حدث في 1 رمضان، فتح مصر على يد عمرو بن العاص

كان مستهل شهر رمضان المبارك، عام 20 هجريا، يوم سعادة لمصر، ولأمة الإسلام.. فقد دخل الجيش العربي، بقيادة عمرو بن العاص، في عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى رفح ثم العريش.

وكانت مسيرة ابن العاص من فلسطين إلى مصر محاذيا البحر، فدخل من رفح إلى العريش إلى الفَرما، واستمر فتحه للقاهرة، ثم الإسكندرية.

فتح الفَرْما

وتوغل عمرو غربا، ولم يواجه جيشا رومانيا إلا في "الفَرما".. وقبل ذلك قابله المصريون بالترحاب، فكان أول موضع قوتل فيه في "الفَرما"، حيث تحصّن الروم داخلها، واثقين من قدراتهم على الدفاع عنها، بعد أن علموا أنّ المسلمين قلّة في العدد والعدة، وليس معهم عدّة للحصار. فقرر عمرو حصار القرية.
واستمر الحصار شهورا، وكانت بعض القوات الرومانية تخرج بين الحين والآخر للقتال فيجهز عليهم المسلمون.

وكان القائد عمرو يشجع جيشه بكلماته القوية، مثل: يا أهل الإسلام والإيمان! يا حملة القرآن! يا أصحاب محمّد (صلى الله عليه وسلم)! اصبروا صبر الرجال، واثبتوا بأقدامكم، ولا تزايلوا صفوفكم، وأشرعوا الرماح، واستتروا بالدُّرق، والزموا الصمت إلا من ذكر الله، ولا تحدثوا حدثا حتى آمركم.
ثم حدث أن خرجت فرقة من الرومان من القرية إلى المسلمين ليقاتلوهم، فهزمهم المسلمون، فلاذوا بالفرار إلى القرية، وتبعهم المسلمون، وكانوا أسرع منهم، فسيطروا على الباب قبل الرومان، فكان الفتح، وكان أقباط مصر بالقرى قد عاونوا المسلمين، ودلوهم على مناطق الضعف، واستقبلوا المسلمين في "أتميدة" بالترحاب.

وقام المسلمون بهدم أسوار الفرما وحصونها حتى لا يستفيد منها الروم لو عادوا إليها.
اطمأن عمرو إلى أن المدينة لم تعد صالحة لحماية جيش يأوي إليها، وتفقد جيشه وما فقده في المعركة، وتألم لخسارة رجال كانوا حريصين على فتح مصر، لكنهم استشهدوا.

انضمام أبناء سيناء

وخاف عمرو إن استمرت المعارك على هذا النحو مع وقوع الخسائر في الجيش القليل العدد ألا يستطيع مواصلة الزحف، ولكن الله عوضه عمن فقده، فانضم إلى جيشه كثير من رجال القبائل العربية من راشدة ولخم، وكانوا يقيمون بجبل الحلال بسيناء.
وتقدم الجيش الإسلامي بدون مقاومة متجها غربا حتى وصل القواصر (القصّاصين حاليا). ومن هناك اتّجه نحو الجنوب حتى أصبح في وادي الطمبلان بالقرب من التلّ الكبير، ثم اتجه إلى الجنوب حتى وصل بلبيس.

فتح بلبيس

وعند بلبيس ظهرت قوة ضخمة من الرُّوم، بهدف منع المسلمين من مهاجمة حصن بابليون، وطلبوا محاربة المسلمين، لكن عمرو لجأ إلى الحوار، فأعلن أنه لن يبدأ بالقتال، وطلب لقاء اثنين من زعمائهم، هما: أبو مريم، وأبو مريام، وعندئذ كفُّوا عن القتال، وخرج إليه الرجلان، فدعاهما إلى الإِسلام، أو الجزية، وأخبرهما بوصية النبي، صلى الله عليه وسلم، بأهل مصر، بسبب هاجر أم إسماعيل.

وروى مسلم في صحيحه أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إنّكم ستفتحون مصر، وهي أرض يُسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها؛ فأحسنوا إلى أهلها، فإنّ لهم ذمّة، ورحما؛ أو قال ذمّةً، وصهرا".

فقالا: قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء، أمِّنّا حتى نرجع إليك. 
فقال عمرو: مثلي لا يُخدع، ولكني أؤجّلكما ثلاثا لتنظرا، فقالا: زدنا، فزادهما يوما.
فرجعا إلى المقوقس عظيم القبط، وأرطبون الوالي من قِبل الروم، فأخبراهما خبر المسلمين.
فرفض أرطبون دعوة السلم، وعزم على الحرب، وهاجم المسلمين ليلا، فهزموه هو وجنوده، ففر إلى الإسكندرية.

ولما فتح الله على المسلمين "بلبيس" اكتشفوا وجود ابنة المقوقس بها، واسمها "أرمانوسة"، وكانت مقرَّبة من أبيها، وكانت في زيارة لمدينة بلبيس مع خادمتها "بربارة" هربا من زواجها من قسطنطين بن هرقل (وهو فيما بعد والد قنسطتز) صاحب موقعة ذات الصَّواري، وكانت غير راغبة في الزَّواج منه، ولمَّا تمكّنت مجموعة من الجيش الإسلامي من أسر أرمانوسة جمع عمرو بن العاص الصحابة وذكّرهم بقوله تعالى: "هَل جزَاءُ الإحسان إلّا الإحسان" [سورة الرَّحمن: 60]. 
ثمَّ قال: لقد أرسل المقوقس هديّة إلى نبيّنا، وأرى أن نبعث إليه بابنته وجميع من أسرناهم من جواريها، وأتباعها، وما أخذنا من أموالهم. فوافقوا على رأيه، فأرسلها عمرو إلى أبيها معزّزة مكرمة، ومعها كل مجوهراتها وجواريها ومماليكها، وقالت لها خادمتها "بربارة"، أثناء سفرهما: يا مولاتي! إِنَّ العرب يحيطون بنا من كل جانب. 

وقالت أرمانوسة: إِني آمن على نفسي وعرضي في خيمة العربي، ولا آمن على نفسي في قصر أبي. 
ولمَّا وصلت إلى أبيها سُرّ بها، وبتصرف المسلمين معها.

أمّ دنين

وسار عَمر بجيشه حتّى فتح "بلبيس" بعد قتال استمر أقل من شهر، ثم تقدم حتى "أمَّ دنين"، أو "المقسس"، وهي واقعة على النّيل، فقاتل المسلمون حولها قتالا شديدا.
وأرسل عمرو إلى أمير المؤمنين عمر، يطلب المدد، فأمدّه أمير المؤمنين بـ4 آلاف رجل، على كلّ ألفٍ منهم رجل يقوم مقام الألف.

وخرج الروم ومعهم عدد من المصريين لقتال المسلمين، وجرت بينهم معركة حامية استعمل فيها عمرو دهاءه، حيث جعل جيشه 3 أقسام، وأقام كمينا للأعداء في الجبل الأحمر، وأقام كمينا آخر على النيل قريبا من أمّ دنين، وقابل أعداءه ببقية الجيش.
ولمَّا نشب القتال بين الفريقين خرج الكمين الذي في الجبل الأحمر، وانقضّ على الرّوم، فاختلّ نظامهم، وانهزموا إلى أمّ دنين، فقابلهم الكمين الذي بقربها، فأصبحوا بين جيوش المسلمين الثلاثة، وانهزموا وتفرّق جيشهم، ولجأ بعضهم إلى حصن بابليون الحصين.

حصار حصن بابليون

وتقدَّم عمر وجيشه إلى حصن بابليون، وحاصروه حصارا محكما، ودام الحصار 7 أشهر، وأرسل المقوقس خلال ذلك إلى عمرو يطلب الصلح، فاستجاب عمرو على الشروط؛ الإِسلام، أو الجزية، أو الحرب، فاختار المقوقس الجزية، وكتب المقوقس إلى هرقل يستأذنه في ذلك، فلم يقبل منه، بل غضب عليه، ولامه لوما شديدا، واستدعاه إلى القسطنطينية، ثم نفاه.
ولما أبطأ فتح حصن بابليون؛ قال الزبير بن العوام إني أهب نفسي لله، وأرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين.

الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة الفاروق عمر بن الخطاب

رد مفحم من إمام جامع عمرو بن العاص على منكري الاحتفال بالمولد النبوي (فيديو)

واستمر عمرو بن العاص في حصار حصن بابليون، ثمّ تسلقوا الحصن في الليل، واشتبكوا مع الجنود في قتال عنيف، وكان أول من تسوّر الحصن الزبير بن العوّام، فوضع سلَّما من ناحية سوق الحمام، ثم صعد، وأمر المسلمين إذا سمعوا تكبيره أن يقتحموا الحصن، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبّر ومعه السيف، فكبَّر تكبيرة، فأجابه المسلمون من خارج الحصن، ولم يشكّ أهل الحصن أن المسلمين قد اقتحموا جميعا الحصن، فهربوا، فعمد حواريّ رسول الله بأصحابه إلى باب حصن بابليون، ففتحه.
واقتحم المسلمون الحصن، وفتحوه عنوة، ولكن عمرو بن العاص وقع الصلح مع الروم.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.