رئيس التحرير
عصام كامل

هل نفدت أوراق الضغط العربية أمام وحشية إسرائيل؟

يومًا بعد الآخر ينكشف الوجه القبيح لقادة الغرب الذين يدعمون بلا حدود ما تفعله إسرائيل في كل لحظة من قتل وتجويع وعقاب جماعي لأهلنا في غزة، وهو ما يجد رفضًا شعبيًا في الغرب نفسه.. ويكشف ضعف وغياب الأنظمة العربية وتقاعسهم للأسف وهو ما لن يغفره التاريخ لهم.


ما يفعله هؤلاء قادة الغرب يعيدنا للوراء عقودًا شهدت استنزافًا لشعوب المنطقة التي تكالب عليها ذلك الغرب الاستعماري الذي استباح سرقة مقدرات الدول المستضعفة ثم يدّعى المدنية والتحضر وهو وجه قبيح للنفعية والظلم وامتهان القيم الإنسانية الرفيعة.  

Advertisements


ولا يخفى على أحد أن إسرائيل صنيعة هذا الغرب الذي حين شعر بتهديد حقيقي لها تبارى قادته لزيارتها وفتح مخازن السلاح لها، وإعلان الاصطفاف معها في خندق واحد ضد حركة تحرر ومقاومة محدودة الإمكانيات تحاول الدفاع عن حق شعبها في الحياة بشهادة الأمم المتحدة ذاتها..

جرائم الكيان المحتل

إسرائيل لا ترى حقوقًا للفلسطينيين في أرضهم.. وظنى لو أن هناك رغبة حقيقية من الغرب وربيبته إسرائيل في التعايش وقبول الاختلاف الإيجابي بين البشر في منطقتنا المنكوبة بهذا الكيان المحتل ما شهدنا ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية من جرائم وحشية في حق الفلسطينيين دون أن يطرف جفن لهذا الغرب الكذوب؛ ذلك أن لهذا التعايش شروطًا لابد أن يتحقق حتى تمضى الحياة في توافق وانسجام وتسامح بين البشر حتى ولو كانوا مختلفين دينًا أو عرقًا أو لغة أو فكرًا.


إسرائيل دولة تغتصب ليس حقوق أهل فلسطين وحدهم بل العرب كلهم وتعلم أطفالها في المدارس أن حدود دولتها الطبيعية من النيل للفرات.. ولا يؤمن قادتها ولا حتى شعبها بقاعدة ذهبية للتعايش وهى: أن الحياة تتسع لي أنا وأنت وغيرنا.. أو كما  يقول المثل الإنجليزي "دعه يعيش. دعه يمر".


إصرار إسرائيل على شن غارات همجية مستمرة على قطاع غزة مع قطع كل أسباب الحياة عن أهلنا هناك، والتهديد باجتياح بري سوف يفاقم المأساة الإنسانية في القطاع الذي باتت مستشفياته قبورًا جماعية بعد قطع الكهرباء عنها ونفاد الوقود والمستلزمات الطبية وضآلة ما يدخل من شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح من جانب مصر.. دفع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن يقول بوضوح: لن يرحم التاريخ كل من تخاذلوا في الدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء.


ما يجري في غزة سيكون له ما بعده؛ فالنظام العالمي سقط فعليًا ولم يعد لمجلس الأمن فائدة بعد فشله في وقف إطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية لإنقاذ حياة أكثر من مليوني شخص باتوا رهينة القتل والجوع والحصار.. حتى باتت المنطقة ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات..

 

 

فماذا ينتظر الغرب حتى يوقف مذابح إسرائيل في حق أهلنا في غزة.. ولماذا لا يتخذ العرب موقفًا جماعيًا أكثر حسمًا ولو حتى بالتهديد بوقف إمدادات الوقود عن الغرب مع دخول فصل الشتاء.. أم نفدت أوراق الضغط العربية في مواجهة وحشية إسرائيل؟! وللحديث بقية!!

الجريدة الرسمية