رئيس التحرير
عصام كامل

مع التشكيك بذاكرة بايدن كيف تنتقل السلطة في أمريكا عند وفاة أو عجز الرئيس، وهاريس: قادرة على تولي القيادة

بايدن، فيتو
بايدن، فيتو

 تكررت في الفترة الأخيرة مشاهد الخرف من قبل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن  البالغ من العمر 81 عامًا، وهو الأمر الذي أدي سخرية البعض منه متسائلين عن كيفية إدارة حكم دولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية من قبل رئيس يعاني من الخرف الشديد.

 

 كاملا هاريس تحل منصب الرئيس 

 وبدورها أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس أنها مستعدة لخدمة بلادها، في مقابلة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal، أمس الاثنين، في وقت تجدد الجدل حول تقدم الرئيس جو بايدن في السن وقدراته الذهنية.

Advertisements

 

وقالت الديموقراطية البالغة من العمر 59 عاما: أنا مستعدة لخدمة بلادي لا شك في ذلك، مؤكدة أن أي شخص يرى نشاطها سيخلص إلى أنها قادرة تماما على تولي القيادة".

وأجريت المقابلة بحسب الصحيفة قبل يومين من نشر تعليقات مدع أمريكي الخميس الماضي، عن ذاكرة جو بايدن البالغ 81 عاما.

 

اقرأ أيضا:ترامب يسخر من ضعف ذاكرة بايدن: ربما لا يدرك أنه لا يزال حيا! (فيديو)

 

 بايدن رجل مسن ضعيف الذاكر ة

روبرت هور المدعى الخاص المكلف بالتحقيق في قضية وثائق سرية كانت بحوزة الرئيس الأمريكي، تخلى عن ملاحقته قضائيا بحجة أن هيئة المحلفين ستتردد في الحكم على رجل مسن ضعيف الذاكرة.

وأثرت هذه التعليقات على الحملة الانتخابية، قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر والتي سيخوضها على الأرجح جو بايدن في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب  البالغ من العمر 77 عاما.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن سن الرئيس الديموقراطي هي العائق الرئيسي أمام الناخبين الذين يشككون في قدرته على تولي ولاية ثانية، حين أنه في اليوم التالي من نشر تقرير المدعي العام، دافعت كامالا هاريس عن الرئيس، ونددت  بعبارات قوية بـ الدوافع السياسية لهذا القاضي وهو جمهوري، بينما أشادت بأسلوب جو بايدن في الحكم.

نص الدستور الأمريكي

 وينص الدستور الأمريكي على أن نائب الرئيس يحل محل الرئيس في حال الوفاة أو عدم القدرة على تولي مهامه، لكن هذا لا يعني أن كامالا هاريس ستصبح تلقائيا مرشحة الحزب الديموقراطي إذا خرج جو بايدن لسبب أو لآخر من السباق إلى البيت الأبيض.

هذا وكشف استطلاع في الولايات المتحدة عن أن أكثر من 80% من المواطنين الأمريكيين يرون أن الرئيس بايدن أكبر سنًا من أن يترشح لمنصب رئيس البلاد لولاية ثانية.

ووفقًا لنتائج الاستطلاع الذي أجرته شبكة "ايه بي سي"ABC التلفزيونية، بالاشتراك مع وكالة "إيبسوس" التحليلية، فقد أيد 86% من المشاركين في الاستطلاع بأن الرئيس الأمريكي الحالي أكبر عمرًا من أن يتم ترشيحه لولاية أخرى.

في الوقت نفسه، أشار 59% من المشاركين إلى أن كلا من الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب، اللذين يسعيان للمشاركة في السباق الرئاسي  كبار بالسن.

تجدر الإشارة إلى أن الاستطلاع تم إجراؤه في فترة 9-10 فبراير الجاري، وشارك فيه 528 شخصًا، وكان هامش الخطأ 4.5%.

وفي السياق ذاته تساءل البعض كيف تنتقل  السلطة في أمريكا عند وفاة أو عجز الرئيس، وكيف يتم تسلسلها، وفيما يلي أبرز المعلومات عن كيفية نقل السلطة حال وقوع أي من تلك الأحداث:

 شغور منصب الرئيس 

قبل إقرار التعديل الدستوري الخامس والعشرين بالولايات المتحدة الأمريكية، امتلك الأمريكيون جملة من الإجراءات التي حالت دون شغور منصب الرئيس في حال تعرض الأخير لطارئ جعله غير قادر على ممارسة لمهامه، إلى ذلك كانت هذه الإجراءات مبهمة وغير مقننة بقانون أو نص دستوري يضمن التداول السلمي على السلطة.

وعلى حسب النصوص الأولى بالدستور، سمح لنائب الرئيس باستلام مهام الرئيس في حال وفاة أو مرض أو استقالة الأخير،وفي مقابل ذلك، لم يحدد الدستور بتاتا الطرف القانوني القادر على إعلان عجز الرئيس عن مباشرة مهامه، كما لم يوضح بشكل قاطع طريقة عمل نائب الرئيس عند استلامه للرئاسة خالقا بذلك أزمة أخرى حول موضوع مكتب الرئيس.

 

من جهة ثانية، لم يحدد الدستور الأمريكي طريقة لتعيين نائب جديد للرئيس في حال استلام النائب السابق لمهام الرئاسة، حيث اكتفى النص القانوني حينها بكلمات دعت الكونجرس لتعيين الشخصية الملائمة لاستلام الرئاسة.

 

التعديل العشرون للدستور وقانون التعاقب على السلطة 

وعام 1792، دخل الكونجرس الأمريكي على الخط فمرر قانون التعاقب على السلطة واضعا بذلك كلا من الرئيس المؤقت بمجلس الشيوخ والناطق باسم مجلس النواب على قائمة المرشحين المحتملين لخلافة الرئيس في حال شغور منصبي الرئيس ونائب الرئيس بآن واحد.

وبحلول سنة 1886، فضل الكونجرس إعادة تنظيم الأمور فلجأ لإلغاء تسمية المسؤولين بغرفتيه من قائمة الشخصيات القادرة على خلافة الرئيس محبذا في مقابل ذلك اختيار شخص آخر من الحكومة ذو خبرة بمجال السياسة والعلاقات الدولية.

وبعد أكثر من نصف قرن، مرر الكونجرس سنة 1943 التعديل الدستوري العشرين فاتحا بذلك الطريق بشكل قانوني لنائب الرئيس لنيل صلاحيات الرئيس في حال عدم قدرة الأخير على مزاولة مهامه، كما اتجه أيضا بعد 4 سنوات فقط لإعادة تفعيل القوانين السابقة التي أعادت كلا من الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ والناطق باسم مجلس النواب على خط خلافة الرئيس.

 

ثغرات وخرق للقانون

إلى ذلك، كانت أغلب هذه القوانين والتعديلات الدستورية، التي سبقت التعديل الخامس والعشرين، مبهمة وتركت ثغرات عديدة في حال شغور منصب الرئيس.

فعام 1841، أصبح وليام هاريسون (William Harrison) أول رئيس يموت أثناء فترته الرئاسية ليخلفه بذلك نائبه جون تيلر (John Tyler)،  وأمام هذا الوضع، فضل تيلر الذهاب لأبعد ما يمكن بسبب غياب النص القانوني، فانتقل نحو البيت الأبيض وأدى القسم رئيسا للبلاد حاصلا بذلك على كامل الصلاحيات الرئاسية، كما عمد أيضا لإلقاء خطاب افتتاحي مثيرا بذلك جدلا واسعا خاصة بين أعضاء الكونجرس الذين قبلوا بحصوله على الرئاسة.

 

وعام 1919، عانى الرئيس وودرو ولسن (Woodrow Wilson) من مشاكل صحية عديدة وأصيب بسكتة دماغية أثرت على قدراته لإدارة شؤون البلاد طيلة ما تبقى من فترته الرئاسية،  وعلى الرغم من تعالي الأصوات المطالبة بحصول نائبه على الرئاسة، تآمرت كل من السيدة الأولى والطبيب الشخصي لولسن لإبقاء حقيقة ملف حالته الصحية مخفيا عن الكونجرس لتظل بذلك البلاد تحت امرة رئيس وصفه كثيرون بالعاجز.

 

آليات خلافة الرئيس وموافقة الكونجرس 

خلال شهر يناير 1965، قدم السيناتور عن ولاية أنديانا (Indiana) بيرش بايه (Birch Bayh) والنائب عن ولاية نيويورك إيمانويل سيلر (Emanuel Celler) مشروع قرار مشترك للكونجرس لتحديد آليات خلافة الرئيس الذي يغادر منصبه قبل نهاية فترته الرئاسية، وانطلاقا من ذلك، ظهر التعديل الخامس والعشرون الذي وافق عليه الكونجرس يوم 6  يوليو 1965 وعدّله خلال شهر  فبراير 1967 ووافق عليه الرئيس ليندون جونسون (Lyndon Johnson) يوم الثالث والعشرين من نفس الشهر أي بعد أكثر من 3 سنوات عن حادثة اغتيال جون كينيدي.

وبموجب هذا التعديل، يحصل نائب الرئيس على صلاحيات الرئيس في حال عدم قدرة الأخير على ممارسة مهامه كما يحق للرئيس اختيار نائبه في حال شغور منصب نائب الرئيس شريطة أن تحظى هذه الشخصية المقترحة بموافقة الكونجرس.

من جهة ثانية، يتعين على الرئيس مراسلة الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ والناطق باسم مجلس النواب كتابيا في حال عدم قدرته على ممارسة مهامه لأمر طارئ كما يستوجب عليه إعادة مراسلتهم مرة ثانية وكتابيا لاستعادة مهامه. أيضا، يمنع نائب الرئيس، الذي يشغل المنصب مؤقتا، من أداء اليمين الدستورية.

إضافة لذلك، يحق لنائب الرئيس والأغلبية بالكونجرس أن يراسلا معا وبشكل كتابي الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ والناطق باسم مجلس النواب لإعلان عدم قدرة الرئيس على أداء مهامه وبموجب ذلك يحصل نائب الرئيس على صلاحيات الرئاسة بشكل مباشر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية