رئيس التحرير
عصام كامل

خطر جديد يهدد العالم.. تحذيرات من انتشار فيروسات قديمة متجمدة بسبب الاحتباس الحراري.. وذوبان الجليد يطلق كميات هائلة من البكتيريا

ذوبان الجليد، فيتو
ذوبان الجليد، فيتو

يوما بعد يوم تزداد مخاوف العالم من خطر الاحتباس الحراري وهي ظاهرة باتت تهدد حياة كوكب الأرض والتي أعقبتها ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو، وهو الأمر الذي أدى إلى ذوبان الأنهار الجليدية.

تهديد جديد يواجه البشرية بسبب الاحتباس الحراري

حذر العلماء من إمكانية انطلاق فيروسات كانت متجمدة في التربة الجليدية للقطب الشمالي، مسببة تهديدًا وبائيًا، وذلك بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" أن البشرية ستواجه تهديدًا وبائيًا جديدًا وغريبًا، إذ انطلقت تلك الفيروسات القديمة المتجمدة، حيث ستنشر مرضًا خطيرًا.
وأوضح الباحثون أنه تم بالفعل عزل سلالات من ميكروبات الميثوسيلا، أو كما تُعرف بفيروسات الزومبي، من قبل الباحثين الذين أثاروا مخاوف من احتمال حدوث حالة طوارئ طبية عالمية جديدة، ليس بسبب مرض جديد على العلم، ولكن بسبب مرض من الماضي البعيد.

Advertisements

دفعت تلك المخاوف العلماء إلى التخطيط لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمالي، لتحديد الحالات المبكرة لمرض تسببه الكائنات الحية الدقيقة القديمة، كما ستوفر الحجر الصحي والعلاج الطبي المتخصص للأشخاص المصابين، لاحتواء تفشي المرض.


سلالات فيروسية مختلفة


وفي عام 2014، قاد عالم الوراثة، جان ميشيل كلافيري، من جامعة "إيكس مرسيليا" في فرنسا، فريقًا بحثيًا عزلوا الفيروسات الحية في سيبيريا، وأظهروا أنها لا تزال قادرة على إصابة الكائنات الوحيدة الخلية، على الرغم من أنها كانت مدفونة في التربة الجليدية لآلاف السنين.

وبرهنت أبحاث أخرى على وجود عدة سلالات فيروسية مختلفة من 7 مواقع مختلفة في سيبيريا، اتضح أنها يمكن أن تصيب الخلايا المزروعة، وكان عمر إحدى عينات الفيروس 48500 سنة.
وبحسب العلماء، فإن التربة الجليدية في أعمق مستوياتها قد تحتوي على فيروسات يصل عمرها إلى مليون سنة، وبالتالي ستكون أكثر قِدمًا من الجنس البشري.

 

 

إطلاق كميات هائلة من البكتيريا


كما حذر علماء من احتمال إطلاق كميات هائلة من البكتيريا مع ذوبان الأنهار الجليدية في العالم، بسبب تغير المناخ.

ومن بين آلاف الميكروبات التي يمكن أن تتسرب إلى الأنهار والبحيرات مُسببات الأمراض، التي يحتمل أن تكون ضارة.

وقال باحثون في جامعة أبيريستويث البريطانية إن دراستهم سلطت الضوء على الحاجة إلى التحرك بسرعة، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وشملت الدراسة بحسب تقرير نشرته " هيئة الإذاعة البريطانية  "بي بي سي " المياه الذائبة من ثمانية أنهار جليدية عبر أوروبا، وأمريكا الشمالية وموقعين في جرينلاند.



إطلاق أكثر من 100 ألف طن من الميكروبات


ويقدر الفريق في جامعة أبيريستويث أن الموقف يمكن أن يؤدي إلى إطلاق أكثر من 100 ألف طن من الميكروبات، مثل البكتيريا، في البيئة على مدار الثمانين عامًا القادمة - وهو رقم يمكن مقارنته بجميع الخلايا في كل جسم بشري على وجه الأرض.
 

وقال عالم الأحياء الدقيقة الدكتور، أروين إدواردز، إن الدراسة أظهرت بوضوح لأول مرة النطاق الواسع للكائنات الدقيقة، التي تعيش على السطح أو محبوسة داخل الأنهار الجليدية على الأرض.

وأضاف بحسب تقرير "بي بي سي"  أن "عدد الميكروبات المنبعثة يعتمد بشكل وثيق على مدى سرعة ذوبان الأنهار الجليدية، وبالتالي على المدى الذي نستمر عبره في رفع حرارة الكوكب".

وتستند حسابات الفريق العلمي إلى سيناريو الاحترار "المعتدل"، كما طورته الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي لجنة دولية من خبراء المناخ.



ارتفاع درجات الحرارة العالمية


وسيؤدي هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بين درجتين وثلاث درجات مئوية في المتوسط بحلول عام 2100.

وأوضح الدكتور إدواردز أنه مع زيادة تدفق الميكروبات إلى الأنهار والبحيرات والمضايق والبحار، قد تكون هناك تأثيرات "كبيرة" على جودة المياه.

ولكن سيتبع ذلك في غضون عقود بإغلاق صنبور الميكروبات، حيث تختفي الأنهار الجليدية تمامًا.

وقال: "يوجد على مستوى العالم 200 ألف من مستجمعات المياه يتم تغذيتها بالمياه الذائبة الجليدية، وبعضها عبارة عن بيئات حساسة للغاية لم تتطور بشكل جيد من حيث الكربون العضوي والمواد المغذية".

وتابع: "في بلدان أخرى، هناك الكثير من النشاط الاقتصادي ومليارات البشر الذين تعتمد سبل عيشهم على المياه، التي تأتي في نهاية المطاف من تلك الأنهار الجليدية".

نحن نفكر في الأنهار الجليدية كمخزن ضخم للمياه المجمدة، ولكن الدرس الرئيسي من هذا البحث هو أنها أيضًا أنظمة بيئية بحد ذاتها".

وقال إن الآلاف من الكائنات الحية الدقيقة المختلفة تنمو على الأنهار الجليدية، أو مخزنة في داخلها، وبعضها قد يكون ضارًا بالبشر.

 

الأنهار الجليدية معرضة للذوبان

وفي نوفمبر الماضي  أطلقت دراسة لمنظمة غير حكومية تحذيرات،  مشيرة إلى أن الغطاء الجليدي في العالم في خطر، والأنهار الجليدية معرضة للذوبان.


وحسب الدراسة، سيحمل الارتفاع المحتمل لدرجات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، عواقب كارثية على القمم والأنهر الجليدية والبحار القطبية والتربة الصقيعية على الأرض.

 

انبعاثات غازات الدفيئة


وأشارت الدراسة، التي أعدتها المبادرة الدولية للغلاف الجليدي والمناخ، إلى أنّ أبحاثًا حديثة بيّنت أنّ انخفاضًا كبيرًا في انبعاثات غازات الدفيئة قادر وحده على منع تسجيل عواقب دائمة على "الغطاء الجليدي" العالمي، الذي يمثل أقسامًا من الأرض مغطاة بالجليد والثلوج لفترة من السنة على الأقل.

ونصحت الدراسة المشاركين في المفاوضات العالمية المقبلة حول المناخ بالسعي جاهدين للحد من الاحترار العالمي عند مستوى 1,5 درجة مئوية مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية.

وأوضحت الدراسة "نظرًا لما توصّلنا إليه عن الغطاء الجليدي منذ توقيع اتفاقية باريس في العام 2015، يبدو أنّ حصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة ليست أفضل من حصره بدرجتين"، وفقا لفرانس برس.

وأطلق مُعدّو الدراسة وعلماء عالميون تحذيرا من أن ذوبان القمم الجليدية سيؤدي، في حال ارتفاع درجات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، إلى "ارتفاع كبير وربما سريع ودائم في مستويات المحيطات".
ومن المتوقع أن يشهد العالم أيضًا ذوبانًا كبيرًا في الأنهر الجليدية، مع احتمال "اختفاء بعضها بشكل نهائي"، بحسب ما ذكرت الوكالة الفرنسية.

 

اقرأ أيضا.. التغيرات المناخية، الأنهار الجليدية خطر يهدد العالم "ما القصة؟"

 

وربما يكون الجليد البحري الجزء الأكثر تضررًا من الغطاء الجليدي، وقد يصبح المحيط المتجمد الشمالي خاليًا من الجليد كل صيف.

وهناك مخاوف من أن تمتص مياه القطب الشمالي كمية أكبر من حرارة الشمس التي تسطع خلال الساعات الأربع والعشرين في الصيف، مما سيسرّع ذوبان التربة الصقيعية والغطاء الجليدي في جرينلاند.

 

ذوبان التربة الصقيعية


ويعد ذوبان التربة الصقيعية هو خطر كبير آخر لأنه يطلق ثاني أكسيد الكربون والميثان، وهي انبعاثات تساهم في الاحترار العالمي.

وستتأثر البحار القطبية أيضًا، إذ بحسب الدراسة، من شأن الكربون الذي تمتصّه أنّ يولّد "ظروف تحمض المحيطات المسببة للتآكل على مدار العام".

 

تعريض الحياة البحرية للخطر


وقد يسفر ذلك عن تعريض الحياة البحرية برمّتها ومختلف السلاسل الغذائية التي تعتمد عليها للخطر.

جاءت هذه الدراسة التي راجعها عشرات العلماء، بعد أيام من تحذير للأمم المتحدة من أن العالم يفشل في السيطرة على أزمة المناخ.

وقال معدو الدراسة إن آثار التغير المناخي على الغلاف الجليدي، سبق أن أُثبتت بوضوح.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية