رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة يوسف إدريس من الطب إلى الأدب..أشعل الكثير من المعارك الفكرية والسياسية.. رفض كل ما يقيد حرية الإنسان.. هاجم نجيب محفوظ وكرمه عبد الناصر والسادات

الكاتب الاديب يوسف
الكاتب الاديب يوسف ادريس،فيتو

يوسف ادريس، أديب مصرى أصيل صاحب طبيعة ثائرة متمردة جعلت منه أديبا مشاغبا أشعل الكثير من المعارك الفكرية والسياسية رافضا كل ما يقيد حرية الإنسان، فعاش قلقا كالبركان وسيظل علامة فارقة في تاريخ القصة القصيرة، لقب بتشيكوف العرب، ورحل عام 1991.

قال الدكتور طه حسين عن يوسف ادريس “كأنه قد خلق ليكون قاصا ”، وقال محمد عودة  هو تشيكوف الأدب العربى، بل إنه تخطاه، ووصفه رجاء النقاش بالفنان من نوع خاص وهو نوع نادر وأصيل يعيش الحياة التي يكتبها بروحه ودمه، ووصفه أنيس منصور بأمير القصة العربية. 

انطلاقة يوسف إدريس الأدبية كانت مع قصة “ نظرة ” 

فى مثل هذا اليوم عام 1927 ولد الأديب الدكتور يوسف ادريس، بقرية البيروم محافظة الشرقية، درس فى كلية الطب وتخرج طبيبا ليعمل فى مستشفى القصر العينى، وفى تلك الأثناء بدأ نبوغه الأدبى يظهر عليه فكتب أول قصتين قصيرتين الاولى باسم "عبد القادر طه " والثانية باسم " أنشودة الغرباء " عام 1950، إلا أن انطلاقته الحقيقية القصصية كانت حين نشر قصته " نظرة " بجريدة المصرى.

هروب يوسف إدريس من الطب إلى الأدب 

ترك يوسف ادريس الطب بصفة نهائية وتفرغ لكتابة القصة والرواية والمسرحية فقدم 11 مجموعة قصصية أشهرها ايها الرجال وأرخص الليالي والحرام  و9 مسرحيات أشهرها الفرافير، والمهزلة الأرضية، المخططين، البهلوان.  

اجتمعت أعمال يوسف إدريس على معاناة المواطن البسيط بل الفقير  فكتب من الروايات: الحرام، النداهة، العيب، البيضا، رجال وثيران وغيرها، كما قدم 15 كتابا فى الرحلات والانطباعات منها: شاهد عصره، عن عمد اسمع تسمع، فكر الفقر وفقر الفكر، خلو البال ـ أهمية أن نتثقف وغيرها.

الكاتب يوسف ادريس 


عشق يوسف ادريس القراءة والمعرفة ويرى أنها هى التى شكلت وجدانه وهو صغيرا وحول هذا يقول: بدأت مشوارى مع المعرفة فى سن ثماني سنوات كنت اقرأ الكتاب جيدا حتى استوعبه تماما، ولا أقرأه سوى مرة واحدة باستثناء القرآن الكريم الذي كنت أقرأه مرات ومرات لأن معانيه تختلف مع السن فإيماني في الرابعة عشرة غير إيمانى فى الخمسين  .

وأضاف: كما كنت أقرأ روايات أجنبية مترجمة وقرأت روايات أيضا باللغتين الفرنسية والإنجليزية ومنها المؤلفات الحديثة مثل الكتب العلمية وتركيب الذرة والمناهج المتقدمة حتى أصبحت القراءة ممتعة جدا ومفيدة فى اتقان اللغات وكانت أمنيتى في ذلك الوقت أن أعد دليلا للقارئ الذكى أحدد فيه ما ينبغي قراءته، وأن يضع كل قارئ أمامه مجموعة من الكتب فى العلم والأدب والتاريخ ليرى ما يجذبه فيها، لكنى لا أتصور أن يزعم طالب الجامعة أنه مثقف دون ان يقرأ الجبرتى ليعرف ما كانت عليه مصر وأن يقرأ  عودة الروح لتوفيق الحكيم والأيام لطه حسين.

يوسف ادريس 

وانتقل يوسف إدريس إلى مجلة روزا اليوسف رئيسا للقسم الأدبي وفي نفس الوقت افتتح عيادة مارس فيها مهنة الطب وعمل مفتشا صحيا في أحياء السيدة زينب والدرب الأحمر وسجن واعتقل أربع مرات بسبب اشتراكه في الحركات الوطنية وانضمامه إلى الحزب اليسارى حدتو،. 

مجموعة أرخص ليالى بداية شهرة يوسف إدريس 

وبدأت شهرة يوسف ادريس كأديب عندما نشرت مجموعته القصصية الأولى " أرخص ليالى " عام 1954 ليعلن من خلالها وجوده كأحد كتاب القصة القصيرة ومنها أطلق عليه تشيكوف العرب.

فصل يوسف إدريس من جميع مناصبه بسبب مقالاته اللاذعة

وعمل يوسف ادريس محررا ثقافيا بجريدة الجمهورية وعينه السادات معاونا له فى سكرتارية الاتحاد القومى فكتب ادريس ينتقد الاتحاد القومى ففصل من جميع مناصبه، وتولى بعد ذلك منصب رئيس قطاع المسرح وانتقل فى النهاية كاتبا متفرغا فى جريدة الأهرام فى عهد هيكل.


وكانت مرحلة الستينات اكثر فترات نجاحه الادبى الا ان حقبة السبعينات شكلت مراحل المعاناة بالنسبة له فاصاب الركود انتاجه الا من مجموعة قصصية واحدة هى ( بيت من لحم )، وفى عام 1956 نشر اول رواية قصيرة له باسم "قصة حب" ليقدم بعدها مسرحيتين من فصل واحد هما ملكة القطن وجمهورية فرحات،  ثم مسرحية اللحظة الحرجة المستوحاة من ازمة قناة السويس  ورد الفعل العالمى وقت تأميمها.

يوسف إدريس خاض معارك أدبية وفكرية 

وخاض الدكتور يوسف ادريس معارك ادبية وفكرية كثيرة فهاجم الشيخ الشعراوى وهاجم السادات وكامب ديفيد .

وبالنسبة للشعراوى اتهمه في مؤلفه" فقر الفكر وفكر الفقر"  بانه ممثل نصف موهوب لديه القدرة على اقناع الناس البسطاء بحركات جسده، ثم اعتذر له عن ذلك فى مقال نشر بجريدة الاهرام.

يوسف ادريس مع حافظ الاسد ومبارك 

وهاجم كامب ديفيد واعترض على زيارة السادات للقدس وفصل من الاهرام ومنع من الكتابة فى عهد مبارك حتى وصل به الامر الى ان كتب خطابا إليه بعنوان ( اني أشكو منك اليك ).

هجوم يوسف إدريس على نجيب محفوظ 

كما هاجم يوسف ادريس الأديب نجيب محفوظ وقال إن جميع ما كتب محفوظ قبل ثرثرة فوق النيل مجرد مسخ ورد نجيب محفوظ بأن إدريس مسح أعماله بجرة قلم، أيضا هاجم إدريس المسئولين عن جائزة نوبل وقال إنها جاءت لنجيب محفوظ بالخطأ وأنها كانت مقدرة له، حتى إن الرئيس العراقى صدام حسين ابتدع جائزة كبيرة قدمها له لإرضائه.

روايات يوسف إدريس في السينما 

قدمت السينما المصرية العديد من روايات يوسف إدريس فى أفلام كانت الاكثر نجاحا والتى تركت علامة فى تاريخ السينما منها النداهة، حادثة شرف، العسكرى الأسود، سجين الليل، العيب، الحرام وغيرها.
كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنحه جائزة الأدب ثم حصل على جائزة الدولة فى الأدب عام 1966، كما منحه السادات وسام الجمهورية،
 

الجريدة الرسمية