رئيس التحرير
عصام كامل

مستقبل الكوميديا في خطر، نجوم مسرح مصر فشلوا في تعويض غياب الكبار

أبطال مسرح مصر، فيتو
أبطال مسرح مصر، فيتو

“أجيال بتسلم أجيال”.. هذه هي طبيعة الحياة في كل المجالات، جيل جديد يتسلم مقاليد الأمور من الجيل القديم، ويظل الجيل الجديد في الصورة إلى أن ينتهي دوره، فيظهر جيل جديد يتسلم منه مقاليد الأمور، ولكن يبدو أن هذة القاعدة ستفشل في السينما، وبالتحديد في مجال الكوميديا.

 

منذ ظهور جيل محمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد، مع بداية الألفية الجديدة، وتربعهم على عرش الكوميديا بأفلام من بطولاتهم المطلقة، لم يظهر جيل جديد يتسلم منهم الراية، وظل هؤلاء النجوم على مدار أكثر من 20 عامًا وحدهم في الساحة دون منافس ودون وجود بارقة أمل في وجود أحد بعدهم يقدم كوميديا تنتزع الضحكات من الجمهور كما كانوا يفعلون هم.

Advertisements

 

جيل بداية الألفية

في سنوات نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الجديدة ظهرت مجموعة من نجوم الكوميديا تسلموا الراية من نجوم الجيل السابق، كان على رأس هؤلاء محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد حلمي، وعلاء ولي الدين الذي توفى قبل أن يكمل مشواره، واستطاعوا أن يحملوا راية الكوميديا ويقدموا أعمال كوميديا رائعة، ومع مرور الوقت أثبتوا للجمهور أنهم نجوم كبار وكانوا يستحقون الرهان عليهم، ربما لم يحالفهم الحظ في بعض الأعمال، ولكن النجاح لازمهم في معظم أعمالهم، وحققوا أرقاما قياسية في الإيرادات، وبنوا قاعدة شعبية كبيرة لهم جعلتهم نجومًا حتى هذه اللحظات، وتركوا رصيدا كبيرا جدًا لدى الجمهور جعل الجمهور يعطيهم فرصة تلو الأخرى في حالة عدم توفيقهم في بعض الأعمال، لذلك ظلوا على القمة لما يقرب من ربع قرن بدون أي منافسة من أي فنانين آخرين يظهرون على الساحة.

 

جيل مسرح مصر ونجاح مؤقت

ومنذ سنوات تبنى الفنان أشرف عبد الباقي مجموعة من الشباب الذين توسم فيهم خيرًا وقدم بهم تجربة “تياترو مصر” المسرحية، ونجح الشباب في إثبات نفسهم وقدموا تجارب كوميدية رائعة. نجاح النجوم الشباب في المسرح وتحقيقهم لشهرة كبيرة جعل مخرجي الدراما والسينما يتجهون لهم في اختياراتهم لفنانين شباب يطعمون بهم أعمالهم الكوميدية، وعام بعد الآخر قفز هؤلاء الشباب لأدوار الدور الثاني والبطولة المطلقة أحيانًا.

 

تراجع متتالٍ

بعد نجاح مشروع “تياترو مصر” تم تجديده لعدة مواسم تحت عنوان “مسرح مصر"، ومع نجاح ولمعان اسم الأبطال الشباب ظهرت العيوب والمشاكل، فأكثر من استفاد من تلك التجربة كان علي ربيع، مصطفى خاطر، محمد عبد الرحمن “توتا”، محمد أسامة “أوس أوس”، حمدي الميرغني، كريم عفيفي، ومحمد أنور، هؤلاء فقط من فريق المسرح الذين وجدوا لأنفسهم طريقا جديدا خارج المسرح وانطلقوا إلى عالم السينما والدراما.

 

ولكن السنوات التالية والتجارب المتعددة لهم كانت شاهدة على فشل الجيل الذي كان يعول عليه الكثيرون أن يحمل الراية من بعد جيل الكبار الذي قارب على تسليم الراية لجيل آخر.

 

فشل البطولة

الأسماء اللامعة في مسرح مصر والتي تم ذكرها لم يصل منها الكثيرون للبطولة، فقد كان على رأسهم علي ربيع الذي قدم بعض البطولات في السينما والدراما، وكذلك مصطفى خاطر الذي سلك نفس الطريق، ولكن ظلت المشكلة التي تواجههم جميعًا هي أنهم لا يستطيعون ملء أماكنهم، فكانوا يظهرون وكأنهم غير مصدقين أنهم أبطال تلك الأعمال، وهو ما كان ينعكس على أدائهم الفني في العمل، فتظهر قلة الثقة وبالتالي أداء غير مقنع.

 

أضف لهذا الاختيارات السيئة فقد كانوا يختارون أعمالا غير مناسبة لهم، أو ربما كانت مناسبة لما اعتادوا على تقديمه في تجربة مسرح مصر السريعة ولكنها غير مناسبة للسينما أو الدراما، فكانت الأعمال تظهر وكأنها سكتشات منفصلة وليس عمل فني متكامل.

 

لذلك فشلت تجاربهم في البطولة ولم تحقق نجاحا يذكر لذلك تراجعت شعبيتهم بدلًا من أن تتزايد، ومن الأعمال التي قدموها في البطولة وفشلت “سك على أخواتك”، “فكرة بمليون جنيه”، “أحسن أب”، “زومبي” لعلي ربيع، و"عمر ودياب"، “ربع رومي”، “مربع برمودة” لمصطفى خاطر، فقد قدم الثنائي بعض أعمال البطولة ولكن لم يحققا النجاح المنتظر منها.

 

التكرار

مشكلة ثانية واجهت أبطال مسرح مصر وهي التكرار وعدم التجديد، فقد مرت السنوات تواليًا ولكن ظل أبطال مسرح مصر بشخصياتهم التي ظهروا بها في أول تجاربهم في تياترو مصر، نفس الأداء ونفس ردود الأفعال ونفس التعبيرات والحركات وربما نفس الإفيهات أيضًا.

 

مشكلة أوضحت قصور كبيرة في بنائهم الفني، فهم نجحوا في شكل ولون معين، ولكن لم تكن لديهم القدرة على تغيير جلودهم والظهور بشكل مختلف، فظلوا يقدمون نفس الشكل في كل الأعمال مهما اختلفت، الاعتماد على الأداء الحركي المبالغ فيه والانفعالات الزائدة والصوت العالي وغياب الإفيهات أو تكرارها، كل ذلك جعلهم يسقطون في فخ التكرار، مما أدي لتراجعهم على المستوى الفني.

 

الأدوار الثانية

الآفة الأخرى هو استسلام بعضهم للأدوار الثانية باعتبارها منطقة آمنة، مثل حمدي الميرغني وأوس أوس وكريم عفيفي، على الرغم من أن بعضهم نجح في بعض الأعمال الدرامية وحقق نجاحا كبيرا، إلا أنهم لم يستغلوا هذا النجاح ليبنوا عليه ويصلوا لمسافة أبعد.

 

وعلى سبيل المثال لا الحصر نجح حمدي الميرغني وأوس أوس في تجربة مسلسل “اتنين في الصندوق” وأشاد بهما الجميع، ولكنهم بعدها تراجعا للأدوار الثانية بدون سبب واضح، خاصة وأنهما في هذا المسلسل نجحا في الاختبار الصعب وهو تقديم عمل له معنى وبه كوميديا وكذلك تغييرهما لجلدهما، وكل هذا نجحا فيه، ولكنهم فضلا العودة للمنطقة الآمنة مرة أخرى.

 

كذلك كريم عفيفي الذي قدم بعض الأدوار الناجحة في أعمال مثل “رمضان كريم”، “ولد الغلابة” و"بنات سوبر مان"، إلا أنه لم يخرج من منطقة الأدوار الثانية على الرغم من أنه يتمتع بإمكانيات تمثيلية ربما تفوق أصدقاءه الآخرين.

 

خلو الساحة

بنظرة سريعة على الساحة الفنية حاليًا فلا يوجد أسماء تستطيع حمل راية الكوميديا بعدما اقترب الجيل الحالي من الكبار من تسليمها إلى القادمين من الخلف، فتراجع أبطال مسرح مصر وهبوط أسمهم لدى الجمهور جعلهم غير مؤهلين لأن يكونوا خلفاء أبطال الكوميديا الحاليين، خاصة بعدما فشلوا في أكثر من اختبار متتال.

 

وأصبحت الساحة الكوميدية في حاجة لجيل جديد يربط ما بين الماضي والمستقبل، حتى نضمن استمرارية الكوميديا وتربعها على عرش السينما مثلما كانت دائما، خاصة وأن الوضع حاليًا اختلف عن الماضي، وأصبح هناك منافسون في المنطقة لمنافسة مصر في السينما والدراما، ويزداد الوضع صعوبة في ظل تواجد المنصات والتي جعلت العالم أضيق والوصول إلى الأعمال أسهل من السابق وبالتالي فإن نجاح الآخرين مرهون بسقوطك في المقام الأول.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية