رئيس التحرير
عصام كامل

حلمي بكر في حوار سابق مع "فيتو": النكسة سبب بداية تدهور الأغنية العربية.. أشهد بذكاء عمرو دياب.. وهؤلاء يكملون مسيرتي

حلمي بكر، فيتو
حلمي بكر، فيتو

رحل عن عالمنا مساء اليوم الجمعة، الموسيقار الكبير حلمي بكر، وذلك بعد مسيرة موسيقية طويلة، تاركا وراءه إرثا فنيا خالدا، سيظل منهلا للأجيال المتعاقبة، كما كانت له العديد من الآراء التي أثارت الجدل في وقتها، كما خاض الكثير من الحروب في عالم الموسيقى والغناء. 

"فيتو" كانت قد استضافت الموسيقار الراحل حلمي بكر في مقرها عام 2016، وأجرت حوارا مطولا معه تناول العديد من الجوانب، وجاءت أبرز تصريحاته كالتالي: 

Advertisements

برأيك.. متى بدأ التدهور يدخل عالم الغناء المصري والعربي ؟

منذ حرب النكسة، فالنكسة لم تشمل الهزيمة الحربية فقط، وإنما شمل نكسة غنائية منذ صعود أغنية "كركشنجي"، فالأغنية بعد أحداث النكسة انهارت، واستمرت في الانهيار تزامنًا مع الأوضاع النفسية للشعب؛ لأن الأغنية هي المرآة الحقيقية للشعب.. وانتقلت تلك الأغاني الهابطة من مصر إلى جميع البلاد العربية عن طريق العمالة المصرية التي كانت تحمل معها "الكاسيت" خلال سفرها، ذلك الكاسيت الذي يحمل أغنية النكسة وأغانيها الهابطة. 

ما الفرق بين الملحن الآن وسابقًا؟

أشعر باختلاف كبير بين الملحن الآن والملحن في الماضي، فسابقًا كان الملحن عندما يكون مرتبطا بموعد "بروفة" يتأنق كما لو أنه سيذهب للقاء حبيبته، وكنت أعيش مع اللحن في خيالي قبل أن يرى النور حتى أصنع وأرى ملامحه في عقلي أولا.

أما الآن فالمطرب يدخل إلى الاستوديو بدون حفظ كلمات الأغنية، والملحن غير متمكن من اللحن، والموزع "مرقعها" بصحبة أربعة أو خمسة أشخاص، فتجد أمامك أغنية بلا طعم ولا هوية حقيقية تمثلها وتجعلها مميزة.

فالأغنية مثلها مثل "الوجبة الشهية" لو صنعتها المرأة بـ"نفس" تجد وجبة تستطيع تذوقها والاستمتاع بها، أما أغاني الآن ينفخ فيها عشرات الأنفاس، حتى تفقد مذاقها ولذتها فتصبح "وجبة ماسخة" بلا طعم.. لذلك فالملحن الآن كذاب والموزع نصاب يحاولان صناعة مطرب، إذا ما نجح يقولون إنه ابنهم وصناعة أيديهم، ولو فشل يتبرءون منه وكأنه "ابن حرام".

وماذا عن رأيك في أحمد شيبة مطرب "آه لو لعبت يازهر"؟

خامة صوته رائعة، ولكنه جاهل غير مثقف، حدثني ذات مرة وقال لي: "أنا معايا دبلون" بدلا من دبلوم، فهو غير مثقف بالمرة وأظنه يتساهل ويرتاح لجهله.

أذكر أن عبد الحليم كان يختار من يجالسهم من المثقفين حتى يستمع إليهم ويتثقف ويتشبع من ثقافتهم، وكان شكوكو يجلس مع مدرسي أبنائه ليتعلم اللغة، لذا فالمطرب لابد أن يتثقف ليعي ما يقول ويفعل.

وما سر هجومك على عمرو دياب؟

لأني حين أقارن عمرو بالجيل الذي سبقه، يحصل عمرو في تلك المقارنة على "صفر"، أما لو قارنته بالجيل الذي يليه فترتفع نسبته.. ولا أنكر أن عمرو عانى كثيرًا في بداياته لكي يصل إلى ما هو عليه الآن، حيث كان ينام في الجراج.. وكنت أول من استمع إليه وقلت له أنت "صفر"، لأنه بعلمــــية الغناء لا يصلح على الإطلاق، ولكن بعلمـــية الزمن الذي نعيشه صار يصلح.

وعندما توفي عبد الحليم وجيله من العمالقة، ظهر عمرو دياب وجيله من الشباب، واعتمد على الرؤية والعين أكثر من السمع، عن طريق الفيديو كليب الذي كان يستشير الحلاق فيه وفيما يصلح له من قصات الشعر ليقلده الشباب، حتى أصبح الغناء شكلا يرى ولا يسمع.

ولكني أشهد بذكاء عمرو، وأقول دائمًا لو أن هاني شاكر يمتلك ذكاء عمرو لاكتسح العالم، ولو أن عمرو يمتلك صوت هاني لقلب موازين الأغنية.

هل تحمل لمحمد منير (الكينج) نفس الرأي في عمرو؟

لا.. فمحمد منير رئيس جمهوريته الخاصة في الغناء، يمتلك منطقة غنائية خصصها لنفسه، لذلك سموه بالكينج، فلو أنه صعد على المسرح دون أن يغني من الأساس سيصفق له جمهوره دون أي شيء.

رأيك في أغاني تامر حسني وشخصيته الغنائية؟

أزمة تامر تتلخص في أنه يريد أن يصل إلى العالمية بأي شكل، لذا يسير على النمط الغربي في أغانيه، فتجد أنك تستمع إلى أغنيته وتنتهي منها دون أن تنتبه إليها، لأنها لا تعتمد على جملة وتعمل على تكرارها، على الرغم من جمال الأغنية في الأساس، فإنه لا يعتمد على جذب أذن المستمع إليها بجملة موسيقية معينة تثير انتباه الأذن.. وهذا نمط ومدرسة الأغنية الأجنبية التي تسمى "الاسترسالية الأوروبية"، وقد نبهته لذلك لأننا تربطنا ببعضنا صداقة قوية.

لماذا وصفت برنامج the voice kids بالخطير؟

حقيقة الأمر أن فكرة البرنامج رائعة ولكنها في غاية الخطورة، لأنها تدمر الأطفال قبل بدايتهم من الأساس، فلا يمكن أن تفاضل بين طفل وآخر وتزرع في قلوبهم المنافسة والحقد والأفضلية في مثل هذا العمر.. خاصة أن خامة صوت جميع الأطفال تتغير بعد مرحلة البلوغ، إما للأفضل أو الأسوأ.

من الملحن الذي يمكن أن يكمل مسيرة حلمي بكر ؟

ليس واحدا فقط، وإنما نحو سبعة أو ثمانية ملحنين منهم وليد سعد وعمرو مصطفى ومحمد رحيم.

ما أول أجر تلقيته في حياتك.. وماذا فعلت به ؟

أول أجر كان 20 جنيها في الستينيات عندما تم اعتمادي ملحنا، وكان مبلغا ضخما آنذاك.. فكنت أدخل أفضل مطاعم القاهرة لأطلب وجبة طعام شهية، وكانت الوجبة أيامها لا تكلفني سوى 7 قروش فقط.

هناك بعض المطربين والعاملين في الوسط الغنائي يخافونك.. فما هو السبب في رأيك؟

لأنهم يتصورون أنني أهاجمهم، ولكني في الحقيقة لا أهاجم، وإنما أعري الحقائق والأشخاص وأكشف الأشياء وأنصبها وضعها الصحيح بدون تجميل أو تزييف.

هل تندم في حياتك على شيء ؟

لا على الإطلاق.. لا مجال للندم في حياتي، فكل بني آدم خطاء، فأنا لا أندم على ما قلت أو فعلت، لأنني مقتنع جدًا بما أفعل أو أقول.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية