رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: اللين السهل يدخل الجنة.. والعنف والشدة مطلوبان في المعارك فقط

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، فيتو

اللين والعنف، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بشر الرفيق اللين والسهل بالجنة، والنجاة من النار، وأن العنف ليس محمودًا في شريعة الإسلام، ولكن الشدة مطلوبة فقط في مواجهة المعتدين. 

 الرفيق اللين السهل ينجو من النيران

وعن اللين والعنف، قال الدكتور علي جمعة: "بشر النبي، صلى الله عليه وسلم،  الرفيق اللين السهل بالنجاة من النيران، فقال، صلى الله عليه وسلم: "تدرون من يحرم على النار يوم القيامة كل هين لين سهل قريب حديث تدرون على من تحرم النار على كل هين لين سهل قريب" [رواه الترمذي]، وكان في دعاءه، صلى الله عليه وسلم، يطلب الرفق لمن رفق بأمته، فكان يقول: «ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" [رواه مسلم].
وأضاف الدكتور علي جمعة "حتى في التوغل في الدين، والاستزادة منها أمرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالرفق في ذلك، فقال: (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) [أحمد والبيهقي في الشعب].

الرفق ثمرة حسن الخلق والعنف ثمرة الغضب

وعن الرفق قال علي جمعة: "الرفق هو ثمرة حسن الخلق، وأما العنف فهو ثمرة الغضب والفظاظة والحرص، ويؤكد هذا المعنى الإمام أبو حامد الغزالي- رحمه الله- حيث يقول: "أن الرفق محمود ويضاده العنف والحدة والعنف نتيجة الغضب والفظاظة والرفق واللين نتيجة حسن الخلق والسلامة وقد يكون سبب الحدة الغضب وقد يكون سببها شدة الحرص واستيلاءه بحيث يدهش عن التفكر ويمنع من التثبت فالرفق في الأمور ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال ولأجل هذا أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه» [إحياء علوم الدين].

أما رؤية العلماء للرفق، فقال علي جمعة: "ترى العلماء العارفين يبوبون في كتبهم باب الرفق مع حسن الخلق والحياء، وذلك تأكيدا لتلك الصلة التي بين الرفق وبين حسن الخلق والحياء، ولعل الصلة بين الرفق والحياء، هي الخيرية، فذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله" [رواه مسلم]. وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحياء لا يأتي إلا بخير" [متفق عليه]. وفي الحديث "الحياء خير كله ولا يأتي إلا بخير" [رواه مسلم].

الرفق يمنع من التقصير في حق الغير

وأوضح علي جمعة "إذن فالخيرية من صفات الرفق والحياء، كما أن الحياء هو الباعث على الرفق، وعلى كل خلق سني، فالمعنى الشرعي للحياء: خلق يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق."

وعن العنف والشدة في المواقف قال علي جمعة: "قد يظن بعض الناس عن طريق الخطأ أنه الله يعطي على العنف أجرا وثوبا، وأن العنف محمودا في شريعة الإسلام، وإنما العنف المذكور في الحديث هو الشدة في مواجهة المعتدين، وذلك على نحو قوله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ [الفتح:29]، وقوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ [التوبة:123]. وقوله سبحانه: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾ [الإسراء:5].

الشدة تطلب في وقت الالتحام في المعارك

وأضاف جمعة: "فعلى اعتبار أن هذه الشدة تطلب في وقت الالتحام في المعارك ردا للعدوان ولا تطلب في غيرها، لأنه يكون دفاعا عن المستضعفين، وإقرارا للسلام، ورغم كل ذلك فإن الله يعطي على الرفق أفضل مما يعطيه على هذه الشدة المطلوبة."

وعن الشدة والبأس لدي المسلم قبال علي جمعة: "الشدة والبأس لا تطلب من المسلم إلا في أوقات قليلة وهي أوقات الالتحام في المعارك؛ أما الرفق فهو المطلوب في كل الأوقات، والمطلوب في كل الأشياء، وهو لا يزيد الشيء إذا دخل فيه إلا جمالا وزينة، وإذا خرج منه كان الشيء مشينا غير مستساغ، ولذا أخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، ذلك لعائشة وهو يعلمها فضل الرفق، فقال، صلى الله عليه وسلم،: «يا عائشة ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه  ولا نزع من شيء قط إلا شانه» [رواه مسلم، وأبو داود واللفظ له]. وقال، صلى الله عليه وسلم،: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله) [رواه البخاري ومسلم].    

واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "لذا من حرمه الله الرفق فلا خير فيه، وهو محروم من كل الخير، لأن الرفق باب الخير، ولذا نرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،  يعلمنا ذلك فيقول: « من يحرم الرفق يحرم الخير كله» [رواه مسلم]، وأخبر بذلك السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، فقال، صلى الله عليه وسلم،: « يا عائشة إنه من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة» [رواه أحمد]. وعنه، صلى الله عليه وسلم، في توصيته للسيدة عائشة رضي الله عنها: « ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم على باب الرفق» [رواه أحمد]

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية