رئيس التحرير
عصام كامل

فرج فودة، تنويري أجمع أهل الشر على قتله، وهذه عدد محاولات اغتياله قبل واقعة المناظرة

المفكر الراحل الدكتور
المفكر الراحل الدكتور فرج فودة،فيتو

فرج فودة .. مفكر كبير أثارت كتاباته  جدلا واسعا بين المثقفين ورجال الدين والسياسة والمنتمين الى الجماعات الإسلامية في مصر، واختلفت الآراء حولها وبلغ الاختلاف حد العنف الى حد إهدار دمه واغتيال بالرغم من انه كان يدعو الى فصل الدين عن الدولة هو صاحب الحقيقة الغائبة، انتهت حياته في مثل هذا اليوم عام 1992 بطلقات من الرصاص.


أهتم فرج فودة بالكتابة عن الجماعات الجهادية، التي انتشرت في حقبة  التسعينيات من القرن الماضي، وخاصة أنه كتب "الحقيقة الغائبة" لنقد كتاب "الفريضة الغائبة"، الذي يُعد الأساس الفكري الأول لتنظيم الجهاد الذى وضعه المهندس محمد عبد السلام فرج الذي أعدم في 1982 م في قضية اغتيال السادات، 

كتب فودة الحقيقة الغائبة 

هاجم سعي الجماعات الإسلامية للعمليات الإرهابية، تحت اسم "الجهاد في سبيل الله والفريضة الغائبة، وكتب الدكتور فرج فودة عنها "الحقيقية الغائبة"، وهو الكتاب الذي ناقش فيه تطويع النصوص القرآنية، من أجل نشر فكر الجهاد لاستغلالها في أهدافهم السياسية والوصول الى الحكم.

محاولات اغتيال 

تعرض فرج فودة لعدة محاولات لاغتياله ففى مارس ١٩٨٨، اصطدمت سيارة نقل ضخمة بسيارة فودة فور مغادرته لها، ودفعتها عدة أمتار لتصطدم بشجرة ضخمة وتتهشم تمامًا. وشهد بعض المواطنين الحادث، وقالوا إن الطريق كان خاليا تماما أمام سائق سيارة النقل، ولم يكن هناك مبرر لأن يصطدم بسيارة فرج فودة وسلم المفكر الكبير من المحاولة لعدم وجوده بالسيارة، وبعد أسابيع قليلة من الحادث، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على ثلاثة من الشباب كانوا يراقبون سيارة الكاتب الراحل عدة أيام، ووقعت مشادة كلامية بينهم وبين رجال الأمن، المتواجدين حول منزل فرج فودة آنذاك للحراسة .

مناظرة معرض الكتاب 

ساهمت مناظرة عقدت مناظرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992 بعنوان ( مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية ) وانقسم الحضور بين إسلاميون التوجه ومنهم الشيخ محمد الغزالى ونائب المرشد العام مأمون الهضيبي والدكتور محمد عمارة، وشمل الفريق الثاني الدكتور فرج فودة والكاتب محمد خلف الله، وسط شغب من الجماعات المتطرفة، واعتبر البعض المناظرة السبب الرئيسى في صدور فتوى اغتيال فرج فودة، وإهدار دمه واتهامه بالكفر والإلحاد.

الشيخ الغزالى يهاجم فرج فودة 

احتدم الجدل اثناء المناظرة وبلغ تبادل الاتهامات ذروته، ووفق الفيديو المُوثِق لها، بدأت المناظرة بكلمة للشيخ الغزالي ذكر فيها أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية وتبعه المستشار الهضيبي المتحدث باسم الإخوان الذي ركز على أهمية أن يكون الجدل والنقاش بين "الدولة الإسلامية" و"الدولة اللاإسلامية"، مؤكدا أن الإسلام دين ودولة وليس دينا فقط،  وخلال هذه الكلمات كانت الصيحات تتعالى والصرخات، لتخيف كل من يعترض على أحاديث الغزالي والهضيبي.

فودة يتهم الاسلاميون بالانشغال بالحكم 

ورد فرج فودة على ما دار في حديث الهضيبي، فقال "الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إليه دون أن يعدوا أنفسهم لذلك"، مستشهدًا بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلا: "إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم"، ووجه حديثه للجميع قائلًا "الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا، ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن هناك دولا دينية قطعت أعناق من يعارضونها ".

دعوة للجميع بالهداية 

وأضاف فرج فودة في ردوده على معارضيه في المناظرة وقال: لا أحد يختلف على الإسلام الدين، لكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة رؤية واجتهادا وفقها، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم، وأنهى فرج فودة كلامه بالدعوة إلى الله أن يهتدي الجميع بهدي الإسلام، وأن يضعوه في مكانه العزيز، بعيدا عن المطامع والاختلافات.

عمر عبد الرحمن يهدر دم فودة 

بعد هذه المناظرة أفتى الشيخ عمر عبد الرحمن أحد شيوخ جماعة الجهاد بإهدار دم المفكر فرج فودة،بل انه صدر بيان موقع من جبهة علماء الازهر يكفر الدكتور فرج فودة،  كما شهد الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل ووصف فودة "بالمرتد" قائلًا "إنه ـ  أي فرج فودة ـ  مرتد وجب قتله"، كما أفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا افتئاتًا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة حسب تعبير الغزالي.

محاولة الاغتيال الاولى 

وفى مثل هذا اليوم 8 يونيو 1992 وفى السادسة مساء وبينما كان المفكر فرج فودة يهم بالخروج من مكتبه بجمعية التوير المصرى التي يرأسها بشارع "أسما فهمي" بمدينة نصر بصحبة ابنه الأصغر وصديقه وحيد رأفت، جاء رجلان ينتميان للجماعة الإسلامية، ويركبان دراجة بخارية، قام أحدهما بإطلاق الرصاص من بندقية آلية على فرج فودة، ليسقط صريعا في الحال، بينما أصيب ابنه أحمد بثمانى رصاصات ونجا من الموت بأعجوبة بعد استئصال نصف أمعائه، 


جاء التقرير الطبي لوفاة فرج فودة يؤكد إصابته إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، وظل بعدها الأطباء يحاولون طوال ست ساعات لإنقاذه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ونجح سائق فرج فودة وأمين شرطة متواجد بالمكان في القبض علي الجناة والكشف عن هويتهم واثناء محاكمتهم اعترفا بأنهما قتلاه بسبب فتوى دينية بقتل المرتد .

بيان جبهة علماء الأزهر 

بعد هذه الكلمة صدر بيان موقع من جبهة علماء الازهر يكفِّر فرج فودة، كما انه يروج لكتب تدعو الى الكفر، وتبين في التحقيقات ان القتلة أميين لم يقرأوا هذه الكتب.

شهادة الشيخ الغزالى 

 وفي شهادته في محكمته قال الشيخ محمد الغزالي، "إنهم قتلوا شخصًا مباح الدم ومرتدا، وهو مستحق للقتل، ففرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المرتد والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسؤول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التي ينبغي أن يحاسب عليها الشباب الواقفون في القفص ليست هي القتل، وإنما هي الافتئات على السلطة في تطبيق الحد، كما إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام، فيجب على الحاكم أن يقتله، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس، وهذا ما حدث بالفعل، هذه شهادة الشيخ الغزالى.

فصل الدين عن السياسة 

الكاتب المفكر فرج فودة من مواليد عام 1945 بمدينة الزرقا محافظة دمياط وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، طالب طوال كتاباته بفصل الدين عن السياسة وتعرض لهجوم شديد من جبهة علماء الأزهر.

 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر، دوري القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية