خيري شلبي.. أديب الغلابة ولسان البسطاء.. بدأ حياته «عامل تراحيل».. عاش حياة المقابر والحشاشين.. كره الدراسة وثقف نفسه ذاتيًّا.. و«الوتد» أشهر أعماله

خيري شلبي ، أديب الغلابة، ولسان البسطاء، وشيخ الحكائين، أحد أشهر كُتَّاب الرواية المصرية، اشتهر بلقب "صياد اللولى"، أثارت بداياته وكتاباته الجدل، فقد كره الدراسة وثقف نفسه ذاتيًّا، وعاش حياة المقابر والحشاشين، فنقل الحياة منها كما هي.

من أشهر أعماله الوتد الذي قدمه التليفزيون، وقامت فيه هدى سلطان بدور فاطمة تعلبة، وفي السينما قدم الشطار، ورحل عام 2011.

ولد الأديب خيري شلبي الذي لقب بأديب الحواري والنجوع في مثل هذا اليوم 31 يناير عام 1938 بقرية شباس عمير، محافظة كفر الشيخ، بدا حياته عاملًا للتراحيل، التحق بمعهد المعلمين لكن لم يستمربه لضيق الحال فترك الدراسة وهو في السنة الثانية، عشق القراءة منذ صغره فاطلع على الفولكلور والأغاني الشعبية والتراث، حيث بدأ الدراسة من منازلهم وتثقيف نفسه ذاتيًّا.

كتب 300 أغنية 

من أجل الكسب المادي اتجه خيري شلبي إلى كتابة أغاني الأفراح التي كان يقتات منها، فكتب أكثر من 300 أغنية، وتعلم العزف على الرق، وبدأ يبيع زهرة الغسيل ليعيش من إيرادها أيضًا.

يقول خيري شلبي: انضممت إلى عمال التراحيل، وعشت بينهم وتأثرت بهم، وكنت (النفر) الوحيد الذي يحمل الكتب والأقلام والكراريس، وهو ما صورته في روايتي "السنيورة والأوباش "، وعن طريقهم تشربت الفولكلور المصري، بدأت علاقتى بالقراءة عن طريق استئجار الكتب القديمة التي كانت تباع على الرصيف فى بلدنا، إلى جانب الصحف والمجلات القديمة أيضًا التي كان يحضرها والدي معه من البندر.

وأضاف خيري شلبي: تعرفت على جمعية أدباء دمنهور وأنا فى الابتدائية، وفيها تعلمت معنى الأدب، وكان يرأسها القهوجي المثقف عبد المعطى المسيري وتضم كثيرًا من المؤلفين والكتاب منهم أمين يوسف غراب، فتحي سعيد، أحمد عبد المعطى حجازي، رجب البنا وغيرهم، ومنها اطلعت على كل إنتاج أدبي لأبناء البحيرة المشهورين.

كان من سكان المقابر 

عشق خيري شلبي حياة المقابر وكوَّن صداقات مع بعض الأحياء من سكانها، وبدأ يتجه إليها كلما جاءه الإلهام للكتابة، وساعده سكانها على استئجار أحد الاحواش ليبدأ الكتابة والتأليف فيه، فكانت أهم إبداعاته التي كتبها في المقابر: نسف الأدمغة، ثلاثية الآمالى "أولنا ولد، وثانينا الكومى، وثالثنا الورق"، منامات عم أحمد السماك، بغلة العرش.

70 كتابًا حصيلة 40 عامًا 

وعلى مدى أربعين عامًا هي حصيلة المشوار الأدبي لـ خيري شلبي قدم فيها أكثر من سبعين مؤلفًا منها رواياته: الوتد، السنيورة، الأوباش، الشطار، زهرة الخشخاش، صحراء المماليك، العراوي، موال البيات والنوم، صالح هيصة، موت عباءة، بطن البقرة، ومن مجموعاته القصصية: سارق الفرح، صاحب السعادة اللص، المنحنى الخطر، أسباب للكي بالنار، غنائية سوناتا الأولى، الدساس، قداس الشيخ رضوان. 

أما بالنسبة للدراسات النقدية فقد أثرى خيري شلبي المكتبة العربية بمجموعة كبيرة منها: محاكمة الدكتور طه حسين وهو عبارة عن تحقيق الاتهامات التى وجهت إلى كتاب الشعر الجاهلى وقرار النيابة الذى صدر عنه، أعيان مصر، وجوه مصرية، غذاء الملكات، دراسات نقدية، مسرح الأزمة، نجيب سرور، عمالقة ظرفاء،  صحبة العشاق، فرسان الضحك، رحلات الطرشجى الحلوجى.

الأيام أول أعماله بالإذاعة 

اتجه خيرى شلبى إلى الكتابة الصحفية وتنقل بين المؤسسات الصحفية عن هذه المرحلة من حياته يقول: حضرت إلى القاهرة والتحقت بجريدة الجمهورية تحت التمرين، وكان في الجمهورية من الشباب سعد الدين وهبة وفهمي حسين ويوسف صبري، بدأت العمل في الديسك مقابل مكافأة 4 جنيه شهريا، وكان أول عمل لي بالإذاعة إعادة كتابة مسلسل "الأيام" لطه حسين كمسلسل إذاعي وبعد موافقة طه حسين الذي كان شرطه ألا يكتب بالعامية، ونجح العمل وكان فاتحة خير جاء بعدها إعداد عودة الروح لتوفيق الحكيم للإذاعة، وبرنامج "حياتى" للتليفزيون.

صاحب القنديل والمعبر عن البسطاء، أسرار في حياة يحيى حقي

عمل خيري شلبي فى نواحٍ صحفية متعددة، فعمل سكرتيرًا لتحرير مجلة المسرح، وكتب مقالات نقدية للعروض المسرحية، وأصبح مهموما بأن يصبح كاتبا للمسرح مثل نعمان عاشور ورشاد رشدي ويوسف إدريس، وانتدب للتدريس في معهد المسرح، ثم كتب رواية "اللعب خارج الحلبة"، وكتب القصة القصيرة ونشرتها جريدة المساء.

وفى النهاية أصبح خيرى شلبى كاتبا فى مجلة الإذاعة التى عشقها طوال حياته، وقال عنها فى كتاباته: اعترف بفضل مجلة الإذاعة على واحبها، لأن فيها شبابى وعرقى وفيها اعتز بأعز أصدقائى سامى السلامونى وسكينة فؤاد وجلال العشرى وعلى شلش ومجدى نجيب، أما الكاتب أحمد بهجت فعندما تولى رئاسة تحرير مجلة الإذاعة كتب في مقاله الافتتاحى العدد الرابع: أصبح خيرى شلبى يمثل لى صداعا كلما كتب مقالا انهالت على الشكاوى ولا استطيع منعه فهو ناقد يكتب رأيه.

الشطار أشهر أفلامه 

نظرا إلى تعبير خيرى شلبى وكتابته عن البسطاء والمهمشين قدمت أغلب أعماله الأدبية فى السينما، ومنها أفلام: "الشطار" مع المخرج نادر جلال، و"سارق الفرح" مع المخرج داود عبد السيد عن قصة قصيرة، وللتليفزيون قدم مسلسلات "الوتد" من إخراج أحمد النحاس، "الكومي" إخراج محمد راضي، ويعد مسلسل "وكالة عطية" المأخوذ عن روايته التي تحمل نفس الاسم، آخر ما قدم للتليفزيون حيث تم عرضه في رمضان عام  2009.

رشح للحصول على نوبل 

حصد خيري شلبي عدة جوائز منها، جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1981، جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "وكالة عطية" 2003، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005، وجائزة أفضل كتاب عربى في معرض الكتاب عام 2002 عن روايته صهاريج اللؤلؤ، ورشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب، وخصصت جائزة بإسمه للعمل الروائي الأول والتي انطلقت أوائل عام 2023.

ويقول خيرى شلبى عن نفسه: "أنا إنسان حاولت بقدر المستطاع أن أكون شريفا وأن أكون مبدعا، أعترف بأننى أحب عمرى السابق سواء بمجلة الإذاعة أو خارجها لأنه شهادة بأننى إنسان حاول بقدر المستطاع أن يكون شريفا ما أمكن، أن يكون نقيا ما أمكن، أن يكون مبدعا ما أمكن".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.