رئيس التحرير
عصام كامل

بزنس‭ ‬نقل‭ ‬الأجنة، د‭. ‬أحمد‭ ‬كريمة‭:‬ تأجير‭ ‬البويضات‭ ‬والأرحام ‭ ‬‮«‬زنا‮»‬، عالم‭ ‬بالأزهر:‭ ‬قبول‭ ‬الزوج‭ ‬لتبادل‭ ‬البويضات‭ ‬يوقعه‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬‮ «الديوث‮»‬

نقل الأجنة، فيتو
نقل الأجنة، فيتو

اهتمت‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالأنساب‭ ‬وحفظها،‭ ‬ووضعت‭ ‬لها‭ ‬قواعد‭ ‬وقوانين‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬اختلاطها‭ ‬أو‭ ‬تدنسها،‭ ‬حيث‭ ‬احتاط‭ ‬الشرع‭ ‬الشريف‭ ‬لذلك،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأهمية‭ ‬حفظ‭ ‬الأنساب‭ ‬وأثره‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬ورقيها،‭ ‬فشرع‭ ‬الله‭ ‬الزواج‭ ‬وجعل‭ ‬بمنزلة‭ ‬الميثاق‭ ‬الغليظ‭ ‬الذى‭ ‬يحكم‭ ‬حياة‭ ‬الفرد‭ ‬وزوجته،‭ ‬كما‭ ‬شرع‭ ‬الله‭ ‬العدة‭ ‬للزوجة‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬طلاقها‭ ‬أو‭ ‬وفاة‭ ‬زوجها‭ ‬عنها،‭ ‬كما‭ ‬حرم‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬‮«‬الزنا‮»‬‭ ‬وجعل‭ ‬عقابه‭ ‬شديدًا،‭ ‬وأمر‭ ‬بألا‭ ‬نمس‭ ‬هذه‭ ‬الباب‭ ‬نظرًا‭ ‬لخطورته‭ ‬وبشاعة‭ ‬جرمه،‭ ‬وهى‭ ‬كلها‭ ‬إجراءات‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سلامة‭ ‬الأنساب‭ ‬وحفظها‭ ‬أمر‭ ‬مقدم‭ ‬فى‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

Advertisements


‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬بدورها‭ ‬فتحت‭ ‬نقاشا‭ ‬مطولًا‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬حول‭ ‬تحذير‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬اختلاط‭ ‬الأنساب‭ ‬عبر‭ ‬الأبواب‭ ‬الخلفية‭ ‬التى‭ ‬تتم‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬الأجنة‭ ‬أو‭ ‬تأجير‭ ‬البويضات،‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬حكم‭ ‬الشرع‭ ‬فى‭ ‬المراكز‭ ‬التى‭ ‬تسهل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬وموقف‭ ‬الشرع‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭ ‬الذين‭ ‬يقبلون‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬زوجاتهم‭.‬


من‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬كريمة،‭ ‬أستاذ‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬أن‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬قال‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬العزيز‭: {‬إِنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يُحِبُّونَ‭ ‬أَن‭ ‬تَشِيعَ‭ ‬الْفَاحِشَةُ‭ ‬فِى‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬لَهُمْ‭ ‬عَذَابٌ‭ ‬أَلِيمٌ‭ ‬فِى‭ ‬الدُّنْيَا‭ ‬وَالْآخِرَةِ‭ ‬وَاللَّهُ‭ ‬يَعْلَمُ‭ ‬وَأَنتُمْ‭ ‬لَا‭ ‬تَعْلَمُونَ‭}‬،‭ ‬وقال‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬أيما‭ ‬امرأة‭ ‬أدخلت‭ ‬على‭ ‬قوم‭ ‬من‭ ‬ليس‭ ‬منهم‭ ‬فليست‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬شيء،‭ ‬ولن‭ ‬يدخلها‭ ‬الله‭ ‬جنته‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬شرعًا‭ ‬أن‭ ‬النسب‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬يحتاط‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحتاط‭ ‬لغيره،‭ ‬وفى‭ ‬المستجدات‭ ‬المعاصرة‭ ‬مما‭ ‬يعرف‭ ‬بتجميد‭ ‬البويضات‭ ‬أو‭ ‬تأجير‭ ‬الأرحام،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالأم‭ ‬العازبة،‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬بويضة‭ ‬مخصبة‭ ‬إلى‭ ‬رحم‭ ‬امرأة‭ ‬أخرى،‭ ‬فكل‭ ‬هذا‭ ‬محرم‭ ‬ومجرم،‭ ‬سواء‭ ‬الشخص‭ ‬المباشر‭ ‬لذلك‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬فيه‭ ‬فهم‭ ‬فى‭ ‬الجرم‭ ‬سواء‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬تأجير‭ ‬الأرحام‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬البويضات‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فى‭ ‬حقيقته‭ ‬ارتكاب‭ ‬الزنا‭ ‬فهو‭ ‬فى‭ ‬معنى‭ ‬‮«‬الزنا‮»‬،‭ ‬فيأخذ‭ ‬معنى‭ ‬جرم‭ ‬الزنا،‭ ‬ولذلك‭ ‬أحاطت‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بتدابير‭ ‬وقائية‭ ‬احترازية،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أن‭ ‬النسب‭ ‬لا‭ ‬يثبت‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬زوجية‭ ‬صحيحة،‭ ‬قال‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬الولد‭ ‬للفراش‮»‬،‭ ‬ولأجل‭ ‬ذلك‭ ‬جعلت‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العدة‭ ‬للمرأة‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬الطلاق‭ ‬أو‭ ‬وفاة‭ ‬زوجها،‭ ‬وجعلت‭ ‬مدة‭ ‬زمنية‭ ‬لإمكانية‭ ‬الحمل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القلة‭ ‬أو‭ ‬الكثرة،‭ ‬ولأجل‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬حذر‭ ‬كما‭ ‬فى‭ ‬الحديث،‭ ‬فإن‭ ‬أى‭ ‬امرأة‭ ‬احتالت‭ ‬بأى‭ ‬طريق‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬الاحتيال‭ ‬وأدخلت‭ ‬على‭ ‬قوم‭ ‬من‭ ‬ليس‭ ‬منهم‭ ‬حرم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليها‭ ‬الجنة‭. ‬كما‭ ‬قال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬وأيما‭ ‬رجل‭ ‬جحد‭ ‬ولده‭ -‬أى‭ ‬أنكره‭- ‬وهو‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬احتجب‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬منه‭ ‬يوم‭ ‬القيامة،‭ ‬وفضحه‭ ‬على‭ ‬رءوس‭ ‬الخلائق‮»‬‭.‬


وأضاف‭ ‬‮«‬كريمة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬لجوء‭ ‬معدومى‭ ‬الضمير‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬صفاتهم‭ ‬أو‭ ‬أعمالهم‭ ‬ومهنهم‭ ‬بهذه‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالنسب‭ ‬فإنهم‭ ‬يستحقون‭ ‬أقصى‭ ‬العقوبات‭ ‬بواسطة‭ ‬القضاء،‭ ‬لأنهم‭ ‬مفسدون‭ ‬فى‭ ‬الأرض،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: {‬والله‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬الفساد‭}‬،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬الزوج‭ ‬إذا‭ ‬قبل‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الاحتيالية،‭ ‬فهو‭ ‬قد‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬الديوث‮»‬‭ ‬لأنه‭ ‬يرعى‭ ‬العيب‭ ‬يقينًا‭ ‬على‭ ‬زوجته‭ ‬ويسكت‭ ‬والجنة‭ ‬محرمة‭ ‬على‭ ‬الديوث‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬الأحاديث،‭ ‬وطالب‭ ‬‮«‬كريمة‮»‬‭ ‬بتغليظ‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المتسبب‭ ‬والمباشر‭ ‬فى‭ ‬جرائم‭ ‬الإخلال‭ ‬بالنسب‭.‬


فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬قابيل،‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬اهتم‭ ‬بحفظ‭ ‬النسل‭ ‬والنسب،‭ ‬وجعله‭ ‬من‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الخمس،‭ ‬وهى‭: ‬‮«‬حفظ‭ ‬الدين‭ ‬وحفظ‭ ‬المال‭ ‬وحفظ‭ ‬النفس‭ ‬وحفظ‭ ‬النسل‭ ‬وحفظ‭ ‬العقل‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬لحفظ‭ ‬النسب‭ ‬منها،‭ ‬تحريم‭ ‬الزنا‭ ‬والعقاب‭ ‬عليه،‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬المهلكات‭ ‬ومن‭ ‬كبائر‭ ‬الذنوب،‭ ‬وكذلك‭ ‬حق‭ ‬الحضانة‭ ‬للطفل‭ ‬ورعايته،‭ ‬وأيضًا‭ ‬صلة‭ ‬الأرحام‭ ‬وذوى‭ ‬القربى،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬حفظ‭ ‬النسب‭ ‬فرضا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أمر‭ ‬الله‭.‬


وعن‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬ببنوك‭ ‬النطف‭ ‬أو‭ ‬الأجنة،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سيدنا‭ ‬النبى‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬نهى‭ ‬عن‭ ‬عسب‭ ‬الفحل‭ ‬من‭ ‬الحيوان،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬للمنى‭ ‬يرفضها‭ ‬الإسلام‭ ‬أصلًا،‭ ‬فإذا‭ ‬جاء‭ ‬النهى‭ ‬فى‭ ‬تحريمها‭ ‬فى‭ ‬الحيوان‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬لنسبه،‭ ‬فكيف‭ ‬بالإنسان‭ ‬المكرم‭ ‬الذى‭ ‬ينبنى‭ ‬على‭ ‬نسبه‭ ‬أحكام‭ ‬مهمة‭.‬


وأضاف‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنطف‭ ‬تروج‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬شراء‭ ‬نطف‭ ‬بمواصفات‭ ‬معينة‭ ‬سواء‭ ‬للاعب‭ ‬أو‭ ‬شخصية‭ ‬شهيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬الجاهلية‭ ‬يعرف‭ ‬بالاستبضاع،‭ ‬وهو‭ ‬اختيار‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬تلقح‭ ‬نفسها‭ ‬بمنى‭ ‬معين‭ ‬ذى‭ ‬خصائص‭ ‬معينة،‭ ‬وجاء‭ ‬الإسلام‭ ‬بتحريمه،‭ ‬والاستبضاع‭ ‬كان‭ ‬الرجل‭ ‬يقول‭ ‬لامرأته‭ ‬إذا‭ ‬طهرت‭: ‬‮«‬أرسلى‭ ‬إلى‭ ‬فلان‭ ‬فاستبضعى‭ ‬منه‮»‬،‭ ‬فيعتزلها‭ ‬زوجها‭ ‬ولا‭ ‬يمسها‭ ‬أبدًا‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬حملها،‭ ‬ويفعل‭ ‬ذلك‭ ‬رغبة‭ ‬فى‭ ‬نجابة‭ ‬الولد‭.‬


ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دخول‭ ‬المنى‭ ‬لفرج‭ ‬المرأة‭ ‬غير‭ ‬الزوجة‭ ‬من‭ ‬الكبائر،‭ ‬فهو‭ ‬فى‭ ‬حكم‭ ‬الزنا‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: {‬وَالَّذِينَ‭ ‬هُمْ‭ ‬لِفُرُوجِهِمْ‭ ‬حَافِظُونَ‭ ‬إِلَّا‭ ‬عَلَىٰ‭ ‬أَزْوَاجِهِمْ‭ ‬أَوْ‭ ‬مَا‭ ‬مَلَكَتْ‭ ‬أَيْمَانُهُمْ‭ ‬فَإِنَّهُمْ‭ ‬غَيْرُ‭ ‬مَلُومِينَ‭}‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الزوج‭ ‬الذى‭ ‬يرضى‭ ‬فعل‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬فهو‭ ‬ديوث‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يحرم‭ ‬نقل‭ ‬بويضة‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬إلى‭ ‬رحم‭ ‬امرأة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬زوجة‭ ‬إلى‭ ‬زوجة‭ ‬أخرى‭ ‬لرجل‭ ‬واحد،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬خشية‭ ‬اختلاط‭ ‬الأنساب‭ ‬والاختلاف‭ ‬فى‭ ‬تحديد‭ ‬الأمومة‭ ‬هل‭ ‬هى‭ ‬صاحبة‭ ‬البويضة‭ ‬أم‭ ‬المرأة‭ ‬التّى‭ ‬تمّ‭ ‬زراعة‭ ‬البويضة‭ ‬فى‭ ‬رحمها،‭ ‬ومعلوم‭ ‬أنه‭ ‬يحتاط‭ ‬فى‭ ‬الأبضاع‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحتاط‭ ‬بغيرها،‭ ‬وإذا‭ ‬قلنا‭ ‬بحرمة‭ ‬نقل‭ ‬بويضة‭ ‬من‭ ‬زوجة‭ ‬لزوجة‭ ‬أخرى‭ ‬لنفس‭ ‬الرّجل‭ ‬فمن‭ ‬باب‭ ‬أولى‭ ‬القول‭ ‬بحرمة‭ ‬نقلها‭ ‬لرحم‭ ‬امرأة‭ ‬أخرى‭ ‬ليست‭ ‬لنفس‭ ‬الرّجل‭ ‬فالحرمة‭ ‬هنا‭ ‬أغلظ‭ ‬لأنها‭ ‬مركبة‭ ‬من‭ ‬شقين‭: ‬الأول‭: ‬خشية‭ ‬اختلاط‭ ‬الأنساب،‭ ‬والثانى‭: ‬زرع‭ ‬ماء‭ ‬رجل‭ ‬فى‭ ‬رحم‭ ‬امرأة‭ ‬أجنبية‭ ‬عنه‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬شرعًا‭ ‬وذوقًا‭ ‬ومروءة‭.‬


ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬أوضحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬فتحية‭ ‬الحنفى‭ ‬أستاذ‭ ‬الفقه‭ ‬المقارن‭ ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬أن‭ ‬حفظ‭ ‬الأنساب‭ ‬مقصد‭ ‬من‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التى‭ ‬أمر‭ ‬الإسلام‭ ‬بالمحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬وشرع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬الزواج‭ ‬وحرم‭ ‬الزنا،‭ ‬وأن‭ ‬الولد‭ ‬للفراش‭ ‬وللعاهر‭ ‬الحجر،‭ ‬وأن‭ ‬المطلقة‭ ‬أو‭ ‬المتوفى‭ ‬عنها‭ ‬زوجها‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬تعتد‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتزوج‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬براءة‭ ‬رحمها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تختلط‭ ‬الأنساب،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬من‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬هو‭ ‬التوالد‭ ‬حفظا‭ ‬للنوع‭ ‬الإنسانى‭ ‬فكانت‭ ‬الصلة‭ ‬العضوية‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬ذات‭ ‬دوافع‭ ‬غريزية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهما،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: {‬وَكَيْفَ‭ ‬تَأْخُذُونَهُ‭ ‬وَقَدْ‭ ‬أَفْضَىٰ‭ ‬بَعْضُكُمْ‭ ‬إِلَىٰ‭ ‬بَعْضٍ‭ ‬وَأَخَذْنَ‭ ‬مِنكُم‭ ‬مِّيثَاقًا‭ ‬غَلِيظًا‭}‬،‭ ‬فهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬الطبيعية‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬لوجود‭ ‬الولد‭ ‬بالطريق‭ ‬المعتاد،‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬جدَّت‭ ‬ظروف‭ ‬صارت‭ ‬حائلا‭ ‬لوجود‭ ‬الولد،‭ ‬وهذه‭ ‬قد‭ ‬توجد‭ ‬فى‭ ‬الزوج‭ ‬أو‭ ‬الزوجة‭ ‬فما‭ ‬الحكم؟‭ ‬فهنا‭ ‬وجب‭ ‬عليهما‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب‭ ‬عملا‭ ‬بقول‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬لما‭ ‬جاءه‭ ‬أعرابى‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أنتداوى؟‭ ‬قال‭: ‬نعم،‭ ‬فإن‭ ‬الله‭ ‬لم‭ ‬ينزل‭ ‬داء‭ ‬إلا‭ ‬أنزل‭ ‬له‭ ‬شفاء،‭ ‬علمه‭ ‬من‭ ‬علمه‭ ‬وجهله‭ ‬من‭ ‬جهله‮»‬‭. ‬فالتداوى‭ ‬جائز‭ ‬مما‭ ‬يمنع‭ ‬الحمل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتلقيح‭ ‬الصناعى‭ ‬أو‭ ‬أطفال‭ ‬الأنابيب‭ ‬وصورتها‭: ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬بويضة‭ ‬امرأة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬ولقحت‭ ‬بمنى‭ ‬زوجها‭ ‬خارج‭ ‬رحمها‭ ‬‮«‬أنابيب‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬الإخصاب‭ ‬تعاد‭ ‬البويضة‭ ‬الملقحة‭ ‬إلى‭ ‬رحم‭ ‬الزوجة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬


وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬قطعا‭ ‬أن‭ ‬البويضة‭ ‬من‭ ‬الزوجة‭ ‬والمنى‭ ‬من‭ ‬زوجها،‭ ‬وتم‭ ‬تفاعلهما‭ ‬وإخصابهما‭ ‬خارج‭ ‬رحم‭ ‬هذه‭ ‬الزوجة‭ ‬‮«‬أنابيب‮»‬‭ ‬وأعيدت‭ ‬البويضة‭ ‬الملقحة‭ ‬إلى‭ ‬رحم‭ ‬تلك‭ ‬الزوجة‭ ‬دون‭ ‬استبدال‭ ‬أو‭ ‬خلط‭ ‬بمنى‭ ‬إنسان‭ ‬آخر،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬طبية‭ ‬داعية‭ ‬لهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬كمرض‭ ‬بالزوجة‭ ‬ونصح‭ ‬بذلك‭ ‬الطبيب‭ ‬بأن‭ ‬الزوجة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬إلا‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬فهذا‭ ‬جائز‭ ‬شرعا،‭ ‬وكذا‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬التلقيح‭ ‬بماء‭ ‬الزوج‭ ‬أى‭ ‬تلقح‭ ‬الزوجة‭ ‬بمنى‭ ‬زوجها‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬فى‭ ‬استبداله‭ ‬أو‭ ‬اختلاطه‭ ‬بمنى‭ ‬غيره‭ ‬مع‭ ‬اتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الاحتياطات‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬طبيب‭ ‬ماهر،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬مباح‭ ‬شرعا‭ ‬ولا‭ ‬حرمة‭ ‬فى‭ ‬ذلك،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬منى‭ ‬الزوج‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للتلقيح،‭ ‬أو‭ ‬ليس‭ ‬به‭ ‬منى‭ ‬فيأخذ‭ ‬الطبيب‭ ‬منى‭ ‬رجل‭ ‬غير‭ ‬الزوج‭ ‬ولقحت‭ ‬به‭ ‬الزوجة‭ ‬فهذا‭ ‬حرام‭ ‬شرعا،‭ ‬ويعد‭ ‬زنا،‭ ‬والطبيب‭ ‬الذى‭ ‬يرتكب‭ ‬هذا‭ ‬الجرم‭ ‬يعد‭ ‬آثما،‭ ‬وما‭ ‬يتقاضاه‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬كسبا‭ ‬بطريق‭ ‬غير‭ ‬مشروع،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬بعلم‭ ‬الزوج‭ ‬أو‭ ‬بدون‭ ‬علمه،‭ ‬وأيضًا‭ ‬علمت‭ ‬الزوجة‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭.‬


وأضافت‭ ‬‮«‬فتحية‮»‬‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬لا‭ ‬تفرز‭ ‬بويضات‭ ‬فيؤخذ‭ ‬منى‭ ‬الزوج‭ ‬وتلقح‭ ‬به‭ ‬بويضة‭ ‬امرأة‭ ‬ليست‭ ‬زوجته،‭ ‬ثم‭ ‬نقلت‭ ‬هذه‭ ‬البويضة‭ ‬الملقحة‭ ‬إلى‭ ‬رحم‭ ‬زوجة‭ ‬صاحب‭ ‬المنى،‭ ‬ففى‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬تعد‭ ‬زنا‭ ‬أيضًا‭ ‬وتكون‭ ‬محرمة‭ ‬وتؤدى‭ ‬إلى‭ ‬اختلاط‭ ‬الأنساب؛‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تحرمه‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية