رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الخطيب بطل ملحمة كبريت.. "صائد الدبابات" يكشف صفحة من صفحات مجد نصر أكتوبر.. صمد 134 يوما أمام القصف الشديد.. ومنع العدو من أهم نقاطه

ملحمة كبريت، فيتو
ملحمة كبريت، فيتو

50 سنة انتصارات أكتوبر، 50 عاما مرت على ملحمة العبور والنصر، هكذا يصبح الاحتفال هذا العام مختلفا بنصر أكتوبر الذي أعاد للمصريين كرامتهم وهيبتهم بعد استرداد أرضهم كاملة.

“فيتو” بعد مرور نصف قرن، تحاور أحد أبطال ملحمة كبريت التي صمدت أمام الحصار الإسرائيلى ١٣٤ يوما برغم الاعتداء المتكرر من العدو بكل أنواع الأسلحة والطيران وعدم وجود ذخيرة كافية لأبطال كبريت إلا أن هزيمة العدو المعنوية والمادية كانت أكبر دليل على صمود وبراعة المصريين في الدفاع عن أرضهم.

Advertisements

رقيب أول أحمد الخطيب، صائد الدبابات بطل ملحمة كبريت 

كل ما تريد معرفته عن أحمد الخطيب صائد الدبابات 

بطلنا، ابن مدينة الإسكندرية رقيب أول أحمد الخطيب، صائد الدبابات والمقاتل الفريد الذي لم تستطع الأيام هزيمته رغم مرور السنين، كان ضمن أطقم الكتيبة فهد، وهو رامي صواريخ المالوتكا، ويبدأ حديثه قائلًا: ألحقت بكتيبة الصاعقة 603 بقيادة المقدم إبراهيم عبد التواب، وقبل الحرب بساعات تم  ضمنا  لوحدات اللواء ١٣٠ مشاة الأسطول البرمائى المكلفة بالاستيلاء على موقع العدو الحصين بكبريت.

يوم العبور، عبرت الكتيبة مع أول موجة، وكانت مهمتها الأساسية الاستيلاء على منطقة المضايق وممري متلا والجدي لمنع قوات العدو من الإمداد للنقاط الحصينة على طول الجبهة والتعرض للقوات العابرة.

رقيب أول أحمد الخطيب، صائد الدبابات بطل ملحمة كبريت 

ويضيف “الخطيب”: “جاءت الأوامر يوم ٨ أكتوبر بالسيطرة على نقطة كبريت القوية وكانت من أقوى النقاط الحصينة وأخطرها في مواجهة مدينة السويس وهي المنطقة التي تفصل بين الجيشين الثاني والثالث ومن أضيق المناطق بين البحيرات المرة الكبرى والصغرى”.

أهمية كبريت تنبع من أنها مقر لمركز عمليات إسرائيلي كبير يشرف  على تأمين خط بارليف ومقر ينزل فيه كبار قادة إسرائيل لمتابعة الموقف على طول الجبهة المواجهة للسويس وأيضا يشرف على مطار كسفريت العسكري الإسرائيلي، ولذلك حصّنها العدو بالألغام وأحاطها بالدبابات التي صنع لها مرابض خاصة تختفي ورائها تخرج لضرب الأهداف ثم تختفي حتى لا يتم استهدافها من قبل المصريين.


ويتابع البطل: “تم تحقيق المهمة بنجاح وتطهير الموقع تماما وتوزيع أطقم الفهد الأربعة حول الموقع وجاء موقعي على بعد حوالى 15 مترا من مكان قائد الكتيبة البطل إبراهيم عبد التواب، وحاول العدو باستماتة استعادة الموقع لأهميته فى التحكم بالمحاور الجنوبية من سيناء، وتعرضنا للقصف الجوى والمدفعى والصاروخى على الموقع، خاصة كلما اقترب الموعد  الذي حدده العدو من حدوث الثغرة وقد  أدى ذلك إلى تدمير واستشهاد طاقمى الفهد فى الخلف واستشهاد وإصابة بعض أفراد المجموعتين اللتين فى الأمام وبقى الراميان، وقد وقع عليَ عبء التصدي لمدرعات العدو وناقلات جنده المجنزرة وأسر كل من بهذه المجنزرات حتى أن قائد فصيلته الملازم أول محمود مصطفى السعدني كان يقوم بنفسه  بتوصيل صواريخ المالوتكا إليَّ من مناطق تشوينها إلى منصات إطلاقها أمامي خلال الاشتباكات”.

رقيب أول أحمد الخطيب، صائد الدبابات بطل ملحمة كبريت 

وأكمل: “ظللت على هذا الأداء الذى جعل العدو يفكر قبل محاولة الهجوم على موقعنا، واستمر الوضع لمدة 134 يوما حتى انتهاء مفاوضات فك الاشتباك، وقد أطلقت خلالها حوالى 25 صاروخ مالوتيكا أصابت معظمها أهدافها بنجاح وحمت الموقع من هجمات العدو وكان قائدي الذى لا يبعد عني  اكثر من 15 مترا المقدم إبراهيم عبد التواب فخور بأدائي جدا ووعدني  بالتكريم عقب النصر ولكني لم  أفكر سوى فى منع العدو من الاقتراب أو الاستيلاء على الموقع حنى جاء يوم 14 يناير ١٩٧٤ أطلقت القوات الإسرائيلية على موقعنا المنيع قنبلة هاون سقطت مباشرة فوق حفرتي على شبك حديد كان  عليه شيكارتان من الرمل فتفتت القنبلة”.

 

واستطرد البطل: “الحمد لله نجوت من  انفجارها ولكن عندما رفعت رأسي خارج حفرتي شاهدت ذيل الدانة بأجنحتها ملتهبة كجمر النار وشعرت بطنين شديد فى أذني جعلني لا أسمع شيئا، ثم كانت المفاجئة المفزعة  عندما نظرت  إلى خندق قائدي  الذى لا يبعد عني سوى 15 مترا فقط ووجدت  أن إحدى الشظايا أصابت المقدم إبراهيم عبد التواب قائد الموقع وأدت إلى استشهاده مباشرة”.

رقيب أول أحمد الخطيب، صائد الدبابات بطل ملحمة كبريت 

الخطيب: تحملنا العطش والجوع.. وتكريم الرئيس السيسي لي أفضل تكريم

تحمّل الحصار ليس أمرًا سهلًا، يقول رقيب أول أحمد الخطيب: “تحملت مع زملائى قلة التعيين من الأكل والشرب  خلال تلك الشهور حتى نحقق هدفنا للنصر على العدو وهزيمته معنويا أمام العالم، لأنه كان يقول إن لديه أسلحة متقدمة تجعله لا يقهر ولكننا كتيبة صغيرة بأقل الإمكانيات تمكنا من الصمود في وجهه المتغطرس”.

 

بعد ملحمة العبور، خرج البطل من الجيش وانخرط في الحياة العملية، فعمل في أحد البنوك بالإسكندرية، ويقول: “لم أحصل على أي تكريم بالرغم من أنني كنت الرامي الوحيد بالكتبية الصامدة، التي صنعت الملحمة العظيمة خلال حرب أكتوبر المجيدة وأعطت الفرصة  لقوة وصلابة موقف المفاوض المصرى فى فض الاشتباك مع العدو الإسرئيلي”.


نوط الواجب العسكري 

في عام ٢٠٠٤ قدم “الخطيب”  شكوى إلى القوات المسلحة، لعدم حصوله على أي وسام، وفي 2011 تم منحه نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى بعدها قام الرئيس السيسي بتكريم أبطال موقعة كبريت وعلى رأسهم اسم البطل الشهيد إبراهيم عبد التواب قائد الموقع الذي استشهد آخر يوم في الحصار وكانت هذه الفرحة أكبر تكريم.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية