دموع على البالطو الأبيض!.. الأمن الصحي في دائرة الخطر.. هجرة الأطباء تهدد صحة الأجيال القادمة.. و25% من الأطباء والعاملين بمستشفيات بريطانيا وألمانيا مصريون
تزايد هجرة الأطباء فى مصر هى كارثة تهدد صحة الأجيال القادمة فالأطباء هم خط الدفاع الأول عن الشعب من الأوبئة والكوارث الصحية التى تحيط بنا فى كل وقت. وخلال السنوات الأخيرة زادت معدلات هجرة الأطباء للخارج، لم يعد الطبيب المصرى يرغب فى العمل داخل مصر نتيجة عوامل متعددة ولم تعد الظروف الاقتصادية والاجتماعية وأيضا العلمية جاذبة للعمل.
الطبيب المصرى نظرا لاجتهاده وعلمه وتحمله للمهنة الشاقة أصبح عملة نادرة تتهافت عليها كل الدول وتدفع له آلاف الدولارات لتغريه ليعمل بها، وعوامل الجذب فى هذه الدول ليست مقتصرة على الظروف المادية فقط بل أيضا احترام آدمية الطبيب وتقديره معنويا وتوفير الراحة والتعليم والتدريب أيضا عوامل جذب له للسفر للخارج.
أصبح حاليا كل طبيب مصرى شاب يتخرج فى كلية الطب يعد الأيام والليالى للسفر للخارج ينتظر الوقت المناسب بعد حصوله على الماجستير والتخصص لكى يهاجر للخارج ويذهب لعقول تقدره فى كل الجوانب ليعيش حياة كريمة كما تمناها منذ أن كان يحلم أن يكون طبيبا بعيدا عن الرواتب المتدنية وحوادث الضرب والتعدى عليهم وكذلك الأمور الإدارية المعقدة التى تواجههم أثناء عملهم.. “فيتو” تفتح الملف الشائك وتناقشه من جميع جوانبه.
أصبحت هجرة الأطباء والنزيف المستمر لها فى استقطاب الشباب الأطباء للخارج أمرا يهدد الأمن الصحى المصرى ويهدد حياة المرضى لذلك يجب وضع حلول عاجلة له والحل ليس فى زيادة أعداد الخريجين كما صرح رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى بأنه خلال 6 سنوات سوف يصبح لدينا 27 ألف طبيب خريج سنويا ولا مانع من هجرة نصفهم للخارج لتوفير العملة الصعبة للبلد.
أساتذة القطاع الصحى ومسئولو نقابة الأطباء كشفوا لـ”فيتو” عن أسباب أزمة هجرة الأطباء وأهم الحلول لوقف نزيف الهجرة للخارج.
من جانبه قال الدكتور مصطفى هاشم، رئيس الهيئة التأديبية بنقابة الأطباء، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة أسيوط أن أسباب هجرة الأطباء متعددة أبرزها: ضعف الأجور مشيرا إلى أنه لا توجد دولة فى العالم يحصل فيها الطبيب على رواتب متدنية سوى لدينا.
وتابع: لا توجد قوانين تحمى الأطباء ولكن القوانين التى تقرها الحكومة تجعل الطبيب يسهل السيطرة عليه وامتهانه كما أن بيئة العمل غير مناسبة كذلك تعامل المرضى والجمهور مع الطبيب.
وأوضح أن رواتب الكادر الحكومى وكذلك الجامعى أو حتى منظومة التأمين الصحى الشامل غير مجزية ولا توفر حياة كريمة لهم.
واستكمل حديثه بـ”فيتو “ أن الطبيب حديث التخرج يحتاج إلى 30 ألف جنيه كحد أدنى ويصل إلى 50 ألف جنيه للاستشارى مشيرا إلى أن راتب 30 ألف جنيه يعادل 600 دولار موضحا أن أقل راتب يحصل عليه الطبيب فى الخارج 3 آلاف دولار خاصة وأن التعليم الطبى للطبيب معتمد على الدولار منها اشتراك المؤتمرات العلمية أقل اشتراك 200 دولار.
وأوضح أن الراتب حاليا لا يكفى لحضور مؤتمر طبى واحد لكى يتعلم ابتكارات جديدة بجانب متطلبات الحياة، لذا الطبيب لكى يحافظ على مستواه وتطوير نفسه يحتاج لمبالغ كبيرة.
أوضح أنه حاليا يوجد 15 ألف طبيب يتخرجون سنويا من الجامعات الحكومية والخاصة وتوجد أزمة بأن الجامعات الخاصة ليس يها مستشفيات وخريجوها يذهبون للمستشفيات الجامعية الحكومية للتعليم الطبى مما يؤثر على مستوى التعليم والجودة للطبيب لذلك زيادة أعداد الخريجين سوف تؤثر على كفاءة الطبيب ويصبح طبيبا غير كفء ويتحول لمنتج لا ترغب فيه الدول وبذلك لن تستفيد منه الحكومة فى توفير العملة الصعبة.
وكشف عن أهم الحلول منها: تحسين بيئة العمل واصفا إياها بالحلول المعروفة والمطروحة وينقصها الرغبة الحقيقية من الحكومة فى تطبيقها لافتا إلى أن هذه الحلول تحتاج لميزانية ضخمة.
وأوضح أن الحكومة ترغب فى أن يشعر المريض بأن ضعف المنظومة الطبية أساسها الطبيب وليس الإمكانيات لذلك أغلب المرضى وأهلهم لديهم تحفز ضد الطبيب فى المستشفيات، مؤكدا أن الطبيب المصرى أصبح لا يرغب فى العمل فى وطنة، وهذا مؤشر خطير ومزعج.
أوضح أن 25% من الأطباء فى مستشفيات إنجلترا وألمانيا مصريون نظرا لوجود عجز مستمر لديهم لأن المهنة صعبة.
مضيفا: رواتب الشباب فى ألمانيا وفرنسا مرتفعة ومتساوية لكل المهن فالجميع يقبل على المهن السهلة والبسيطة غير الشاقة لذا تفتح هذه الدول أبوابها للطبيب المصري.
وأشار إلى أن الحديث عن فرض قيود على سفر المصريين حديث للاستهلاك الإعلامى وأمر غير قانونى وغير دستوري.
قال الدكتور جمال عميرة، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام ووكيل نقابة الأطباء، إن الأطباء فى مصر يعانون من عدم وجود برامج طبية وتعليمية كافية ونقص الإمكانيات فى المستشفيات وعدم حماية الأطباء فى أقسام الاستقبال وعدد ساعات عمل طويلة ينتج عنه وفاة شباب الأطباء نتيجة الضغط والإرهاق فى كل التخصصات أغلبها تخصص التخدير والرعاية المركزة والقلب نتيجة ندرة الأعداد بها.
أشار لـ”فيتو “ أن المستوى المادى للطبيب المصرى ضعيف ونظرا لأن شباب الأطباء يحتاجون إلى الإنفاق على تعليمهم فى الماجستير والدكتوراة مشيرا إلى أن مصروفات الماجستير 5 آلاف جنيه كل سنة يدفعها الطبيب و10 آلاف جنيه للدكتوراه.
وأشار إلى أنه يستمر حصول الأطباء على العلم طوال حياتهم ويحتاجون للسفر لحضور مؤتمرات طبية فى كل الدول باشتراكات مرتفعة من 800 إلى 1000 دولار للمؤتمر الواحد.
وتابع حديثه بأن دراسة الطب طويلة وشاقة والطبيب حديث التخرج بعد 6 سنوات كلية طب و2 امتياز و5 سنوات ماجستير أى يحتاج 13 سنة لكى يبدأ حياته ويفاجأ بارتفاع أسعار تكاليف فتح عيادة خاصة.
وأوضح أن ميزانية الإنفاق على الصحة ضعيفة 3.5% من الناتج القومى ولن تكفى للإنفاق على القطاع الصحي، مشيرا إلى أن المريض يجد دائما أن الطبيب مقصر فى العلاج ولا يعطى له الدواء أو يعالجه مجانا لأن كل الفحوصات حاليا بالفلوس.
وأشار إلى أن الأطباء الشباب وجدوا أن زملاءهم سافروا للخارج ونجحوا سواء فى دول عربية أو أوروبية وأصبح لهم مستوى مختلف من المعيشة والحماية والإمكانيات والتعليم والخبرة واحترام الطبيب وكلها عوامل تجعل الأطباء يفكرون فى الهجرة،
وأكد ضرورة زيادة الرواتب للأطباء حديثى التخرج وتبدأ من 20 ألف جنيه وتزيد مع الخبرة وحجم العمل.
وتابع حديثه بأنه فى حالة زيادة أعداد الخريجين فلن يحصلوا على تعليم طبى متميز ولا توجد كوادر تعليمية تعلم الشباب
لذلك الحلول الجذرية هى زيادة حجم الإنفاق وتوفير الإمكانيات فى المستشفيات والتعليم الطبى المستمر وتوفير حماية للطبيب وبيئة عمل مثالية له حتى لا يزيد عدد الأطباء ويواجه نفس المشكلات.
وأوضح أن القوانين فى مصر ليست كافية لحماية الطبيب حتى قانون المسئولية الطبية الجديد ليس به عقوبة رادعة لمن يعتدى على الطبيب ويضم مواد تنص على الغرامة المالية للأطباء وإذا لم يدفعها يحبس الطبيب موضحا أن أغلب حوادث الاعتداء على الطبيب تنتهى بالصلح لأن الأطباء ليسوا متفرغين للقضايا والمحاكم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
