الهند وباكستان.. هل دقت طبول الحرب؟.. تجدد الصراع بين الجارتين النوويتين حول إقليم كشمير وتعليق اتفاقية "السند".. وما هى علاقة بكين وواشنطن؟
تجدد الصراع بين باكستان والهند، الجارتين النوويتين، حول إقليم كشمير، وذلك بعد هجوم استهدف عددا من السياح الهنود فى الجزء الذى يقع تحت السيطرة الهندية بكشمير، حيث اتهمت نيودلهى إسلام أباد بالتورط فى هذا الهجوم. وتطور الخلاف بين البلدين إلى درجة طرد الدبلوماسيين وإغلاق المجالات الجوية وتعليق أهم اتفاقية تنظم نهر السند، والذى يعتبر شرارة حرب نووية بين البلدين.
ويترتب على تطور هذا الخلاف العديد من السيناريوهات الكارثية على الصعيد العسكرى والسياسى والاقتصادى تأثيره لا يقتصر على البلدين فقط، ولكنه يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير وسط اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
إلى ذلك يقول اللواء محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن التطورات الخطيرة التى طرأت بين باكستان والهند تنذر بكارثة وشيكة سوف تصدم العالم، وهى حالة الفوضى والشحن التى وصلت إليها الدول المتصارعة والمتنازعة، وذلك نتاج للحروب والصراعات التى شهدها العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في فتح العديد من الملفات العالقة بين الدول وتأجيج الصراعات من جديد، خاصة أن هناك حالة من الانقسام المخيف بين القوى العظمى أصبحت تشبه الحقبة التى كانت إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والغرب من جهة والاتحاد السوفييتى من الجهة الأخرى.
وباكستان والهند لديهما الكثير من الملفات العالقة والنقاط الخلافية التى من شأنها أن تشعل حربًا نووية، خاصة أن البلدين يمتلكان العديد من الرؤوس النووية، والصراع بينهما يعتبر صراعًا وجوديًا، حيث إن الشعوب فى البلدين بينهما حالة من الكراهية لبعضهما، وذلك يرجع إلى الخلافات العقائدية.
وتعليق اتفاقية نهر السند بين باكستان والهند يعرض إسلام أباد لخطر كبير، خاصة أنها تعتمد على المياه القادمة من النهر فى الزراعة والري، خاصة أن هذا البلد المسلم يعانى من أزمة اقتصادية كبيرة.
وحذر اللواء محمد الشهاوى من تدخل الصين والولايات المتحدة الأمريكية فى الصراع الدائر بمنطقة جنوب شرق آسيا، خاصة أن بكين تدعم باكستان فى حين تدعم واشنطن الهند، الأمر الذى يجعل المنطقة التى تتركز بها أغلب الكثافة السكانية فى العالم عرضة لمخاطر الحروب والصراعات المسلحة.
واختتم اللواء محمد الشهاوى حديثه قائلًا: إنه يتوقع تدخلًا سريعًا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأغلب دول العالم للفصل بين باكستان والهند، تجنبًا لتطور الصراع بينهما إلى حربٍ نووية.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية وخبير الشئون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الوضع بين باكستان والهند أصبح خطيرًا للغاية، خاصة أن الخطوات التصعيدية التى اتخذتها الدولتان، والتى بدأتها نيودلهى وردت عليها إسلام أباد، تكشف عن حالة من الاحتقان بين البلدين.
وأثارت ردة الفعل السريعة والإجراءات الخطيرة التى اتخذتها الهند ضد باكستان وتحميلها المسئولية عن الحادث، حالة من الغضب فى الشارعين الباكستانى والهندى أيضًا، وتسببت فى زيادة التوتر بين الشعوب فى البلدين، ويكشف ذلك عن إصرارٍ مسبقٍ من الهند على تصعيد الأحداث ورغبةٍ فى تحقيق الدولة الهندوسية.
ومنذ قدوم رئيس الوزراء الهندي، مودي، وهو يسعى إلى إقامة الدولة الهندية التى تقوم على العرق الهندوسي، وهو حلمٌ لم يُخفِه، بل سعى إلى تحقيقه بكل الوسائل، والذى ظهر من خلال إلغاء الحكم الذاتى فى إقليمى كشمير وجامو، ومنذ 2019 كما حاولت الحكومة الهندية أن تحكم إقليم كشمير ذا الأغلبية المسلمة بالقوة، وهو ما أدى إلى ظهور المعارضة المسلحة التى حظيت بدعم من جهاتٍ وتنظيماتٍ فى باكستان.
وساهم تصاعد التيار القومى والمتطرف فى الهند، وطريقة تعاملهم مع الأقلية المسلمة، فى انفجار الصراع مع باكستان، خاصة أن هناك امتدادات قبلية وصلة قرابة بين المسلمين فى إقليم كشمير وبعض المناطق الهندية والقبائل المسلمة فى باكستان، الأمر الذى من شأنه أن يتسبب فى تصعيد الخلاف، واحتمال اندلاع مواجهات بين الجماعات الهندوسية والإسلامية بإقليم كشمير، وربما عمليات إرهابية داخل حدود البلدين تتسبب فى الزج بهما نحو مواجهةٍ عسكريةٍ مدمرة.
واستبعد الدكتور أحمد قنديل حدوث مواجهةٍ عسكريةٍ شاملة بين باكستان والهند، إلا أنه لم يستبعد نشوب اشتباكاتٍ مسلحةٍ على الحدود بين الجيشين، وربما حربًا بالوكالة بين البلدين.
وتلويح الهند بتعليق اتفاقية نهر السند يؤدى إلى تهديدٍ خطيرٍ ووجوديٍ لباكستان، الذى اعتبرته إعلان حربٍ، لأنها تعتمد عليه بنسبة 80% فى استخداماتها الزراعية والشرب.
وأضاف هذا الأمر يشير إلى خطورة النزاعات على تقاسم حصص المياه بالأنهار، واحتمالية تحولها إلى حربٍ مدمرة باعتبارها خطرًا وجوديًا يهدد الدول، خاصة أن هناك العديد من الدول تعانى من الجفاف ونقص مصادر المياه العذبة.
متابعًا مع التطور الكبير الذى تم إدخاله على الأسلحة النووية فى ترسانة باكستان والهند، وامتلاكهما لرؤوسٍ نوويةٍ تكتيكيةٍ، سيجعلها قابلةً للاستخدام فى حال اندلاع حربٍ مباشرة، لذلك من الضرورى أن يكون هناك تحركٌ عاجلٌ من قبل مجلس الأمن الدولى والقوى العظمى لاحتواء هذا الصراع ومنع تطوره لحربٍ نووية.
واستطرد سيؤدى انفجار الأوضاع فى جنوب آسيا إلى التأثير على الوضع الاقتصادى العالمي، المتأثر بالفعل بسبب الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وسيؤدى اشتعال الصراع بين الهند وباكستان إلى مزيدٍ من عدم الاستقرار، ليس فى المنطقة الآسيوية فقط، بل سيمتد إلى الشرق الأوسط والعالم، وسيكون له انعكاساتٌ سلبيةٌ للغاية على المنطقة والعالم، حيث إن لكل طرفٍ من طرفى الصراع امتدادًا عالميًا، وبالتالى من الممكن أن تتسع رقعة الصراع وتتحول إلى تنافسٍ بين الصين، التى تدعم باكستان، والولايات المتحدة، التى تدعم الهند.
ومنطقة الشرق الأوسط، وبالأخص منطقة الخليج العربي، ستتأثر بشدة فى حال تطور الأوضاع بين باكستان والهند وتحولت إلى حربٍ شاملة.
وهذا الصراع، بلا شك، سيؤدى فى حال تطوره إلى موجات هجرةٍ من كلا البلدين إلى الدول العربية، مما سيؤدى إلى نشاط الجماعات الإرهابية المتواجدة فى المنطقة لتجنيد أفرادٍ جدد، الأمر الذى سيؤثر على استقرار المنطقة، وربما عودة العمليات الإرهابية من جديد.
واختتم الدكتور أحمد قنديل حديثه قائلًا: ربما تستغل الولايات المتحدة الأمريكية والصين الصراع بين باكستان والهند فى إطار المنافسة الاقتصادية والعسكرية والتجارية بين البلدين، فربما تسعى بكين إلى تعطيل الممر الاقتصادى الذى يربط دلهى بأوروبا والخليج، وأيضًا من المحتمل أن تسعى واشنطن لاستغلال هذا الصراع للقضاء على النفوذ الصينى فى إسلام أباد ومنطقة جنوب شرق آسيا، خاصة بعد سيطرة الأخيرة على العديد من الموانئ فى هذه المنطقة لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق.
ومن جانبه، يرى الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تطور الصراع بين الهند وباكستان قد يضع العالم أمام كارثةٍ نوويةٍ، وتكون بداية صراعٍ كبيرٍ فى القارة الآسيوية، خاصة أن هناك صراعًا محتدمًا بالفعل بين الصين وتايوان، وحالة عدم استقرارٍ فى شبه الجزيرة الكورية.
وأرجع سعد الزنط زيادة الصراعات فى القارة الأسيوية إلى صراع النفوذ والحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، متوقعا امتداد هذه الصراعات إلى مناطق أخرى من العالم.
وحذر الزنط من ترك الملفات الخلافية بين باكستان والهند بهذا الشكل دون إيجاد حلول لها، وإلا فإن الحرب ستكون قاب قوسين أو أدنى، خاصة أن كلا الدولتين يمتلك ترسانة نووية كبيرة وكثافة سكانية هائلة.
واختتم الدكتور سعد الزنط حديثه قائلا: إن دول الخليج هى الوحيدة التى لديها القدرة على لعب دور الوسيط فى هذه الأزمة لأنها لديها علاقات جيدة مع طرفى النزاع باكستان والهند على عكس الولايات المتحدة التى لا تحظى بقبول من قبل الحكومة الباكستانية”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
