رئيس التحرير
عصام كامل

لقب "عانس".. يصيب الفتيات بالاكتئاب ويؤدي أحيانا إلى سوء الاختيار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"عانس" لقب تخافه كثير من الأمهات اللاتي لديهن فتيات، وكذلك يمثل رعبا للفتيات بعد أن يتجاوزن الخامسة والعشرين دون أدنى ارتباط، و"عانس" في اللغة يعنى كبر البنت ومكوثها في البيت دون زواج، وعلى الرغم من هذا المعنى الصريح، إلا أنه يجرح كثيرا من الفتيات، وقد يستخدمه البعض لإهانة الفتاة، أو الاستهزاء بها.


حول تأثير هذا اللقب على الفتيات اللاتي لم يتزوجن وقد تجاوزن سن الزواج تؤكد دكتورة دكتورة هالة حسن اختصاصية الطب النفسي، أن هذا اللقب أصبح سبة في جبين كل فتاة لم تتزوج، سواء اختارت هي عدم الزواج، أو لم تجد هي الشخص المناسب لها، حتى أن الأم تهدد به ابنتها عندما يتقدم عريس، وترفضه، وتقول لها الكلمة الشهيرة "هتعنسي".

وتضيف دكتورة هالة أن هذه الكلمة للأسف أصبحت بالفعل تخيف وتجرح كثيرا من الفتيات، فهناك من تصاب بالاكتئاب، عندما تتجاوز الخامسة والعشرين على سبيل المثال دون زواج، وتزداد حدة الاكتئاب عندما تشرف على الثلاثينات من عمرها، وتجد بعض الفتيات تعتزل المجتمع، وتتجنب الاختلاط، حتى لا يسألها البعض عما كانت مرتبطة أم لا، أو يسألها أي شخص عن سنها، فتصاب بالخجل، وترى شبح العنوسة يحوم حولها.

وتشير دكتورة هالة إلى أن خوف بعض الفتيات من أن تحمل لقب "عانس" يؤثر على اختيارها لشريك حياتها، ويجعلها تتعجل في الموافقة على أول عريس يطرق الباب، وتتنازل عن كثير من أحلامها، من أجل التخلص من لقب "عانس".

وترجع دكتورة هالة خوف الفتيات من هذا اللقب الوهمي، إلى التربية الخاطئة، التي تجعل من الزواج الهدف الوحيد من وجود الفتاة في الدنيا، وأن من سيرزقها الله بالعريس بمجرد أن تبلغ العشرينات، فهي مغضوب عليها، ونحس، وحظها سيئ، في حين أنه يجب على الأم بشكل خاص أن تمنح ابنتها الثقة بنفسها، وأن تربيها على أن الزواج وسيلة لإعمار الأرض، والتناسل، وعلى الرغم من أهميته للإنسان، وليس الفتاة بشكل خاص، إلا أنه لا يجب أن يكون هو محور حياتنا.

فالحياة مليئة بالأهداف التي يمكننا تحقيقها كالنجاح في الحياة العملية والاجتماعية، والأساس في الزواج هو الاختيار السليم للشريك الذي يتوافق مع شخصية وعقل الفتاة، حتى تستطيع معه تكوين أسرة ناجحة.

وأخيرا تحذر دكتورة هالة من سوء الاختيار للتخلص من لقب "عانس"، حتى لا تحمل بعد مدة من الزواج الفاشل، لقب "مطلقة"، وهذا عواقبه أكثر قسوة على المرأة.
الجريدة الرسمية