هل زيارة المسجد النبوي واجبة في الحج؟ وما هو الوقت المختار لها؟

يعتقد الكثير من الحجاج أن زيارة المسجد النبوي واجبة في الحج، وأن الحج يعتبر باطلا ما لم يقم الحاج بزيارة المدينة المنورة والمسجد النبوي وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجهلون الكثير من الآداب التي تتعلق بزيارة المسجد النبوي، والتي ينبغي الحرص عليها عملا بالسنة النبوية الشريفة.
وفي السطور التالية نستعرض معكم حكم زيارة المسجد النبوي وقبر النبي عليه السلام وروضته الشريفة ونجيب علي السؤال هل زيارة المسجد النبوي واجبة في الحج وما هو الوقت المختار لزيارة المسجد النبوي؟
هذا ما ستعرفونه خلال السطور التالية فإلي التفاصيل

فضل زيارة المدينة المنورة وقبر الرسول
شرَّف الله تعالى المدينة النبوية المنورة بأنها مَهد الإسلام؛ وفضَّلها، وجعلها من خير بقاع الأرض، ودعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهلها بالبركة، وجعلها حرمًا آمنًا؛ فعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَكَّةَ» متفقٌ عليه.
بل وشَرُفَتْ بِضَمِّ بُقعة هي أفضل بقاع الأرض على الإطلاق بإجماع العلماء، وهي البقعة التي ضمت الجسد الشريف لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
آداب زيارة المسجد النبوي
زيارة مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشد الرحال إليه عبادة مستحبة في أي وقت، وهي من القربات التي انعقد الإجماع على استحبابها، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومسجد الأقصى )(البخاري)..
ولمسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزيارته آداب كثيرة ينبغي التأدب بها، فإذا وصل زائر المدينة إلى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُنَّ له أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)(مسلم)، وهذا الذكر مسنون عند دخول سائر المساجد في أي مكان..
ثم يصلي تحية المسجد، والأفضل ـ إن استطاع دون ضرر أو إيذاء لأحد ـ أن يصليها في الروضة الشريفة، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)(البخاري).
وبعد الصلاة يزور قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقبري صاحبيه: أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ، فيقف تجاه قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأدب وخفض صوت، ثم يسلم عليه قائلا: " السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته " فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام )(أبو داود)..
ويجمع بين التسليم والصلاة عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لما تقرر من استحباب الجمع بين الصلاة والسلام عليه، عملًا بقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }(الأحزاب:56). ثم يسلم على أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهماـ، ويدعو لهما..
ويُسن للزائر أن يصلي الصلوات الخمس في مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلمـ، خاصة في الروضة الشريفة، وأن يكثر فيه من الذكر والدعاء والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغير ذلك من الطاعات، اغتنامًا لما في ذلك من شرف المكان، وعظم الأجر والثواب..
ولا يجوز لزائر مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتمسح بالحجرة أو يقبلها أو يطوف بها، لأن ذلك لم ينقل عن السلف الصالح، بل هو بدعة منكرة..قال النووي: ".. ويكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد عنه كما يبعد منه لو حضر في حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، هذا هو الصواب وهو الذي قاله العلماء، وأطبقوا عليه، وينبغي ألا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك ".
ويلزم الزائر لمسجد الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألا يرفع صوته فيه، لأن الله سبحانه نهى المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن الجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض، وحثهم على غض الصوت عنده في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}(الحجرات:2-3 ).
وعن السائب بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت نائمًا في المسجد فحصبني رجلٌ فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: مِن من أنتما ؟ ـ أو من أين أنتما؟ ـ، قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(البخاري)..
ولذا فلا يرفع الصوت في مسجده، ولا يطال القيام عند قبره، لأن طول القيام عند قبره - صلى الله عليه وسلم -، والإكثار من تكرار السلام يفضي إلى الزحام وكثرة الضجيج، وارتفاع الأصوات، وذلك يخالف ما شرعه الله للمسلمين في هذه الآيات المحكمات، وهو- صلى الله عليه وسلم - محترم حيًا وميتًا، فلا ينبغي للمؤمن أن يفعل عند قبره ما يخالف الأدب الشرعي.
وإذا أراد الزائر الدعاء فليتوجه إلى القبلة ويدعو، ولا يحرص على تحري الدعاء عند قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستقبلًا للقبر رافعًا يديه يدعو، فهذا كله خلاف ما كان عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأتباعهم بإحسان، بل هو من البدع المحدثات..
هل زيارة المسجد النبوي واجبة في الحج
زيارة المسجد النبوي مستحبة في أي وقت، ومشروعة قبل الحج وبعده، ولا تعلق لها بمناسك الحج والعمرة، فهي عبادة مستقلة، خلاف ما يعتقد البعض من أنه لابد منها في الحج أو العمرة، فليست ركنا ولا شرطا فيهما، ولكن إذا وصل الحاج أو المعتمر إلى تلك البقاع الطاهرة فليحرص على زيارة مسجد الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصلاة والإكثار من العبادة فيه، لما في ذلك من فضل وشرف وأجر كبير، مع التزامه بآداب هذه الزيارة..

حكم زيارة قبر النبي عليه السلام وروضته الشريفة
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروضته الشريفة، من أعظم القُرُبات وآكد المستحبات، لِمَا ورد من الأحاديث النبوية الشريفة في استحباب ذلك، وجعل هذه الزيارة موجبة لشفاعته صلى الله عليه وآله وسلم لزائريه، وقد صحَّح جميع الحفَّاظ الأحاديث الواردة في ذلك؛ فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَن جَاءَنِي زَائِرًا لَا تُعْمِلُهُ حَاجَةٌ إِلَّا زِيَارَتِي، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَن أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه الطبراني في معجميه "الكبير" و"الأوسط".
وعنه أيضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَن زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» أخرجه الدارقطني في "السنن".
وعن ابن عمر رضي الله عنه، أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: «مَنْ حَجَّ فَزَارَ قَبْرِي بَعْدَ مَوْتِي، كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" و"السنن الكبرى"، والإمام الطبراني في "المعجم الأوسط".
الوقت المختار لزيارة المسجد النبوي
تستحب زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في أي وقت من أوقات السنة لمن تيسر له ذلك، وليس هناك وقت مخصص تستحب فيه الزيارة أو تتأكد. وما يشاع أن زيارة المسجد النبوي تكون بعد الحج أو قبله لا دليل عليه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا