خبراء: المقترح الأمريكي بأحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها يكشف سوأة الغرب المتشدق بحقوق الإنسان

أثار اقتراح الولايات المتحدة، السبت  الماضي، بتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ويطالب إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية ويصفها بـ "الميليشيات والجماعات الإرهابية" ويدعي أنها تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة، غضب الساسة والخبراء المصريين.

واعتبر الخبراء، أن المشروع بمثابة سقوط للقناع الأمريكي الزائف الذي يكيل الأمور بمكيالين، مشيرين إلى أن هذا الأمر ليس جديد على السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل على طول الخط، فيما ترتكبه من مجازر وانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني.

في هذا الصدد، قال السفير جمال بيومي الخبير الاستراتيجى: إن مشروع الولايات المتحدة المقترح يوم السبت الماضي، يثير الدهشة والاستغراب من أن تعتبر دولة ترتكب جرائم حرب ضد المدنيين في غزة بأنها تدافع عن نفسها، والأغرب من ذلك أن تطالب بوقف دعم المقاومة الفلسطينية التي هي في حالة دفاع شرعي عن أرضها ونفسها، متابعا: أمريكا تقلب الحقائق وكان الأولى بها أن تتوقف عن إمداد إسرائيل بالسلاح لقتل الفلسطينيين المدنيين العزل.

وتابع بيومي: إن الحقيقة الثابتة التي يدركها القاصي والداني، أن اسرائيل كيان غير شرعي، تعدى على الأراضي الفلسطينية دون سند من القانون، وإن والموقف الأمريكي والأوربي أزاح الستار عن القناع الذي يتخفون وراءه بحقوق الإنسان، بعد أن منحوا إسرائيل رخصة للقتل دون عقاب، ويريدون منع الفلسطينيين من الدفاع عن أنفسهم، وهذا افتراء على القانون الدولي الذي أعطى الشعوب حق الدفاع عن أنفسهم ضد المحتل.

وأضاف: يجب على الدول العربية مواصلة الدعم للصمود الفلسطيني وعلى حماس الدخول في المنظومة الفلسطينية التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية لتوحيد الصف وبقاء الشعب الفلسطيني على أرضه في مواجهة محاولات التهجير القسري، خاصة وأن كافة السيناريوهات مفتوحة وأمر الاجتياح البري وارد وإن كانت إسرائيل لا تفضل المواجهة البرية لأنها ستسبب لها خسائر فادحة وهذا ما حدث لهم في حرب أكتوبر 1973".

وبدوره، قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري: إن اقتراح الولايات المتحدة أمر لا يثير الاستغراب من الجانب الأمريكي الذي كشف عن وجهه الحقيقي في دعم إسرائيل ومعها توابعها من حلف الناتو وأصحاب التقاليد الاستعمارية، ليس هذا فحسب وإنما بعض النظم التابعة لها  متجاوزة قواعد القانون الدولي والقوانين الإنسانية.

وأكد في تصريح لـ فيتو، أن الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت كل حدود اللياقة وتفرض نفسها كشرطى للعالم يضع القواعد ويجبر العالم على الالتزام بها لكن إيران لن تتوقف عن دعم المقاومة خاصة وأنها عانت أيضا من الحصار لفترات طويلة فضلا عن أن وصف حماس وحزب الله من جانب أمريكا بأنها ميلشيات إرهابية فهذا موقف أرعن من جانب أمريكا لأن تصفية المقاومة لن يقضي على القضية الفلسطينية.

وتابع: الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل قضى على شيء اسمه الشرعية الدولية وأصبح هناك واقع آخر تفرضه الدولة صاحبة القوة دون الالتزام بعدالة أو قواعد للقانون الدولي وهذا هو الخطر الأكبر لأن هذا سيحول العالم إلى غابة لكن علينا أن ندرك أن عالم القطب الأوحد انتهى وهناك قوى أخرى مثل روسيا ومثل الصين.

ورأى الدكتور محمد الشيمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن اقتراح الولايات أمر عادي، ويمكن لأي دولة من الدول الأعضاء تقديم أي مقترح، وهذا لا يعني الموافقة عليه من الدول التي تملك حق الاعتراض خاصة روسيا والصين.

وأكد في تصريح لـ “فيتو”، أن هناك حقيقة ثابتة يجب الاعتراف بها وهي أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية داعمة بشكل مستمر لإسرائيل حتى في أوقات ارتكاب مجازر ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي مثل هذه المقتراحات استهلاكية الغرض منها كسب الوقت وتحقيق مجموعة من على رأسها اعطاء الفرصة لإسرائيل لتحقيق أهداف على أرض الواقع في فلسطين وهذا الأمر يثبت وضعا مأساويا لما يمارس ضد الشعب الفلسطيني من جرائم حرب إسرائيلية تحت المظلة الأمريكية.

وتابع الموقف الأمريكي أشبه بتأشيرة مرور أو رخصة لإسرائيل لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وهنا تعمل إسرائيل على استخدام الآلة الإعلامية باعتبارها جزء من الاستراتيجية الأمريكية من خلال محاولة تحييد روسيا لعدم التدخل في الأزمة.

الاقتراح الأمريكي في مجلس الأمن 

وكانت رويترز قد ذكرت، أن الولايات المتحدة اقترحت يوم السبت الماضي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ويطالب إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة إلى "الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة".

ويدعو مشروع القرار، الذي اطلعت عليه رويترز، إلى حماية المدنيين بمن فيهم أولئك الذين يحاولون النجاة بأنفسهم وتشير إلى أن الدول يجب أن تلتزم بالقانون الدولي عند الرد على "الهجمات الإرهابية" كما يحث على دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل "مستمر وكاف ودون أي عوائق".

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم طرح مشروع القرار للتصويت أو متى. وتتطلب الموافقة على القرار تأييد تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).

وتأتي هذه الخطوة من جانب الولايات المتحدة بعد أن استخدمت حق النقض ضد نص صاغته البرازيل يوم الأربعاء كان يدعو إلى هدنة إنسانية في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، للسماح بدخول المساعدات إلى غزة.

ولا يدعو مشروع القرار الأمريكي إلى أي وقف أو هدنة في القتال. ويدعو جميع الدول إلى الحيلولة دون "اتساع رقعة العنف في غزة أو الامتداد إلى مناطق أخرى في المنطقة وذلك من خلال مطالبة حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى بالوقف الفوري لجميع الهجمات".

ويطالب مشروع القرار الأمريكي إيران بوقف تصدير الأسلحة إلى الجماعات التي تهدد السلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة ومنها حماس. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلب للتعليق.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.