رئيس التحرير
عصام كامل

آلاف القتلى والمفقودين وتعطل الخدمات في مدينة درنة.. البرلمان والمصرف الليبي شركاء عملية إعمار شرق البلاد

آلاف القتلى والمفقودين
آلاف القتلى والمفقودين وتعطل الخدمات في مدينة درنة، فيتو

مدينة درنة المنكوبة هي أكثر المناطق تضررا بإعصار دانيال الذي ضرب شرق ليبيا، وتسبب في وفاة الآلاف وفقدان عدد كبير بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية في المدينة.


تمويل عمليات إعمار ليبيا 


وفقدت درنة آلاف المواطنين فمنهم من ابتعله البحر ومنهم من تم العثور على جثامينهم خلال عمليات البحث، وجرف الفيضان مباني كاملة وهناك تقديرات تؤكد اختفاء 25 % من المدينة.
وبعد انتهاء الإعصار وفي ظل استمرار جهود الإنقاذ، يبقى السؤال الأهم مطروحا وهو من المسئول عن إعمار المناطق المتضررة في شرق ليبيا؟
ونظرا للخلاف والانقسام بين حكومتي الشرق والغرب، يخشى بعض المحللين ألا تقوم حكومة الدبيبة في غرب البلاد وهي المتحكمة في البنك المركزي الليبي، بتمويل مشاريع إعادة إعمار المناطق المتضررة.

اقرأ أيضا:

خبير لفيتو: البرلمان الليبي وحكومته المكلفة مسئولون عن إعمار المناطق المتضررة من الإعصار

 


وفي هذا السياق، قال الدكتور يسري عبيد، الباحث في العلاقات الدولية بمعهد البحوث والدراسات العربية، إن البرلمان الليبي والحكومة المكلفة من قبله هما المسئولان عن عملية إعمار مناطق شرق البلاد، نظرا لأن حكومة الدبيبة لم يعد معترف بها.


الخلاف بين حكومتي الشرق والغرب 


وأضاف يسري عبيد، أن البرلمان الليبي أعلن عن تخصيص 10 مليار دينار ليبي في عمليات إعمار المناطق المتضررة في شرق البلاد ومن بينها درنة.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية بمعهد البحوث والدراسات العربية، أن المصرف الليبي هو الذي سيقوم بتمويل عمليات إعمار شرق البلاد بناء على طلب من البرلمان.

مدينة درنة، فيتو 


وأكد يسري عبيد، أنه بعد توحيد المصرف الليبي والاتفاق على توزيع العوائد النفطية على جميع المناطق في الدولة، أصبح الأمر أكثر سهولة، مشيرا إلى أن المصرف لن يعارض  تمويل عمليات الإعمار، لأنها مسألة إنسانية ليست لها أبعاد سياسية.

 


وتجدر الإشارة إلى أن مدينة درنة هي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط وتعتبر ثاني كبرى مدن الجبل الأخضر بعد مدينة البيضاء ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر. ويشطر المدينة مجرى الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، وفي 2011 بلغ سكان مدينة درنة حوالي 200.000 نسمة تقريبًا


مدينة درنة المنكوبة 


بفضل موقعها الجغرافي، تقع بين مدينة البيضاء ومدينة طبرق وتزخر مدينة درنة بتاريخ عريق حافل بالأحداث، فخلال العصر اليوناني وبالذات في الفترة الهيلينستية، أسس الإغريق أربع مدن قرب مدينة درنة والتي كانت تُدعى في تلك الفترة إيراسا والتي انضمت فيما بعد لهذه المدن الأربع لتنشأ مملكة من خمسة مدن مزدهرة والمعروفة ب PETAOS في تلك الفترة.

 


ومع انتشار الجثث وصعوبة عملية انتشالها، دعا رئيس المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، حيدر السائح، اليوم الخميس، إلى إجراء عملية إخلاء عاجلة خاصة للنساء والأطفال وكبار السن في درنة، إثر مخاطر بيئية متوقعة ناجمة عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب والمياه الجوفية، وتحلل جثث ضحايا الفيضانات الموجودة تحت الأنقاض.
وقال السائح في تصريح أدلى به لقناة "المسار" المحلية، أن هناك مخاطر أخرى تتمثل بالمباني الآيلة للسقوط، وتدمر الشبكة الكهربائية، ووجود مخاطر بسبب الأسلاك المتقطعة.
وأشار المسئول الليبي إلى أن مخاطر الفيضانات كثيرة جدا، ومنها انتشار البعوض الناقل للأمراض بشكل كبير، ما يجعل درنة أمام موجة وبائية خطيرة، فالوضع البيئي حرج جدا، والتوصية الوحيدة التي من الممكن الآن أن نشدد عليها، هي المصدر الآمن للغذاء والشراب، فلا ينصح باستخدام خزانات مياه الشرب في الأماكن المنكوبة.

وقال السائح إن تحلل جثث الضحايا وكذلك الحيوانات النافقة تحت الأنقاض، يجعلنا أمام خطر موجة وبائية، قد لا تحمد عقباها، لذلك فالإخلاء إجراء واجب خاصة للأطفال والنساء.

وتابع المسئول الليبي: "أنه عادة بعد الفيضانات هناك أمراض معينة تنتشر، ومنها الالتهاب الكبدي نوع "أ" وحمى تيفوئيد والكوليرا والملاريا، وهذا يتطلب توفير مطاعيم، مشيرا إلى توفير 20 ألف جرعة من اللقاحات التي تستهدف الأطفال في مراكز التطعيم بدرنة.".


وأوضح السائح  أن فرق الرصد والمراقبة لم ترصد لغاية الآن أي إصابات بهذه الأمراض، ولكن هذا لا يعني أننا في أمان.

وفي السياق ذاته، رجح رئيس بلدية درنة عبدالمنعم الغيثي، ارتفاع عدد القتلى في المدينة المنكوبة إلى 20 ألفا، وقال  في تصريحات تلفزيونية إن السلطات لم تتمكن بعد من إحصاء الأضرار بشكل نهائي، لكن "الأعمال جارية من أجل ذلك".

عدد ضحايا إعصار دانيال في ليبيا


وأوضح رئيس بلدية درنة  أن "عدد القتلى في المدينة يمكن أن يفوق 20 ألفًا، حسب التقديرات التي بنيت على كثافة السكان في المناطق المنكوبة".

وأكد الغيثي أن التيار الكهربائي يصل إلى 60 % من الأحياء السكنية في المدينة، مشيرًا إلى مواصلة العمل على إعادة التيار الكهربائي في المناطق المنكوبة، لكي تتمكن فرق الإنقاذ والجهات المختصة من القيام بأعمالها طيلة 24 ساعة.
وشدد المسؤول الليبي على الحاجة الماسة  إلى دعم دولي، مضيفا: "نحن في انتظاره وبإذن الله سننقذ ما يمكن إنقاذه"، مبينًا أن "فرقًا طبية من مختلف المدن الليبية قدمت إلى درنة والآن تباشر أعمالها".


وأكد المسؤول المحلي أن "الموقف كبير جدا ومفاجئ لـ مدينة درنة. لم نستطع مواجهته بإمكاناتنا التي كانت تسبق العاصفة والسيل الجارف. حتى لو كانت إمكانات كبيرة ومتطورة فإن المشهد الذي رأيناه لا نستطيع أن نواجهه".

وتابع: "هناك تحركات من فرق الإنقاذ المختلفة داخل المدينة، والآن العمل جار على انتشال جثث الضحايا. هناك ضحايا في البحر وتحت الأنقاض وضحايا غمرهم الطين. البحث جار ولا نستطيع أن نحصي العدد المهول".

 

وأضاف  رئيس بلدية درنة أن "فرقا طبية من مختلف المدن الليبية قدمت إلى درنة والآن تباشر أعمالها. التحمت مع إدارة الخدمات الصحية ببلدية درنة، كما قرر رئيس الحكومة إنشاء مستشفى متنقل محاذٍ لمستشفى يوسف بورحيل".

وأشار المسؤول الليبي  إلى أن هناك  حاجة  ماسة إلى دعم دولي، مضيفًا: "نحن في انتظاره وبإذن الله سننقذ ما يمكن إنقاذه".

ومن جهة أخرى، أوضح الغيثي أن هناك مدخلا واحدا إلى درنة يعمل الآن من بين 5 مداخل، و"العمل جار لفتح الطرق والممرات".

وتابع: "جميع الجسور هدمت، وكانت النتيجة تقطع الأحياء عن بعضها البعض. من الصعب التنقل من حي إلى حي، لكن اليوم الخميس ستتواصل الأحياء مع بعضها".

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية