طقوس الحج قبل الإسلام، أبرزها السعي والطواف والوقوف بعرفة والهدى، وأشهر 5 كعبات في جزيرة العرب

كان الحج لدى العرب قبل ظهور الإسلام مناسبة دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية يلتقون فيها للعبادة والتجارة والتعارف، ومن المعروف أن الحج شعيرة دينية، فرضها الله على سيدنا  إبراهيم، مصداقا لما جاء في القرآن: "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، (سورة الحج) فكان الناس يؤدونها أيام النبي إبراهيم عليه السلام ومن بعده، لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها، وذلك حين ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام في الجزيرة العربية. 

أول من أدخل الأصنام إلى مكة

أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة هو عمرو بن لحي الخزاعي أمير مكة. وكان العرب في تلك الفترة قد فتر لديهم الوازع الديني وتهاونوا عن العقيدة الحنيفية التي دعا إليها إبراهيم وإسماعيل والتي كانت شائعة في مكة، وإن ظل على دين سيدنا إبراهيم من الحنفية رهط من قريش وعلى رأسهم ورقة بن نوفل ابن عم أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها.

و كانت الكعبة مصدر رزق أهل مكة، ولما كانت الأوثان هي التي تجعل القبائل العربية تهب إلى مكة، اهتم القرشيون بها وأنشأوا أماكن للسقاية في مكة ووفروا الطعام. 

أول من قام برفادة الحجيج

فكانت «الرفادة» من الأمور العظيمة التي كان أهل مكة يقومون بها أثناء موسم الحج، فقد كانوا يجمعون من كل رجل من بينهم المال بقدر طاقته إلى أن يُجمع مال عظيم، وبه كانوا يجهزون للحجاج الطعام والجزر (الإبل) والزبيب للنبيذ، فلا يزالون يطعمون الحجيج إلى أن ينتهي موسم الحج، وأول من قام بهذه الأمور هو هاشم بن عبد مناف، ثم أصبح لكل قبيلة أوثانها.

أشهر الأماكن التي كان يحج إليها العرب

لم تكن الكعبة هي الوحيدة التي يتم الحج إليها من العرب.. بل كانت هناك كعاب أخرى تملأ ربوع شبه جزيرة العرب، فقد وجدت في بلاد العرب بيوت عرفت ببيوت الله غير الكعبة يقصدها الناس في مواسم معلومة تشترك فيها القبائل ويتعاهدون على المسالمة في جوارها، وكان أشهرها في الجزيرة العربية:

• كان بيت " الأقيصر" في مشارف الشام مقصد القبائل من قضاعة ولخم وجذام وعاملة، يحجون إليه ويحلقون رؤوسهم عنده.
• بيت " ذي الخلصة" كان يسمي " الكعبة اليمانية " وهو بيت أصنام لقبائل دوس وخثعم وبجيلة ومن كان ببلادهم العرب بتبالة (بين مكة واليمن)، والذين كانوا يسمونه الكعبة اليمانية كانوا يسمون كعبة مكة " الكعبة الشامية "، وقد أمر محمد ( ص ) جرير بن عبد الله البجلى بهدمه بعد فتح مكة، فهدمه بعد أن دافعت عنه خثعم دفاعًا شديدًا.
• " رضاء" بيت كان لبنى ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد ابن تميم، وقد هدمه المستوغر بن ربيعة بن سعد بأمر من النبي
• " بيت رئام" بصنعاء يحجون إليه وينحرون عنده حتى تم هدمه بعد انتشار اليهودية في اليمن.
• " كعبة نجران " فيقول عنها الكلبي " إنها لم تكن بناء وإنما كانت قبة من أدم من ثلاثمائة جلد، كان إذا جاءها الخائف آمن أو طالب الحاجة قضيت حاجته أو المسترفد رفد، وكان فيها أساقفة معتمدون اقرأ أيضاوهم الذين جاءوا إلى النبي ودعاهم للمباهلة ").

 مميزات الكعبة 

كانت مكة ملتقى طرق القوافل بين الجنوب والشمال والشرق والغرب، وكانت محطة لازمة لمن يحمل التجارة من الشمال إلى الجنوب.. كما أن نها كانت عربية لجميع العرب، فيها مكان العبادة والتجارة، تتداول القبائل شئونها وفق أعراف وعادات، ويجتمع أهلها على تعظيم البيت الحرام، ويتبادلون المنافع والصلات، دون قهر أو تحكم من سلطة، أو حكام.

تقديس العرب للكعبة قبل الإسلام 

يروي الكلبي أن العرب كانوا يقدسون بيت مكة " الكعبة " تقديسا شديدا.. حتى أن الحاج إليها كان يحمل حجرا  من حجارتها حبا لها وتقديسا  لذكرى إبراهيم وإسماعيل بناة الكعبة  .

يقول الكلبي " أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجرًا من حجارة الحرم، تعظيمًا للكعبة، وصبابة بمكة، فحيثما حلوا وضعوه، وطافوا به كطوافهم بالكعبة تيمنا منهم بها، وصبابة بالحرام وحبا له، وهم بعد يعظمون الكعبة ويحجون ويعتمرون على إرث أبيهم إسماعيل من تعظيم الكعبة والحج والاعتمار"

اقرأ أيضا:

أفضل العبادات في يوم عرفة لغير الحجاج

طقوس الحج في الجاهلية:

1-السعي بين الصفا والمروة:

كان السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج في الجاهلية. 

2-الطواف بالبيت: 

كان العرب قديما يطوفون بالبيت سبعة أشواط تماما ً، ولكن كان منهم من يطوف بالبيت عريانا ً، لأنهم كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالبيت في ثيابهم التي عصوا الله فيها، ما عدا الحمس " وهم أهل الحرم " فكان كثير من الحجاج يستعيرون أو يشترون ثيابا ً من الحمسيين ليطوفوا بالبيت بها

3-الحلق والتقصير:

كان الحجاج في الجاهلية بعد أن ينهوا حجهم يحلقون أو يقصرون تماما  .

4-الوقوف بعرفة:

كان مشركو مكة ينهون حجهم بالوقوف بعرفة في منى، وكانت لهم مجالس للمفاخرة بعد انقضاء تلك الشعيرة.

5-الهدي: 

جرت عادة العرب في العصر الجاهلي على ذبح هديهم عند الأوثان والأنصاب في فناء الكعبة ويتركونها بعد الذبح.

وأصبحت تقاليد الهدى تعين صاحب منصب" الرفادة" في القيام بمهمته، فقد كان فقراء الحجاج يأكلون من لحوم الهدى.

ماذا فعل الإسلام بطقوس الحج في الجاهلية؟

جاء الإسلام فأقر تلك الشعائر جميعها دون إنقاص.. بل قابلها بكثير من التقديس والتخصيص لها وإزالة الأوثان التي كان يتم تقريب الذبائح إليها.

وفريضة الحج من أفضل العبادات وأجل القربات، شرعها سبحانه إتمامًا لدينه، وشرع معها العمرة، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم إلى جانب فريضة الحج، في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} (البقرة:196).

اقرأ أيضا:

ما حكم إعطاء الزكاة لشخص من أجل أن يحج؟ الإفتاء تجيب

متى فرض الحج في الإسلام

وفرض الحج على المسلمين في السنة التاسعة للهجرة، وتعود المناسك الحالية إلى الحجة الوحيدة التي قام بها النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهي ما تعرف بحجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، وفيها قام النبي بعمل مناسك الحج الصحيحة، وقال "خذوا عني مناسككم"، كما ألقى النبي خطبته الشهيرة التي أتم فيها قواعد وأساسات الدين الإسلامي.

والحج هو الركن الخامس في الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا" متفق عليه، والحج فريضة على كل مسلم قادر، والقدرة مرتبطة بالوضع الصحي، وكذلك بالوضع المالي فالمعسر والفقير الذي لا يقوى على تحمل نفقات السفر غير ملزم بالحج.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.