رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد سلطان التلاوة.. أبرز المحطات في حياة الشيخ محمد محمود الطبلاوي.. رسب 9 مرات باختبارات الإذاعة.. قرأ القرآن في جوف الكعبة.. وتكريم خاص من شيخ الأزهر بعد رحيله

الشيخ محمد محمود
الشيخ محمد محمود الطبلاوي، فيتو

تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الـ89 لميلاد الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي، أحد عمالقة دولة التلاوة المصرية وسلطان التلاوة كما يلقبوه محبيه، حيث استطاع أن يحجز له مكانة خاصة في قلوب المصريين وغيرهم من بلدان العالم العربي والإسلامي. 

 

نشأة الشيخ الطبلاوي 

ولد الشيخ الطبلاوي في 14 نوفمبر من العام 1934، في منطقة ميت عقبة التابعة لمحافظة الجيزة، وتعود أصوله إلى قرية صفط جدام التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية.

تميزت منطقة ميت عقبه في عام 1934 بانتشار الكتاتيب والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم، فعرف الشيخ الجليل طريقه إلى القرآن وهو في الرابعة من عمره فأتم حفظه وتجويده وهو في العاشرة من عمره.

Advertisements

حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في العاشرة من عمره، وبدأ في تلاوته وهو في الثانية عشرة، ثم ذاع صيته وهو في السادسة عشرة من عمره، حتى أصبح القارئ المفضل لدى كثير من العائلات الكبرى، ومنافسًا لمشاهير القراء.

تحقيق دعوة والده

 سمع الشيخ الجليل الطبلاوي والده وهو يتضرع إلى السماء سائلًا المولى عز وجل أن يهب ولده لحفظ القرآن وأن يكون من أهل القرآن ورجال الدين فأقسم على تحقيق حلم والده، واستجاب المولى لدعاء والده.

وقال الطبلاوي في ذلك: "رزق والدي بمولوده الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها، ليس لأنه رزق ولدًا فقط وإنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم".

بعد ذلك بدأ صيت الشيخ الطبلاوي يزيد، فقرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين، واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية، وأصبح القارىء المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته للقراءة شوقًا للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحة بقوة.

التحاق الشيخ الطبلاوي بالإذاعة 

شق الشيخ الطبلاوى طريق التلاوة بصعوبة حيث رسب 9 مرات في امتحان التلاوة بالإذاعة، وفي العاشرة دعا ضاحكا "يا بركة دعاء الوالدين، يا رب اكفني شر هذه اللجنة"، فسمعه أعضاء لجنة الامتحان من خلال المكبر المفتوح دون قصد، فضحكوا وأدخلوه للامتحان ليفاجأ بنجاحه في المرة العاشرة.

ووقعت نقطة التحول الرئيسية للشيخ الطبلاوى باعتماده في الإذاعة المصرية عام 1970م، وهناك سجل الشيخ المصحف المرتل والمجود والمعلم، وفي حواراته المتعددة للصحف كان الطبلاوي يؤكد أن "الإذاعة لها فضل كبير على أهل القرآن".

قارئ الجامع الأزهر 


تحقق حلم الشيخ الطبلاوى الذي راوده سنوات منذ بدأ القراءة، حين اختير من قبل وزارة الأوقاف قارئا بالجامع الأزهر الشريف فى منتصف السبعينات، بعد رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل

 

شهرة الشيخ الطبلاوي

امتدت مسيرة الشيخ محمد محمود الطبلاوي في تلاوة القرآن الكريم، نحو 50 عاما زار خلالها أكثر من 80 دولة حول العالم  محكما لكثير من المسابقات الدولية لحفظة القرآن من كل دول العالم، حصل على وسام من لبنان في الاحتفال بليلة القدر تقديرًا لجهوده في خدمة القرآن الكريم.


حيث وصلت عالميته في القراءة لدرجة أن مسؤولين إيطاليين  وجهوا له دعوة عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة روما لأول مرة، أمام أعداد ضخمة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية بالعاصمة الإيطالية وبالفعل سافر الى إيطاليا وقرأ أمام جماهير كثيرة واعجب به بابا الفاتيكان ودعا الى لقائه

تميز شخصية الطبلاوي 


يتحدث القارئ الشيخ محمود الطبلاوى في مجلة آخر ساعة عام 1990 فيقول: "منذ نشأتي كقارئ للقرآن الكريم في المناسبات، كنت شديد الحرص على الاستقلال والتميز بشخصيتي وطريقتي دون تقليد أحد، وهذا النجاح لم يأتني بين ليلة وضحاها. ولكنه جاءني بالكفاح والعرق وبذل الجهد، لم أضع المال حاجزا بيني وبين الهدف الذي تتوق إليه نفسي وهو الوصول إلى القمة في مجال تلاوة القرآن الكريم، فقد قبلت السهر في شهر رمضان المبارك بثلاثة جنيهات فقط ولكنها كانت كثيرة جدا بالنسبة لي ".

وأضاف:"الحمد لله لقد أكرمني المولى جل شأنه بأن مكنني من تسجيل القرآن الكريم كاملًا مرتين مجودا ومرتلا وهذا هو الرصيد الوحيد الذي أعتز به وهو الثروة الحقيقية التي من الله بها علي في الدنيا والآخرة، وقد سجلته مرة مجودا على 75 ساعة ومرة أخرى مرتلا على 33 ساعة.

قراءة الطبلاوي في جوف الكعبة 

ويعتز الشيخ الطبلاوي كثيرًا بقراءته القرآن في جوف الكعبة لدى مشاركته في غسيلها بحضور العاهل السعودي الراحل الملك "خالد"، ويعتبره- مع قراءة القرآن في الحرم النبوي والمسجد الأقصى- من أهم المحطات في حياته، والتي يعتز بها كثيرًا ولا يمكن أنْ تُزال من ذكراته، بل إنَّه لا يمل من تذكير أحفاده بها وتلاميذه ومحبيه.

حياة الشيخ الطبلاوي الشخصية

تزوج 3 مرات، وأنجب 13 من الذكور و5 فتيات، ومنهم نجله محمد الذي ورث صوته العذب.

 

وفاة الشيخ الطبلاوي 

 توفي الشيخ الطبلاوي  في 5 مايو عام  2020، عن عمر ناهز 86 عاما، في واحد من أفضل الشهور وهو شهر رمضان أثناء إفطار اليوم الثاني عشر من رمضان.

مكانة فى قلوب المسلمين 


وقد وصفه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عند رحيله بأن الطبلاوى سيظل يحتل مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين، وسيظل صوته العذب يقصده المسلمون للتدبر في آيات الذكر الحكيم، ويبقى الشيخ الطبلاوي علامة بارزة في تاريخ الترتيل والتلاوة في التاريخ الحديث، كما وافق على إطلاق اسم الطبلاوى على المعهد الأزهري بمدينة تلا بالمنوفية تخليدا لذكراه..

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية