رئيس التحرير
عصام كامل

منها الإخلاص في طاعة الله، ما هى صفات عباد الله المُخلَصين؟

صفات عباد الله المُخلَصين،
صفات عباد الله المُخلَصين، فيتو

عباد الله المُخلَصون، هم الذين أخلصهم الله - تعالى- واختارهم لطاعته، واصطفاهم، أما المُخلِصون فهم الذين أخلصوا لله -تعالى- في أعمالهم فعبدوه عبادةً خالصةً وأخلصوا النية إلى توحيد الله والانقطاع عما سواه. 

 

أمَّا الإخلاص من الله في مقابل العبد فهو التَّخليص التَّكوينيُّ واختيار العبد تكوينا من بين سائر العباد على صفاتٍ متميزةٍ، واستعدادٍ خاصٍ يليق بأن يجعل فيه الرسالة وأنوار المعرفة، وهذا المعنى هو المُراد من الآيات الكريمة: (إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا)، وقوله تعالى: (إنَّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصينَ).

 

من هم عباد الله المخلصون

 فالله -سبحانه- يستخلص من عباده المؤمنين أُناسًا قد اجتمعت فيهم صفات الكمال والتَّقوى، منهم أنبياؤه -عليهم الصلاة والسلام- ومنهم المؤمنون عمومًا، ومن ذلك نستنتج وجود درجةٍ أعلى من درجة الإخلاص، وهي الدرجة التي يتحول المسلم فيها من رتبة المخلصين إلى رُتبة عباد الله المُخلَصين، وهذه درجةُ لا يصلها إلا القليل من المسلمين، مصداقا لقوله تعالى "إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ" (سورة الصافات ٤٠).


يقول الله تعالى مخاطبا للناس: (إنكم لذائقو العذاب الأليم. وما تجزون إلا ما كنتم تعملون)، ثم استثنى من ذلك عباده المخلصين بقوله تعالى إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، كما قال تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) (العصر 1، 3 ).


وقال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ( التين 4، 6 )، وقال: (كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين) (المدثر 38، 39 ). ولهذا قال  الله تعالى: (إلا عباد الله المخلصين) أي: ليسوا يذوقون العذاب الأليم، ولا يناقشون في الحساب، بل يتجاوز عن سيئاتهم، إن كان لهم سيئات، ويجزون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلى ما يشاء الله تعالى من التضعيف.

 

صفات عباد الله المُخلَصين

عباد الله المُخلَصين خصهم الله بميِّزاتٍ ذكرها الله في القرآن الكريم، وذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة، وهي:

 

1. متفانون في محبة الله، والإخلاص له، والخضوع لجلاله في عبادتهم وطاعتهم.
 

2. الحرص على أعمال الخلوة والخبيئة الصالحة بينهم وبين الله.


3. دوام تزكية أنفسهم، ومجاهدتها على موافقة الحق واتباعه.

 

4. صدورهم نقية فارغة من أي حقد.


5. ليس للشيطان عليهم سبيل أو سلطان أو تأثير، حيث أقسم أن يغوي الناس جميعًا إلا المُخلَصين، فمداخل الشيطان إلى أنفسهم مغلقة؛ لأنهم جردوا أنفسهم لله وحده، واتَّصلوا به وعبدوه حق عبادته، فاستخلصهم الله لنفسه كما أخلصوا أنفسهم لله، وحماهم ورعاهم من إغواء الشيطان.

 

6. مكرمون في الملأ الأعلى؛ حيث أكرمتهم الملائكة الكرام، وصاروا يدخلون عليهم من كل بابٍ يهنِئونهم ببلوغ أهنأ الثواب، كما أكرمهم أكرم الأكرمين، وجاد عليهم بأنواع الكرامات من نعيم القلوب والأرواح والأبدان.


7. وعدُ الله لهم بنعيمٍ يتقلبون فيه في الحياة الآخرة ويستمتعون فيه، وهو نعيمٌ مضاعفٌ يجمع شتى أنواع النعيم، وتجدُ النَّفس منه كل ما تشتهيه، وقد ذكرت سورة الصافات بعضًا من هذه النِعم؛ منها أن لهم فواكه يأكلونها، ويُحملون على أكُفِ الراحة فهم يُخدمون ولا يتكلفون جُهدًا.

 

8. قبولُهم للحقِّ والرجوع إليه إذا ذُكروا به.


9. مُختارون، وهم أخيارٌ، حيث أخلصهم الله، واختارهم، واصطفاهم لعبادته ودعوته وولايته.

 

10. ملتزمون بالفِطرة الصادقة، وسلامة القلب وطهارته واستقامته في استنكار كلِ ما تنفر منه الفطرة من تصورٍ أو سلوك.

 

11. لا يُفتنون ولا يُضَلُّون؛ لأنهم من عباد الله المؤمنين الطائعين، فطبيعتهم لا تؤهلهم لأن يستجيبوا إلى الفتنة أو سماع كلام الفاتنين.

 

جزاء المخلصين في العبادة 

يتحقق الإخلاص بصفاء النية في كل الأفعال والعبادات، فالنية هي الأساس في كل شيء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، فلا يشترط فيها الجهر، فمجرد عزمك على فعل هذه العبادة أو الطاعة تكون عزمت النية، ويتحقق الإخلاص أيضا بأن يكون نية الشخص خالصة لوجه الله لا يفكر في كلام الآخرين وتعليقاتهم.


• يقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب.


• نجاة المؤمن من كيد الشيطان قال تعالى: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).


• حفظ المؤمن من الفواحش مصداقا لقوله تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).


• نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه). رواه البخاري.


• النجاة من النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله). متفق عليه.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية