رئيس التحرير
عصام كامل

غزة.. هولوكوست

تخيل أنك في موقف تضطر فيه إلى كتابة اسم إبنتك أو زوجتك أو أمك على ذراعها أو قدمها حتى تتمكن من التعرف على أشلائهم أو ما تبقي منهم، ذلك هو الرعب بعينه، إلى أين نحن ذاهبون؟ أهى نهاية الزمان؟!


هل أحسست يوما أنك تتمنى أن ينتهى هذا الزمان، وتنتهى هذه الحقبة اللعينة الملطخة بدماء الأبرياء والأطفال، المليئة بإزدواجية المعايير والغطرسة لمن يدعون أنهم حماة حقوق الانسان والديمقراطية وحقوق الطفل.. اللعنة عليكم في كل ثانية أيها الكاذبون.


لو نظرنا إلى الأيام الماضية لرأينا أن جميع جرائم الحرب ترتكب بدم بارد في غزة، ويبدو أن المحكمة الدولية في عطلة ضمير، عمياء عما يجرى من جرائم حرب في غزة.. الحق والأرض عائدون لا محالة ولله حكمة في كل ما يحدث، ولا يعلمها إلا هو، ولكن الزمان علمنا أن ثمن الحرية غال ودماء الأبرياء والمقاتلين هى الثمن.


كما أن للأمان الذى يشعر به المدنيون الذين تنهار منازلهم فوقهم ثمنا أيضا، فهل تخيلت يوما شعورهم؟ هل وضعت نفسك مكانهم وشعرت بما يشعرون به؟

 

خوف وقلق

فكل منكوبي الحروب والذين يعيشون في حالة حرب يجتاحهم شعور مميت بالخوف وعدم الأمان، نهياك عن الجوع والعطش، ولك أن تتخيل أنه في كل ثانية تشعر أن منزلك الذى هو مصدر الأمان والراحة لك ربما يكون الدور عليه في القصف! فكيف لك أن تنام! وأنت تشعر بالخوف أن أقرب الناس لك فى هذه الحياة قد تجدهم تحت الأنقاض بن ثانية وأخرى، ولا تعلم حتى إذا كانوا على قيد الحياة أم لا؟! 

 

نحن نرى الفلسطينيين الآن ورغم كل هذا لديهم إيمان وصبر، لا أعتقد أن أحدا من الشعوب الأخرى يتمتع به، فالفلسطينيون لديهم إيمان برجوع الأرض مرة ثانية إليهم، ولو نظرت إلى أعينهم المليئة حسرة على أرضهم وأهلهم ومنازلهم ولوجدت داخل تلك الحسرة قوة غريبة مصدرها إيمان قوى بالله ويقين بالنصر مهما طال الزمان.. ومهما دفعوا من أرواحهم.

 


هؤلاء هم الفلسطينيون.. والعظيم في الأمر أن الشعب الفلسطيني يرى أنهم عائلة واحدة، يتعاملون مع الطفل الذى يفقد أهله في القصف على إنهم أهله ولا يتركوه.. لأن أطفال فلسطين هم الأمل وهم الذين يرثون الأرض التى سوف يتم تحريرها، ولتكون تلك الأرض المقدسة مقبرة للنازيين الجدد الذين جاءوا إليها من شتات الأرض.. لقد أحرقهم هتلر، فخرجوا من المحرقة ليحرقوا الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا.

الجريدة الرسمية