رئيس التحرير
عصام كامل

سامح شكري: الوضع الراهن لسد النهضة يحمل مخاطر وتهديدات جسيمة لا يمكن القبول باستمرارها.. ولا تغيير في موقف إثيوبيا

مجلس جامعة الدول
مجلس جامعة الدول العربية،فيتو

قال سامح شكرى وزير الخارجية، إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اتخذ قرارا هاما له دلالاته خلال الدورة الماضية يتعلق بجعل البند المتعلق بقرار السد الإثيوبي بندًا دائمًا على جدول أعمال وقرارات الاجتماعات الوزارية والقمم العربية القادمة. 

وأوضح خلال كلمته اليوم فى ختام أعمال رئاسة جمهورية مصر العربية لأعمال الدورة 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ان بند السد الاثيوبى يعكس استقرارًا ورسوخًا في الدعم العربي للمصالح المائية لمصر والسودان، وعلى النحو الذي يحقق مصالح مختلف الشعوب، ويعالج ما يحمله الوضع الراهن من مخاطر وتهديدات جسيمة لا يمكن القبول باستمرارها.
 

Advertisements

وأشار  إلى البيان الصادر عن قيادتي مصر وإثيوبيا في 13 يوليو والذي تضمن الاتفاق على إعادة إطلاق المفاوضات للانتهاء بشكل عاجل وفي ظرف أربعة أشهر من الاتفاق على قواعد ۲۸ - ۲۷ يومي ملء وتشغيل السد موضحا أنه في هذا الإطار استضافت القاهرة جولة مفاوضات ثلاثية أغسطس، تبين خلالها عدم وجود تغير في المواقف الإثيوبية، وعدم وجود توجه للأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة التي تلبي مصالح الدول الثلاث.

ونوه إلى أن مصر رصدت على التوازي عدم تغير التوجه الإثيوبي الأحادي اتصالًا بملء وتشغيل سد النهضة، ومع استمرار المساعي المصرية الحثيثة للتوصل لحل سلمي لهذا الأمر الذي يمس حقوقها ومصالحها المائية وأمنها القومي.

وأعرب عن تطلع مصر إلى استمرار دعم الجامعة العربية لحث إثيوبيا للتخلي عن توجهاتها الأحادية والتحلي بالإرادة السياسية اللازمة للتوصل بلا إبطاء لاتفاق قانوني ملزم في هذا الشأن بما يلبي مصالح الجميع.
 واضاف: ان رئاسة مصر للدورة والأمانة العامة للجامعة طوال الستة أشهر الماضية، والتي أحسبها بحق فترة مهمة تضاف إلى تاريخ العمل العربي المشترك، إذ حفلت بالتحديات التي استوجبت عملًا دؤوبًا بناءً بيننا جميعًا سواء على المستوى الوزاري أو على مستوي المندوبين الدائمين.

وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تفاعلت بالكفاءة والسرعة المطلوبين، مع الأزمة السودانية التي اندلعت في شهر إبريل الماضي، فتم عقداجتماع للمندوبين الدائمين بعد ۳۰ ساعة فقط من اندلاع الأزمة يوم ١٦ أبريل ۲۰۲۳، تلاه اجتماع تحضيري يوم الأول من مايو ۲۰۲۳،أعقبه أعمال الدورة الوزارية غير العادية يوم ۷ مايو ۲۰۲۳، والتي صدر عنها قرار إنشاء مجموعة اتصال عربية تختص بالأزمة، ووضعتإطارًا لآلية عمل عربية للتعامل معها على نحو يسمح بتنسيق جهودنا لضمان وحدة وسلامة السودان واستقلاله، وبما يحقق أمن شعبهالشقيق، ويردع محاولات التدخل الخارجي في شؤونه. وقد عقدت مجموعة الاتصال العربية اجتماعها الأول على هامش أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في جدة لتنسيق جهود التواصل مع الأطراف السودانية والمجتمع الدولي لمعالجة اسباب الأزمة والتوصل الى وقف دائم ومستدام لوقف إطلاق النار.

 

واستطرد: شهدت الرئاسة المصرية كذلك استئناف الجمهورية العربية السورية الشقيقة المشاركة في أنشطة جامعة الدول العربية، وجاء ذلك وفق قرار عربي جماعي صدر عن جلسة غير عادية دعت إليها جمهورية مصر العربية يوم ۷ مايو ۲۰۲۳. تلك العودة التي تمهد لدور عربي أكثر فاعلية في مساعدة الأشقاء في سوريا على تجاوز أزمتهم الحالية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان، وأدمت قلوبنا جميعًا.

وركز على ان مصر أكدت في قرار عودة سوريا على ضرورة الحفاظ على سيادتها، ووحدة أراضيها، واستقرارها وسلامتها الإقليمية،وهزيمة الإرهاب، واتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم٢٢٥٤. وتتويجا لهذه الجهود، وبدعوة من جمهورية مصر العربية اجتمعت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، هنا في القاهرة،يوم ١٥ أغسطس الجاري لمتابعة تنفيذ بيان عمان، وصدر عن هذا الاجتماع بيان القاهرة متضمنًا ما تم التوصل إليه من مخرجات يجريالعمل على تنفيذها. ومما لا شك فيه أن انضمام الجمهورية العربية السورية إلى بياني عمان والقاهرة هو تطور إيجابي وخطوة هامة علىصعيد إثبات حسن النوايا وتنفيذ التعهدات وتعزيز التعاون العربي / العربي لحل الأزمة السورية.


 

وواعي عن تطلعه إلى مواصلة اتخاذ الخطوات التنفيذية للتطبيق الكامل لمخرجات بيان القاهرة، ودعم المجتمع الدولي لها، وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوري التي تظل الهدف الرئيسي من تحركاتنا.

وركز على أنه وفي خضم الأحداث المتتالية لمختلف الأزمات، حرص المجلس الوزاري للجامعة على استمرار متابعته الحثيثة وبذل جهوده من أجل التعاطي مع القضية الفلسطينية، قضيتنا المركزية، وما تتعرض له من تحديات غير مسبوقة، فعقدت الجامعة جلسة طارئة غير عادية على المستوى الوزاري في مايو ۲۰۲۳ تم خلالها التأكيد على الثوابت العربية، وعلى رأسها الموقف العربي المتسق مع الشرعية الدولية بأن حل القضية الفلسطينية إنما يستوجب إنهاء الاحتلال، وانسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للعيش والنماء وعاصمتها القدس الشرقية.

واشار الى ان الجامعة العربية عقدت  اجتماعات طارئة على مستوى المندوبين وأصدرت بيانات تدين بأشد العبارات انتهاكات المسجد الأقصى يوم 5 أبريل ۲۰۲۳، وأحداث جنين يوم 4 يوليو ٢٠٢٣، وتحذر من أن اللجوء للعنف، وإراقة دماء الفلسطينيين لن تفضي إلا إلى المزيد من تأجيج العنف، والمزيد من التوتر في المنطقة بأكملها. وحذرت الجامعة العربية، ولا تزال، من أن المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس هو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا وأكدنا، ولا نزال أن المساس بالمسجد الأقصى، بمساحته الكاملة، ومحاولة تقسيمه زمانيًا أو مكانيًا هو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، فهو كان وسيظل مكان عبادة مخصص للمسلمين، كما جددت الجامعة العربية تمسكها بمبادرة السلام العربية ومحدداتها كأساس لمساعي إيجاد حل عادل ومستدام، وحجر الزاوية من أجل التوصل للسلام والتعايش في الشرق الأوسط.

واوضح ان مجلس الجامعة تبني خلال الدورة السابقة عددًا من القرارات التي خاطبت الشواغل العربية في ملفات شديدة الحيوية، كالملف الليبي الذي شهد قراره إعادة التأكيد على تطلعنا لإصدار القوانين الانتخابية من أجل عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت، ودعم جهود لجنة العسكرية المشتركة، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية تحت سلطة تنفيذية واحدة قادرة على حكم سائر البلاد وتمثيل جموع الشعب الليبي، وإنجاز المصالحة الوطنية، والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي الشقيق. وكذلك أصدر المجلس القرارات الخاصة باليمن، وتلك المعنية بالتدخلات الخارجية في الشئون العربية، ومواجهة الإرهاب، كما تضمنت الإشادة برئاسة واستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP 27 واقرارًا بمخرجاته، وترحيبًا برئاسة الأشقاء في الإمارات العربية للدورة الثامنة والعشرين منه، وغيرها من قرارات تناولت مختلف المجالات الحيوية العربية، وأولوياتها الراهنة، وحددت بوضوح الموقف العربي الجماعي منها. 
 

وأشار إلى أن الجامعة العربية أثبتت في الفترة الماضية قدرتها على الاستجابة السريعة والفاعلة للمستجدات، والانخراط بإرادة ومبادرةواضحة في معالجة الأزمات، وإننا وإذ نقوم اليوم بتسليم الرئاسة إلى مملكة المغرب الشقيقة، فإننا نثق في قدرتها على الاستمرار في قيادة سفينة العمل العربية والإبحار بثبات وثقة وسط هذه التحديات واستكمال المسارات المشار إليها، في سبيل تعزيز القدرات العربية المشتركة، وتوحيد الرؤى وأخذ زمام المبادرة في معالجة ما يواجه عالمنا العربي من تحديات واستحقاقات.

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار ، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية