رئيس التحرير
عصام كامل

احتفالات كرنفالية برام الله.. والقدس تودع روادها بعد أداء صلاة عيد الفطر

احتفال عيد الفطر
احتفال عيد الفطر فى رام الله - صورة أرشيفية

شهدت شوارع وميادين مدينتى رام الله والبيرة، وهما يعرفان بمركز الضفة الغربية وأشهر مدنها، أجواء احتفالات كرنفالية وزحام شديد باحتشاد الكثير من الاسر الفلسطينية بصحبة أطفالهم في ليلة غلبت عليها مشاعر الفرح والبهجة احتفالا باستقبال عيد الفطر المبارك وإمتدت هذه الاجواء حتى الساعات الاولى من صباح اليوم الخميس.

ففى مدينة رام الله، اجتمع الفلسطينيون الليلة الماضية في الميادين الرئيسية أو ما يسمونه "دوار" الساعة والمنارة والشوارع المحيطة بهما في مشهد مبهج زينه أطفال يحملون البالونات وانتشر باعة الحلوى الفلسطينية بألوانها الجميلة والمتنوعة وباعة المشروبات الرمضانية بزيهم التقليدى المميز. 

وأضاف لهذا المشهد بهجة تقديم مجموعات من فرق الكشافة الفلسطينية لعروض موسيقية بالات النفخ والالات النحاسية في شكل مسيرات متتالية جابت شوارع رام الله والبيرة وسط سعادة الجماهير التي اصطفت على جانبى الشوارع لمشاهدة الشباب والفتيات والاطفال الفلسطينيين في زى الكشافة المميز لكل فرقة على حدة.

وشارك في هذه الاستعراضات فرق كشفية من المسلمين والمسيحيين ليمثل رمزا للتآخى الإسلامي المسيحى ويؤكد على وحدة الشعب الفلسطينى في جميع المناسبات، كما جرى تنظيم مسابقات في المعلومات العامة للشباب وتوزيع الجوائز عليهم ابتهاجا بقدوم العيد.

وانتشرت في شوارع المدينة العربات الصغيرة التي تبيع الذرة الصفراء الحلوة وعربات بيع البالونات بالاشكال والشخصيات المختلفة المحببة للاطفال حيث حرص الأهالي على شراء منتجات ولعب الاطفال والبالونات لاضفاء الفرحة على أبنائهم وشهدت الاسواق برغم الأزمة الاقتصادية الكبيرة بالأراضي الفلسطينية إنتعاشا كبيرا لاستقبال العيد.

أما عن المشهد في مدينة القدس الاسيرة وبعد جولة في شوارع البلدة القديمة، فلوحظ أنه اقل بهجة من الاجواء التي كانت عليها المدينة في أيام وليالى رمضان والتي شهدت تدفق أفواج من البشر من كافة الأراضي الفلسطينية باستثناء قطاع غزة للصلاة والاحتفال بليالى شهر رمضان المبارك وخاصة في العشر الاواخر منه والتي شهدت تواجد أعداد كبيرة وغير مسبوقة من المصلين والمعتكفين من أبناء الضفة الغربية والذين لا يسمح لهم بدخول القدس الا في تلك الايام. 

وفى صباح ليلة العيد، احتضنت ساحات المسجد الاقصى أعدادا كبيرة من المصلين، ولوحظ وجود أعداد كبيرة للغاية من المسلمين الافارقة الذين ينتمون لعدة دول أفريقية.. وبسؤالهم عن كيف جاءوا إلى المسجد الاقصى؟ أجاب بعضهم أنهم هاجروا من بلادهم منذ عدة سنوات وجاءوا إلى إسرائيل للعثور على فرص عمل ندر وجودها في بلادهم. فمعظم يعمل بالمحال التجارية كعمال أو في الاشغال العامة أو قيادة سيارات الاجرة.

وقد بدأ الوافدون في قصد المسجد من قبيل بزوغ فجر يوم العيد حيث فتح المسجد أبوابه امام الرواد في الساعة الثالثة والنصف من فجر أول يوم عيد الفطر المبارك وحملت واجهة المصلى القبلى لافتات لتهنئة المصلين بحلول عيد الفطر المبارك. 

وعقب أداء صلاة العيد، انتشر الوافدون في كل أرجاء المسجد الاقصى وساحاته لالتقاط الصور التذكارية في جميع أركانه الجميلة تحت شمس القدس المشرقة مع ذويهم لتكون بمثابة ذكرى لهم تحثهم على شد الرحال للمسجد الاقصى المبارك أول قبلة للمسلمين أجمع كلما استطاعوا ذلك. 

وبدت أسواق القدس فارغة من روادها وأغلقت معظم المحال التجارية ابوابها، وإنخفض أعداد الباعة الجائلين الذين ملئوا اسوار القدس من داخلها وخارجها طوال الشهر المبارك لتعود المدينة المقدسة إلى عزلتها الشديدة وتعسرها التجارى الذي عانت منه بشدة قبل أيام الشهر الفضيل بسبب قيود وحصار الاحتلال الاسرائيلى المفروض عليها وعلى أماكنها المقدسة.

الجريدة الرسمية