ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة

سادت حالةٌ من الجدل داخل الأروقة الدعوية فى وزارة الأوقاف على مدار الأيام القليلة الماضية، بعد صدور قرار رسمى يقضِى بـ«نَدب عددٍ من الأئمة إلى محافظات أخرى»، بسبب ما وصفَتْه الوزارة بـ«مخالفتهم للتعليمات والضوابط المتعلقة بالسفر للخارج دون الحصول على التصاريح والموافقات اللازمة»، فى خطوةٍ ألقت بظلالٍ مختلفة على طريقة اتخاذ القرارات داخل الأوقاف وعبرّت فى جزءٍ منها عن رؤيةٍ إداريةٍ للتعامل مع الخروج على التعليمات فى العمل الدعوي.

القرار الذى شمل ندب 17 إمامًا منهم أئمة أشهر المساجد فى القاهرة وعلى رأسهم: الشيخ يسرى عزام إمام مسجد عمرو بن العاص، حيث نُقل إلى أسوان، والشيخ محمد أبو بكر إمام مسجد الفتح برمسيس، الذى نُقل إلى الوادى الجديد، والشيخ أسامة قابيل إمام مسجد الشرطة بصلاح سالم، حيث نُقل إلى أسوان، والشيخ محمد مصطفى الدومى إمام مسجد مصطفى محمود، نُقل إلى شمال سيناء.

ومع صدور القرار اختلف رد فعل الأئمة الصادر بحقهم قرار الندب حيث لجأ أغلبهم إلى مواقع التواصل الاجتماعى للتعبير عن حزنهم بسبب القرار الذى اعتبره البعض منهم تجنيا من قبل الوزارة وتساءلوا: هل يتم معاقبتهم لكونهم خرجوا لأداء مناسك الحج هذا العام؟ مستغلين بذلك صفحات المحبين وتلاميذهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى من أجل تشكيل دوائر ضغط على وزارة الأوقاف للتراجع عن القرار، وهو ما لم يُجدِ نفعًا، ليلجأ بعضهم لدوائر علاقتهم الخارجية مع بعض المؤسسات المختلفة التى يتعاونون معها من أجل توسيطهم لمحاولة التدخل لدى الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ليتراجع عن قراره أو يستثنى بعضهم، وهو الأمر الذى رفضه الأخير.

وبعد حالة من الجدل خرجت وزارة الأوقاف عن صمتها وأكدت فى بيان حاسم أن  صدور قرار الوزارة بالندب إنما هو من صميم سلطتها التى يكفلها القانون، ويأتى بداعى تحقيق مصلحة العمل دون غيره من الدواعي، كما أهابت بالجميع تحرى الدقة فى النشر وفيما يُنسب إلى الوزارة من أخبار، داعيةً إلى الثقة فى رؤية الوزارة فى تسيير العمل وفق مقتضيات المصلحة العامة. وعلمت “فيتو” أن الوزارة أردت من هذا البيان التأكيد على أن ما اتخذته هو قرار بـ الندب وليس النقل فى حق الأئمة الذين شملهم القرار، وذلك بعد علمها أن بعض الأئمة سوف يتحرك قضائيًا ضد قرار الوزارة بنقلهم،.

علمت “فيتو” أن كواليس القرار تعود إلى مخالفة الأئمة التعميم الذى أصدرته الوزارة مسبقًا بمنع سفر أى من الأئمة أو القيادات إلا بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، والحصول على موافقة السلطة المختصة، حيث جاء فى التعميم الصادر من رئيس قطاع الشئون الدينية، الشيخ خالد خضر، التأكيد على الالتزام الكامل بالتعليمات الصادرة عن الوزير، حفاظًا على انتظام سير العمل بالمساجد وحرصًا على المصلحة العامة.

رصدت وزارة الأوقاف مع بداية موسم الحج هذا العام سفر العديد من الأئمة مع بعض شركات الحج السياحى دون الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة الأوقاف وهو ما يمثل مخالفة إدارية تحتم على الوزارة التدخل من أجل اتخاذ قرارات عاجلة، خاصة مع تكرار سفر بعض الأئمة مع شركات الحج السياحى للعمل كمرشدين دينيين لضيوف الرحمن الذين يسافرون مع تلك الشركات على أن يكون حج الأئمة مجانًا بل ويحصل البعض منهم على أموال فى سبيل ذلك.

وبحسب مصادر داخل وزارة الأوقاف فإن الأمر يتجاوز فكرة «العقاب»، خاصة أن قرار الندب يمثل فرصة للأئمة لإثبات التزامهم فى بيئة جديدة، بعيدًا عن الأضواء، وسط احتياج فعلى لدورهم الدعوى، كما يُعَد إعادة توزيع للكوادر بما يحقق توازنًا حقيقيًا بين مختلف المحافظات، كما يحقق القرار عددا من الفوائد منها دعم المناطق النائية بخطاب دعوى فعّال، وفرض الانضباط داخل المنظومة الدينية، بجانب منح الأئمة المخالفين فرصة لإعادة بناء الثقة، بجانب التأكيد على أولوية اللوائح لا الأهواء، وقطع الطريق أمام أى تجاوز مشابه مستقبلًا. كما أكدت الأوقاف على أن الأئمة المشمولين فى القرار ليسوا محالين للتحقيق وأن تنفيذ القرار هو أمر نهائى لا رجعة فيه، وبذلك فلن يكون هناك أى جلسات او تحقيقات مع الأئمة الصادر بحقهم القرار.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.