فرحة الحج في الواحات، أغاني فلكلورية تصف الرحلة، وتسجيل تاريخ الحج على بوابات المنازل القديمة (فيديو وصور)

السبت 17/يونيو/2023 - 01:00 م

متحسبوش حجتي على كتر مالي ••• أنا حجتي المصطفى محمد ندالي

متحسبوش حجتي على كتر دهبي ••• أنا حجتي المصطفى محمد ندهلي

الفرحة في الواحات فرحة الحج، وفي اعتقاد أهل بلدنا أنه ندأ، والدليل على ذلك من النصوص الشعبية، "نص بديع ورقيق من شعر الغناء الشعبي المسمي «حنين الحج» وهو يغني بآهات ممدودة وفرح ممزوج بالحزن، ويقول متحسبوش حجتي على كتر مالي أنا حجتي المصطفى محمد ندالي متحسبوش حجتي على كتر دهبي أنا حجتي المصطفى محمد ندهلي.

لذا قيل في الأمثال الشعبية الواحاتية المبدعة، (الفرحة فرحة الحج) أيام الواحات.

يقول الباحث في تاريخ الواحات، الشاعر مصطفى معاذ لكاميرا «ڤيتو»، أن الواحات فرحتها الكبرى (فرحة الحج ) ثم فرحة الزواج وفيها من فنون شعر الغناء الشعبى من الرجال والنساء ما ينضح بالحكمة والموعظة الحسنة وتعليم الشجاعة والمروءة والنخوة والكرامة.

وقد كنت صغيرا عندما كان يمر هذا النجم الواحاتى المعروف بتاريخه فى (دق الكف ) والذى كان يتم اختيار أقوى الرجال للدخول فيه ويكون فى شكل حلقة يتوسطها منشد وتختلف أرتامه الموسيقية الشعبية من جمال الى جمال وهو برنامج الحفل الأجمل بعد المولد وقد كان عمى عيد أبو اليسر يمر كل يوم من أمام بيتنا القديم بجامع معاذ بالخارجة وكنت أحب أن أسمع كلامه فأبادره من بعيد بصوت المشجع المعجب بفنه اتفضل يا (ملك ).

فيقول الملك ربك ياعمى العبد مالش عازه ويظل يردد الملك ربك إلى أن يغيب عن ناظرى فوق (جحرية ) الشيخ مكى وكان يسمع الكف قديما من ريس الفن وأول مؤسس فرقة فنية شعبية المرحوم على آدم وكان معم فنانون شعبيون كبار آمثال المرحوم اسماعيل بلال والمرحوم أحمد الرن والمرحوم عيسى الطبال وغيرهم وقد عرف أهل الخارجة هذا الكف المنتشر بأسماء مختلفة فى جنوب مصر وهو يبدأ بالصلاة على النبى كبراعة استهلال معروفة فى الأدب الشعبى المصرى (أول قولى وبداية بالصلا ع النبى فتح ورد الجناين كرامه للنبى، وسعيد من خطا المالح راح زارك يا نبى، والناس تزورك مرك وأنا أزورك سنوى ).

رحلة الحج قديما

كيف كانت وأضاف معاذ،إذا كانت رحلة الحج للبقاع المقدسة فى وقتنا الحاضر سهلة وميسورة فإن رحلة الحج فى الزمن الماضى كانت رحلة شاقة مليئة بالعديد من الصعوبات والمخاطر عندما كان السفر بالإبل أو السير على الأقدام.

وأوضح مصطفى معاذ، أن الاستعداد للحج قديما كانعلى ظهور الجمال يبدأ بعد انتهاء عيد الفطر المبارك حيث يجهز الراغبون في الحج قافلة تشمل الجمال والإبل ومأكلهم ومشربهم وحتى أكفانهم، وأما النساء فكن يركبن الهودج وهو عبارة عن مقصورة صغيرة يتم وضعها على ظهور الإبل وتغطى بغطاء مزركش لتستطيع المرأة أن تجلس مع طفلها داخلها بأمان...

أما من يقود حملة الحج يسمى ( الدليل ) وهو الذي يدل الحملة ويقودها إلى أماكن التزود بالمياه والزاد كما يحدد المسافات من مدينة إلى أخرى ويعين للحملة أوقات الراحة واستكمال المسير. ولفت إلى أن أهل الحجاج كانوا يودعونهم وهم غير واثقين تمامًا من عودتهم. وبخاصة إذا كان هناك اختلال أمني بسبب الحروب وتعديات القبائل على الطرق وأعمال النهب والسلب والقتل وقطع الطرق. كان الحجاج أيضا يواجهون مخاطر الجوع والعطش في سفرهم ويتعرضون أيضا لبعض الكوارث الطبيعية ومن ذلك العواصف والبرد القارس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.

ففي سنة 1196هـ اجتاحت قافلة الحج المصرية أثناء سيرها في الطريق بين مكة والمدينة سيل أتى على نصف الحجاج المصريين، وكان الحجاج اليمنيون يفضلون الحج عن طريق البحر، على الرغم من مخاطره، حتى لا يتعرضوا لمهاجمة العربان وقطاع الطرق البرية.. وعلى طرق الحج أقيمت منشآت كثيرة مثل المحطات والمنازل والمرافق الاساسية من برك وآبار وعيون وسدود وخانات ( فنادق) ومساجد وأسواق كما اقيمت علي هذه الطرق الأعلام لإرشاد الحجاج إلى الطرق الواجب اتباعها. اضافة إلى المواقع والمرافق التي أنشأها بعض الخلفاء والأمراء والوزراء والوجهاء.

أما عن أسعار الحج قديما فقد وردت فى إعلان وزارة الداخلية فى جريدة الوقائع المصرية فى منتصف شهر رمضان فى أكتوبر عام 1909 كالتالى: أن الحكومة المصرية ترغب فى تيسير السبل لأداء فريضة الحج عن هذا العام....

وعلى من يريد السفر أن يقدم طلبا قبل ميعاد سفر المحمل بخمسة أسابيع على الأقل أى قبل ميعاد الحج بحوالى شهر ومصاريف السفر فى الدرجة الأولى (15 جنيها ) مصرى للشخص الواحد وتدخل ضمن هذه القيمة أجرة الجمل والباخرة والوابور " القطار " وكذلك رسوم المحاجر الصحية ونفقات " المؤنة" الطعام ولاتدخل فى هذه القيمة نفقات الأكل فى البواخر أما السفر بالدرجة الثانية قيمته ( 12 جنيها ) مصريا والثالثة ( 10 جنيهات ) وإن اتفق اثنان من الحجاج على السفر بجمل واحد فتكون القيمة 7 جنيهات

تسجيل تاريخ الحج على بوابات المنازل القديمة

وتسأل معاذ، هل كان يحتاج الحاج قديما يحب ان يعرف الناس بزيارته لبيت الله الحرام وأداء مناسك الحج ؟ بالرغم من أن قرى بسيطة وبعيدة يعرفون بعضهم البعض خرج منها الحجاج وسجلوا تاريخ الزيارة على البيت ؟ الأمر ليس كذلك تحديدا ؟؟ لكن الحج قديما كانت رحلة شاقة جدا يعترضها قطاع الطرق واللصوص خلاف ارتفاع درجات الحرارة صيفا والبرود الشديدة شتاء خاصة لعابري دروب الصحراء من شمال إفريقيا المارين بمصر ومعابرها البحرية والبرية..

وكان الكثير من الحجاج يهلكون في الطريق ولا يعودون لأوطانهم وأهليهم !! وأجاب، كان من يعود من الحجيج لبلادهم سالمين يتم الترحيب بهم عند الوصول ونقش الرسومات الترحيبية على جدران المنازل وتزيينها بجريد النخيل الأخضر والورود أعلى البيت وإقامة لهم احتفالات الترحيب عند الوصول بالدفوف والطبول وتنصب لهم الموائد التى تحمل بسيط الطعام وكثيرة، وتوزع أنواع الخبز والحلوى والفطير على الفقراء والأهل والأحبة بهجة وفرحا بوصول الحجيج بسلامة الله بعد رحلة طويلة وشاقة تستغرق أياما وشهور..

كان موسم الحج له أثرا كبيرا في النفوس ورحلة لا تنسى ولا تتكرر كثيرا للحاج.. لذلك سجلوا رحلتهم موثقة بالتاريخ الهجري والميلادي على جدران المنازل كنوع من التفاؤل والبهجة والسلامة التى يفرح ويحتفل بها جموع اهل البلدة صغير وكبير وذكرى طيبة تحمل الأشواق والحنين لزيارة بيت الله الحرام رجاء غفران الذنب وقبول التوبة.. رزقنا الله وإياكم حج بيته الحرام يا رب العالمين.

السيرة الوحاتية

الفرحة في الواحات فرحة الحج وتكتمل هذه السعادة لزيارة الكعبة المشرفة وقبر رسول الله محمد بانتظار أهالي الحجاج لذويهم بالورود والطبول والزغاريد والغناء الشعبي الشجي المعبر الذي يقال فتسمع الواحة بأسرها تردد مرحبا يا مرحبا بالحجاج يا مرحبا ثم يلتحم الجميع في سعادة ابتهاجا بعودة حجاج بيت الله الحرام. وهانحن هنا نرحب بكل حجاج الخارجة والداخلة والفرافرة من قلب كل انسان في الوادي الجديد نردد مع أجدادنا القدماء مرحبا يا مرحبا بالحجاج يا مرحبا