رئيس التحرير
عصام كامل

بعد شهر من الحرب الإسرائيلية.. فخ الهدنة.. خطة إسرائيلية أمريكية لتسوية القطاع على نار هادئة

غزة، فيتو
غزة، فيتو

يرغب العالم والرأى العالم الدولى فى وقف الحرب الجنونية على الأبرياء فى غزة، البعض يذهب إلى ضرورة عمل هدنة إنسانية على الأقل لإنقاذ الضحايا وإدخال المزيد من المساعدات وإعطاء الفرصة لالتقاط الأنفاس وتبريد المشاعر، ربما يسهم ذلك فى التدخل الدولى ووقف الصراع العسكرى.

ومع ذلك فى خلفية المشهد يحذر الخبراء من الجانب الخفى فى هذه المطالبات، إذ قد توظف الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلى الهدنة القصيرة لصالح أجندة ومخططات سيئة النية تجاه القطاع وأهله.

وقال الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور معتز سلامة، إن الأمر سيتوقف على طبيعة الهدنة والهدف منها ومدتها، مشيرا إلى أنه إذا كانت الهدنة لساعات أو يوم أو يومين كما يتردد ستختلف عن الأسبوع أو الشهر.

وأضاف سلامة: “كلما طالت مدة الهدنة زادت قدرتها على الصمود والتجدد فيما بعد، بشكل أفضل وأقوى، وتصب فى صالح الجانب الفلسطينى، أما إذا كانت الهدنة ليوم واحد، فهذا يعنى أن أطراف الصراع سيبقون فى «مزاج الحرب» خصوصا دولة الاحتلال التى لن يتغير موقفها الثأرى والانتقامى المتحفز للقتال.

وأضاف: الجنون الإسرائيلى الراهن واستمرار مسلسل قتل المدنيين هو التفكير السائد والمسيطر على المشهد، والهدنة الطويلة قد تعطى فرصة أكبر لتغيير القناعات وإعطاء الأطراف الدولية والعربية فرصة لمحاولة إحداث تغيير.

واستكمل سلامة حديثه: وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن خلال اجتماع فى عمان أكد أن إسرائيل رفضت اقتراحات الهدنة الإنسانية القصيرة ورفضتها لوقف إطلاق النار، مدعية أن الوقف سيعطى فرصة لحماس من أجل إعادة تنظيم صفوفها وشن هجوم جديد مماثل لطوفان الأقصى.

وأضاف: “بلينكن يريد خدمة إسرائيل والموقف الإسرائيلى، وما زال يتبنى وجهة نظرهم وأن من حقهم بل ومن واجبهم الدفاع عن أنفسهم، لافتا إلى أن الدبلوماسى الأمريكى لا يؤمن بوقف القتال الآن فى غزة، ويعطى المبرر الكامل للجانب الإسرائيلى للاستمرار فى مساره الراهن”.

وأشار الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجى إلى أن الولايات المتحدة تحاول نزع ورقة مهمة جدا فى يد حماس وهى الأسري”، مؤكدا أنهم فور إخراجهم ستزداد شراهة ووحشية إسرائيل بعد تحررها من ملف الأسرى على الأقل، ما يعطيها الفرصة لإشباع غريزة الانتقام أكثر، معربا عن تخوفه من تنفيذ الهدنة القصيرة مقابل إخراج الأسرى من غزة لهذا السبب.

وأوضح أن إسرائيل تحتاج فرصة لإعادة ترتيب أوراقها عسكريا وميدانيا خاصة أنها فى الأيام الأولى من التوغل البرى داخل قطاع غزة تكبدت العديد من الخسائر، وتنفيذ هدنة قصيرة سيساعد الاحتلال فى إعادة النظر حول دقة المعلومات الاستخباراتية ودراسة نتائج الأيام الأولى من التوغل، بالإضافة لتغيير الخطط واستيعاب ما جرى، ولكن الهدنة القصيرة لن تضيف كثيرًا لحماس باستثناء تبييض وجهها أمام الرأى العام العالمى.

واستطرد الخبير فى مركز الأهرام للدراسات: “بخصوص الموقف العربى فهو يختلف من دولة لأخرى ويمتلك جميعهم أوراق ضغط متعددة، فهناك دول تستطيع الضغط بورقة التطبيع السياسى، وهناك دول لديها سفراء وممثلين لدى إسرائيل وتستطيع اتخاذ خطوات معنية بتقليص العلاقات مع الاحتلال”، لافتا إلى أن الجانب العربى يطرح الهدف الأقصى فى تحركاته وهو المطالبة بوقف إطلاق نار فى غزة.

واستكمل: “إذا تمكنت إسرائيل من حرق ورقة المقاومة والقضاء عليها، ستنهار القضية الفلسطينية بأكملها، ولن يكون هناك ضغوط عسكرية، وسيخضع الأمر بأكمله إلى شروط الاحتلال، موضحا أن الجانب العربى يريد وقف الأمور عند هذا المستوى بحيث يكون هناك تعادل فى المواقف، بما يسمح للجانب الفلسطينى باستمرار النضال من أجل قضيته دون تصفيتها بالكامل”.

ودعا الخبير فى مركز الأهرام للدراسات إلى إعداد مؤتمر سلام دولى يروج لتعهدات متوازنة برعاية وضمانة دولية وإقليمية وعربية كشرط أساسى قبل إخراج الرهائن.

من جانبه، قال اللواء محمد الشهاوى مستشار كلية القادة والأركان والخبير العسكرى والاستراتيجى، أن الولايات المتحدة والدول الغربية لديهم انحياز مطلق إلى دولة الاحتلال الإسرائيلى، ولا يريدون تنفيذ وقف إطلاق نار فى غزة حتى ينتهى الكيان المحتل من تدمير حماس سواء على المستوى العسكرى أو المستوى السياسى.

واستكمل الخبير العسكرى حديثه: “مصر والدول العربية يرغبون فى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات إلى المدنيين”، لافتا إلى أن هناك اتجاه قوى للغاية نحو الحلول السياسية والدبلوماسية المتمثلة فى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: “تم الاتفاق ودراسة وقف إطلاق النار فى غزة وليس تنفيذ هدنة قصيرة أثناء لقاء وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن مع سبعة من وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماع عمان فى الأردن، مشيرا إلى كل ما تقوم به دولة الاحتلال حاليا من تكثيف القصف والعدوان على غزة واستهداف المدنيين والأطفال يأتى فى إطار محاولات الضغط على قادة حماس من أجل الإفراج عن أسراها الموجودين داخل قطاع غزة.

وشدد الخبير العسكرى والاستراتيجى بأن ورقة المفاوضات بشأن الأسرى ستكون منحة فى هذه المحنة، وستؤدى إلى تبييض السجون الإسرائيلية من المسجونين الفلسطينيين، كما ستساعد فى ملف الحل السياسى والسلمى للقضية الفلسطينية والمتمثل فى حل الدولتين.

من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا حسن، إن وزير الخارجية الأمريكى كان واضحا، ولم يترك مجالا للتحليلات، وقالها صراحة إنه لن يكون هناك عملية وقف إطلاق للنيران فى قطاع غزة، مدعيا أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يعطى فرصة لحماس مستقبلا فى القيام بعملية جديدة مماثلة لطوفان الأقصى.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: “رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لتدمير قطاع غزة من شدة إحباطه بسبب الإخفاقات العسكرية أو السياسية، وما لم يتم وقف القتال والدخول فى مفاوضات لتبادل الاسرى والإفراج عن الرهائن ستستمر إسرائيل تدمر فى غزة”.

واستكمل: ما ينُفذ فى غزة حاليا هو خطة أمريكية إسرائيلية، مستشهدا بحضور ممثلين عن الإدارة الأمريكية فى اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلى، لافتا إلى أن اجتماع عمان شهد اختلافا كبير بين بلينكن والوزراء العرب بشأن عددًا من الملفات أبرزها عملية وقف إطلاق النار فى غزة.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الهدنة القصيرة ستؤدى إلى أمرين، إدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية والغذائية خصوصا الوقود الذى يعد مهم جدا لعمل أغلب المرافق الأساسية مثل المستشفيات ومحطات تحلية المياه، والثانى التقاط حماس لأنفاسها من ناحية ووقف جنون إسرائيل من ناحية أخرى.

واختتم رخا حسن حديثه مؤكدا أن الضغط الاقتصادى على إسرائيل، وسخط الرأى العام العالمى المناهض لعدوانها الغاشم على قطاع غزة والمظاهرات المنددة بسياساتها وجرائمها داخل غزة فى مختلف أنحاء العالم، كلها أسباب نتمنى أن تصل إلى نتيجة تلزم إسرائيل بهدنة أو وقف لإطلاق النار.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية
عاجل