استيعاب درس مرسي الذي رفض الاعتراف بالواقع وأخذته العزة بالإثم وقرر تجاهل إرادة الشعب حتى حدث ما حدث.. لو أنه لديه ذرة عقل هو وجماعته لجنب الشعب كل الدماء التي أريقت.. ولكن كيف وهم كانوا يرون أنها فرصة لن يتركوها.. العجيب أنهم تركوها وذهبوا إلى حيث يستحقون.. وأخيرا لم تعد هناك حاجة لإقناع هؤلاء بأن المباراة انتهت أو بمصطلح أهل الرياضة....game over.

الجريدة الرسمية