رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا عاد الموساد إلى سياسة اغتيال قيادات المقاومة؟ الدكتور طارق فهمي يجيب

اغتيال صالح العاروري،
اغتيال صالح العاروري، فيتو

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الإستراتيجي إن أصداء التعامل مع استئناف سياسة الاغتيالات الإسرائيلية للقيادات الميدانية في حركة "حماس" و"حزب الله" تطرح جملة من التساؤلات المتوقعة في شأن اليوم التالي للمواجهة في ظل دور قائد وموجه لأجهزة المعلومات الإسرائيلية، التي تتجمع في إطار أشمل يعرف باسم مجمع "الموساد"، والتي يمكن أن يتنامى دورها خلال الفترة المقبلة، خصوصًا أن دور الـموساد تحديدًا بات مركزيًا في المهام الأمنية والاستخباراتية والسياسية بمشاركة رئيسه ديفيد بارنيع في المفاوضات مع الشركاء والوسطاء.

Advertisements

 

وأكد فهمي في تصريح لفيتو أن رئيس "الشاباك" بات عضوًا موجهًا ومؤثرًا في مجلس الحرب، إضافة لتنامي دور الاستخبارات العسكرية "أمان"، مما يؤكد أن مجمع الاستخبارات العام والمعروف باسم "موساد" سيكون له دور تصاعدي في مسار الأحداث، إضافة للتعامل مع جبهات المواجهة الراهنة، سواء في قطاع غزة أو لبنان أو في سوريا، مما سيمثل تحديًا حقيقيًّا للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية من جانب، ولقيادات الجيش وفي هيئة الأركان إضافة لقيادات التشكيلات.

 

سيناريو محتمل

وواصل حديثة قائلًا: "من الواضح أن استئناف سياسية الاغتيالات من أهم محاور التحرك الإسرائيلي الحاسم للتعامل مع الأخطار التي تحيط بالدولة، وقد نجح الموساد والشاباك وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" خلال الفترة الأخيرة في القيام بأعمال نوعية، سواء في إيران ولبنان، وهو ما يؤكد أن أجهزة المعلومات تعمل بمنأى عما يجري في الجيش الإسرائيلي، وأن رجالها تعمل في أجواء مختلفة سياسيًا وأمنيًا، خصوصًا مع نجاح الأجهزة في اصطياد رؤوس كبيرة في إطار حرب الظل التي تفضلها إسرائيل الأمنية على حساب إسرائيل السياسية، وهو ما يؤكد أيضًا أن استراتيجية أجهزة المعلومات تنطلق من حسابات مدروسة، وتقييمات واضحة وباتت تؤثر في صنع القرار، بل وتنفيذه مثلما جرى، أخيرًا، بإدخال رئيس الـموساد في قلب المفاوضات الراهنة مع مصر وقطر والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج أطراف المفاوضات السياسية، مما يدل على أن الـموساد بات يمارس دورًا سياسيًا لافتًا.

 

وتابع  أن الاستخبارات العسكرية "أمان" بات لديها تقييمات سياسية برزت في إطار الحرب الدائرة في غزة، كما دخل الـشاباك على خط التعامل في تقديم المقترحات الأمنية والاستخباراتية الخاصة بمستقبل القطاع، ما يؤكد أن دور أجهزة المعلومات بات مركزيًا في إسرائيل خلال الوقت الراهن يدل على أن دورها سيزيد وسيتنامى في إطار ما يجري من تحديد للمهام الكبرى التي تعمل إسرائيل على الوصول إليها، وهو ما تدركه تل أبيب وتعمل عليه.

 

واضاف:" اللافت أن حرب الظل التي تفضلها إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية غير مكلفة، وتحتاج فقط إلى خبرات وإمكانات، وهو ما يملكه جهاز الـموساد تحديدًا، الذي نجح في مهامه خلال الفترة الأخيرة بصورة واضحة، ووصل إلى قلب إيران وسوريا، وأخيرًا، في الضاحية الجنوبية في لبنان، التي تمثل معقلًا لـ"حزب الله"، مما يؤكد أن أجهزة المعلومات لديها قدراتها وإمكانات كبيرة للعمل، مما قد يؤدي إلى إنجاز أعمالها من دون خسائر حقيقية. ويؤكد أن استئناف سياسة الاغتيالات بالنسبة لإسرائيل مهمة واستراتيجية، وتتم في عدة سياقات حقيقية، أهمها أنها الأداة الأفضل والأنجح في التعامل مع القيادات الفلسطينية.

 

وقد سبق لإسرائيل اغتيال السياسي الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت، كما نفذت عملية فردان عام 1973 باغتيال ثلاث قيادات كبار هم محمد يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان، وكذلك اغتيال علي حسن سلامة الأمير الأحمر والقيادي في منظمة التحرير عام 1979، كما قامت بتصفية قيادات من الجهاد الإسلامي، ومنهم نضال المجذوب عام 2005 ومحمود نضال شقيقه، وغيرهم مما يؤكد أن استراتيجية الاغتيال واضحة ومهمة وتعتمد على النمط التكنولوجي والاختراق التقني بوسائل استخباراتية تحتاج إلى جمع مزيد من المعلومات والبيانات عن الهدف الرئيس وإطاره كذلك على التخطيط الجيد.

 

ومن ثم فإن تنفيذ الأهداف الرئيسة لعمليات الاغتيال تتم وفق منظومة صعبة، ولكن -وبنفس المنطق- تحتاج إلى مراحل مسبقة بالفعل وفي إطار مسلسل زمني محدد يركز على اصطياد الهدف من أعلى عبر مسيرة، ومن خلال طائرة تعمل من أعلى وعلى مساحة 20 ألف قدم وتطلق صواريخ من مسافات 10 كيلومترات.

في هذا الإطار، فإن الحكومة الإسرائيلية تتحرك في دائرة محددة، أهمها تحقيق نجاحات رئيسة بالاعتماد على أجهزة المعلومات في المقام الأول، سواء في مستوى العمليات العسكرية، أو من خلال الدور الاستخباراتي حيث من الواضح أن الاستخبارات العسكرية "أمان" تقدم كافة المعلومات والتقييمات للمواجهة في قطاع غزة ولبنان، وتعمل في مساحات كبيرة في العمق السوري، وعلى طول المناطق من العراق إلى لبنان، ومن سوريا إلى الحدود مع الأردن إضافة للضفة الغربية مما يتيح لـ"أمان" بتنفيذ مهام كبرى وتقديم خلاصات المعلومات للعمل والدخول في مناطق التماس بل وتعبيد الأرض لمواجهة ما يجري، خصوصًا أن الجهاز تعافى من الاتهامات التي تم توجيهها إلى قياداته بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي، والمطالبة بالتحقيق مع قياداته، وفي ظل ما يتردد بأن التحقيقيات ستتم بعد انتهاء الحرب في غزة، وهو أمر ليس له أساس من الصحة، فقيادات أجهزة المعلومات تعاملوا بمسؤولية كبيرة ودافعوا عن أمن الدولة، وتجاوزوا مرحلة الإخفاق، وتحركوا في إطار مراجعة سياسات مجمع "موساد لي" بأكمله وهو الذي يضم كل أجهزة المعلومات، ومن ثم فإن ما يجري يرتبط بالسعي إلى العمل في إطار حسابات كبرى.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية