الغيرة من صفات الأخلاق الحميدة في الإسلام، فما هى أهميتها؟
الغيرة في الإسلام، إن الغيرة في الإسلام صفة من صفات الأخلاق الحميدة تحمل النفس على الأنفة والسمو والشهامة والشرف والعزة والنخوة والمروءة.
وعدم الغيرة من الأخلاق المذمومة التي قد تمنع صاحبها من دخول الجنة، فعن عمار بن ياسر عن رسول الله ﷺ قال: «ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث والرَجُلَة من النساء ومدمن الخمر». قالوا يا رسول الله: أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: «الذي لا يبالي من دخل على أهله» قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال: «التي تشبه بالرجال»
الغيرة في الإسلام
الغيرة المعتدلة من الأخلاق المحمودة في الإسلام، فعن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: ((إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه)). أي أن الله يغار إذا انتهكت محارمه، وليس انتهاك المحارم هو غيرة الله؛ لأن انتهاك المحارم فعل العبد، ووقوع ذلك من المؤمن أعظم من وقوعه من غيره. وغيرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق، بل هي صفة تليق بعظمته، مثل الغضب، والرضا، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها.
أهمية الغيرة في الإسلام
لما جاء الإسلام زاد الغيرة على المحارم اعتناء واهتمامًا وضبطها لتكون في مسارها الصحيح فنهى عن الصور التي تخرج بها عما جاء به من العدل والرحمة وحسن الظن.
مما يبين أهمية الغيرة: أن الغيرة صفة من صفات الله -تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أمة محمد، ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني"
" فالغيور قد وافق ربه -سبحانه- في صفة من صفاته، ومن وافق الله في صفه من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه، وأدخلته على ربه، وأدنته منه، وقربته من رحمته، وصيرته محبوبًا له؛ فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حيي يحب أهل الحياء، جميل يحب أهل الجمال، وتر يحب أهل الوتر"
وقد بقى المسلمون بعد ذلك جيلًا بعد جيل يحافظون على خلق الغيرة بينهم وهو يحافظ على عزهم وشرفهم حتى وفدت على الناس مدنيةُ هذا العصر التي عملت معاولها على تحطيم جدار الغيرة على الأعراض والحمية على الحُرَم.
فتكون الغيرة بذلك خصلة ذات أهمية كبيرة، وما كان ذات أهمية كبيرة فإنه يستدعي الحرص عليه والسعي إلى زيادته وحمايته.
ومما يدل على الأهمية أيضًا: أن الغيرة من صفات المؤمنين الكاملين، ومن لا غيرة له لا إيمان له. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وَغَيْرَةُ الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه". وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن يغار والله أشد غَيْرًا".
فالإيمان يحمل صاحبه على أن يكون غيورًا لا يرضى بالسوء في دينه ولا في حرماته؛ وذلك أن" أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب، فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغيرة تميت القلب فتموت الجوارح، فلا يبقى عندها دفع البتة، ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلًا ولم يجد دافعًا فتمكن فكان الهلاك، ومثلها مثل صياصي الجاموس -أي: قرونها- التي تدفع بها عن نفسه وعن ولده، فإذا تكسرت طمع فيها عدوه".

ومما يدل على أهمية الغيرة كذلك: أنها صفة سامية من صفات الرجال الشرفاء، الكُمَّل الأعزاء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في عمر رضي الله عنه: "دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرًا فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخل فذكرت غيرتك"، فبكى عمر وقال: أيْ رسولَ الله أوَ عليك يغار"
وعن المغيرة قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "تعجبون من غيرة سعد! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن".
وجوب الغيرة على الحرمات
الغيرة المحمودة، هي أن تكون باعتدال واتزان، من غير سوء ظن واتهام، وأن توافق محلها الشرعي، وتجانب ما نهى عنه الشرع.
وفي اتباع ما جاء به الشرع الحكيم من أسباب الصيانة للمرأة، ووسائل العفة للرجل ما يعين على استقرار الغيرة على ميزان الاعتدال، وهذه هي الغيرة التي يحبها الله تعالى.
ولقد كان لدى العرب في الجاهلية أخلاق حسنة، وشمائل كريمة فُطروا عليها وتربوا على التمسك بها وتواصوا على حفظها، حتى تجذرت فيهم ورسخت جذورها في أقوالهم وأعمالهم.
ومن تلك الأخلاق الكريمة: خُلق الغيرة على الحرمات والحمية على المرأة؛ فإنهم قد بلغوا في ذلك الخلق الكريم مبلغًا عظيمًا، وحكت مواقفهم وأشعارهم تلك الغيرة الشديدة على زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وأمهاتهم وجاراتهم ونساء قومهم، وتعددت صور غيرتهم عليهن: من سترهن والمحافظة عليهن، والدفاع عنهن وبذل النفس في حمايتهن وإطلاقهن من أسر العدو لو أُسرن، ولو أدى ذلك إلى الهلاك.

بل وصلت غيرة بعضهم إلى حد غير مقبول شرعًا وعطفًا ألا وهو الإقدام على وأد البنات؛ خشية العار. قال بعض المفسرين عند قوله -تعالى-: ﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا﴾[الفتح: 11]، "ولعل ذكر الأهل بعد الأموال من باب الترقي؛ لأن حفظ الأهل عند ذوي الغيرة أهم من حفظ الأموال".
وقال بعضهم أيضًا: "كانت العرب تخرج إلى الحرب بظعنهم وأموالهم؛ ليبعثهم الذب عن الحرم والغيرة على الحرم على بذل تجهيزاتهم في القتال أن لا يتركوا وراءهم ما يحدثون أنفسهم بالانحياز إليه، فيجمع ذلك قلوبهم، ويضبط هممهم، ويوطن نفوسهم على أن لا يبرحوا مواطئهم، ولا يخلو مراكزهم، ويبذلوا منتهى نجدتهم، وقصارى شدتهم".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
