رئيس التحرير
عصام كامل

مختار جمعة: الهجرة النبوية تاريخ عظيم ومرحلة هامة في التحول من بناء الفرد إلى بناء الدولة

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فيتو

هنأ وزير الأوقاف أ.د محمد مختار جمعة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة العام الهجري الجديد، سائلًا الله (عز وجل) أن يعينه ويوفقه ويسدد خطاه لما فيه صالح العباد والبلاد، ومهنئًا الشعب المصري العظيم والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء بهذه المناسبة.

 وأكد وزير الأوقاف خلال احتفالية الوزارة بالعام العام الهجري من مسجد الإمام الحسين، أن الهجرة النبوية تاريخ عظيم، وعندما اختار أصحاب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الهجرة النبوية المشرفة بداية لتأريخنا الإسلامي لم يكن ذلك عفويًّا إنما لأنها كانت أهم حدث في تاريخ الإسلام بعد بعثة نبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كانت مرحلة هامة في التحول من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة، ومن بناء الفرد إلى بناء الدولة، حيث تضمنت العديد من الدروس؛ من حسن التخطيط، وحسن الإعداد، والبذل، والتضحية، والفداء، مع عمق الإيمان بالله (عز وجل) وحسن التوكل عليه سبحانه وتعالى.


وأوضح وزير الأوقاف أن الحياة قائمة على العطاء وعلى الامتحان والابتلاء والاختبار، حيث يقول سبحانه: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"، ويقول سبحانه: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"، ويقول سبحانه: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"، ويقول سبحانه: "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"، وفي أنموذج واحد للفداء والتضحية، وليس أنموذجًا وحيدًا بل هو ما كان عليه حال أصحاب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في  من التحمل والعطاء والفداء، لما أُذن لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة خرج أحد أصحابه؛ صهيب الرومي (رضي الله عنه) فلما خرج اعترضه أهل مكة، وقالوا يا صهيب لقد أتيتنا صعلوكًا لا مال لك والآن تريد أن تخرج بنفسك ومالك والله لا يكون، فقال لهم لو أعطيتكم مالي أتخلون سبيلي، قالوا نعم ؟ فلما وصل سيدنا صهيب الرومي إلى المدينة قال له سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربح البيع أبا يحيى، قالها النبي (صلى الله عليه وسلم) ثلاث مرات، فقال سيدنا صهيب (رضي الله عنه) والله ما سبقني أحد من مكة إليك وما أخبرك إلا جبريل (عليه السلام).


وتابع: عندما تقرأ سيرة سيدنا بلال وسلمان وعمار وصهيب (رضي الله عنهم) تقول لو كنت على عهد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لفعلت، فالإسلام سيظل في حاجة إلى أنصار، وإذا كان الله قد قال في كتابه العزيز: "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"، فنصرة الله هي نصرة دينه، ودين الله في حاجة إلى من يحمله ومن ينصره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالطبيب ينصره بإخلاصه في طبه، والعامل ينصره بإخلاصه في عمله، والمعلم ينصره بإخلاصه في تعليمه، وكل إنسان في مجاله وميدانه ينصر دين الله (عز وجل) بأن يكون صورة مشرفة بعمله، بحضارته، بعمارته للكون، وبأخلاقه، لقد خرج سيدنا صهيب (رضي الله عنه) وترك ماله، وهنا نذكر قول الحق سبحانه وتعالى: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ"، ولم يقل سبحانه والله يعدكم الغنى، لأن الغنى طال أو قصر إن لم تتركك الدنيا فأنت تاركها، الغنى إما أن يتركك أو تتركه، لم يعد الله أحدًا بالفانية، فالشيطان يخوفك من الإنفاق والمستقبل والدنيا، "وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، فهو المعطي لمن أراد أن يعطى وقت ما يشاء فالمهاجرون خرجوا من ديارهم وأموالهم فأبدلهم الله فضلًا عظيما في الدنيا وفضلًا عظيمًا في الآخرة، فمم تخاف وعلام تخاف إذا كنت مع الله، فإذا كنت مع الله كان الله معك.


مؤكدًا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أخذ بكل الأسباب البشرية الممكنة، فالتخطيط لم يبدأ مع الهجرة وإنما بدأ ببيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية، ومن سبقوا إلى المدينة كأمثال سيدنا مصعب بن عمير (رضي الله عنه) أول سفير في الإسلام، ومن الإعداد للراحلة، وحتى الخروج كان خروجًا استراتيجيًا، فلم يخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) باتجاه المدينة مباشرة، وإنما اتخذ في البداية طريقًا عكس طريق المدينة إلى غار ثور، ثم يمر عامر بن فهيرة بالغنم ليمحو آثار خطاهم، ونوم الإمام علي (رضي الله عنه) في فراش رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، واختيار أمهر الخبراء بطرق الصحراء، ولم يكن رجلًا مسلمًا وهو عبد الله بن أريقط، ومع كل هذه الأسباب والتخطيط النبوي، ما إن مر بعض الوقت حتى كان المشركون على باب الغار، فقد تأخذ بكل الأسباب لكن مشيئة الله إذا لم تكن معك فلن تنفعك الأسباب وحدها، فإنما الذي يجري المسببات على الأسباب أو لا يجريها هو الله، فالسكين التي تقطع لم تقطع سيدنا إسماعيل، والنار التي تحرق لم تحرق سيدنا إبراهيم، والحوت الذي يهضم لم يهضم سيدنا يونس، لأنهم كانوا في عناية من أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وهنا الأسباب البشرية تتوقف مع أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخذ بكل الأسباب وكأن الدرس يقول لنا الأسباب لا تؤدي إلى النتائج بطبيعتها مع أننا مأمورون أن نأخذ بأقصاها، وإنما بإعمال الله لها، يقول سيدنا الصديق (رضي الله عنه) يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ثقة واطمئنان يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا، وكان هذا أيضًا من موسى (عليه السلام): "كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"، فالكون كله لن يكون فيه إلا ما أراده الله، وهنا يقول الحق سبحانه: "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّه"، وهذا الدين قائم إلى يوم القيامة ولا تزال طائفة من أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) على الحق حتى تقوم الساعة، فالدين منصور بنا أو بغيرنا، يقول سبحانه: "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا"، فهو سبحانه ناصر دينه إلى يوم القيامة من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم، "وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا" وهنا استئناف، فلم يقل وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وجعل كلمة الله هي العليا، فرق كبير بين الجملتين، فكلمة الذين كفروا قد تعلو  علوًا مؤقتًا، لكن مصيرها إلى الزوال، لكن كلمة الله هي العليا الآن ومستقبلًا إلى يوم الدين.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية