رئيس التحرير
عصام كامل

صراع مع الزمن من أجل انضمام السويد للناتو، تركيا ترفض.. وستوكهولم تغير قوانين الإرهاب من أجل إرضاء أردوغان.. وهذا موعد الأمل الأخير للانضمام للحلف

الناتو، فيتو
الناتو، فيتو

على مدار أشهر مضت تصارع السويد الزمن للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي " الناتو " لتعلن التخلي عن سياسة عدم الانحياز التي دامت عقودا  وذلك عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية  في 24 فبراير من العام الماضي  حيث أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى قلب المشهد الأمني في أوروبا، مما دفع فنلندا، وجارتها السويد الي طلب الإنضمام للحلف.

 

فنلندا والسويد شعرتا بالخطر المحدق بهما، لقربهما من روسيا، فقررا الانضمام للناتو، وحماية أراضيهما، فالاعتداء على عضو في الحلف مستقبلا سيعني ضمان تدخل الناتو لنجدته، وهو الهدف وراء تقديم "طلب الانضمام".

 

Advertisements

 

الدولتان الشماليتان قدما طلبا للانضمام إلى الناتو، في وقت واحد، لكن فنلندا هي التي حصلت على الموافقة "العاجلة" في إبريل الماضي، الأسرع في تاريخ الحلف، بينما ظلت السويد "معلقة".

 

لماذا لم تحصل السويد على الموافقة؟

وتحدثت تقارير إخبارية عقب انضمام فنلندا للناتو في أبريل الماضي لتصبح العضو رقم 31 الي أن حصول فنلندا على العضوية لا يزال يمثل لحظة "حلوة ومرة" للتحالف، حيث كان الأمل أن تنضم السويد إلى متنه في نفس الوقت.

 

لا تزال المجر وتركيا، عضوتا الناتو، هما الدولتان الرافضتان لانضمام السويد، حتى إن موافقتهما كانت متأخرة على عرض فنلندا.
بالنسبة للمجر، فالسويد أثارت غضب رئيس الوزراء الهنجاري فيكتور أوربان، أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوروبا، بسبب تعبيرها عن "القلق بشأن سيادة القانون في هنجاريا".

 

اقرأ أيضا.. مستقبل الصراع بين روسيا والغرب بعد انضمام فنلندا لـ ناتو.. موسكو تخشى من الهزيمة في أوكرانيا.. وهلسنكي تتجنب الصدام العسكري


غضب تركي من السويد

أما بالنسبة  لتركيا، فالسويد أغضبت أنقرة برفضها تسليم عشرات المشتبه بهم الذين يرتبطون بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، وآخرون تأويهم ستوكهولم من المسلحين الأكراد، مشتبه بهم ومطلوبين للمحاكمة في تركيا.

 

انضمام السويد لحلف الناتو

يأمل دبلوماسيون في الناتو أن يصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر قابلية للتكيف إذا حقق انتصارا في انتخابات مايو، آملين أن السويد ستنضم للحلف قبل قمة الناتو المقبلة في يوليو.

 

وتظاهر المئات في وسط ستوكهولم، يوم أمس الأحد، احتجاجا على ترشح السويد لعضوية حلف شمال الأطلسي وإقرارها قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب، رغم مطالبة تركيا بحظر التظاهرة.


وقال المتحدث باسم "التحالف ضد الناتو" توماس بيترسون لوكالة "فرانس برس"، أثناء الاحتجاج "إنهم يلاحقون الأكراد في السويد".


وأضاف أن الفكرة من القانون هي "الاعتقال والمحاكمة" حتى يسمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "للسويد بالانضمام إلى الناتو".


والقانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو يجرم "الانخراط في منظمة إرهابية"، ويأتي ضمن جهود السويد لتعزيز تشريعات مكافحة الإرهاب، وهو مطلب تركي رئيسي للموافقة على عضوية ستوكهولم في الناتو.

 

اقرأ أيضا.. بعد انضمام فنلندا، سر عدم انضمام السويد لحلف الناتو


حزب العمال الكردستاني يعرقل  انضمام السويد للناتو

وأعربت أنقرة عن استيائها في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن الاحتجاج الذي جرى تحت شعار "لا للناتو، لا لقوانين أردوغان في السويد"، والذي نظمته مجموعات مقربة من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.


وشوهد الأحد متظاهرون يلوحون بالعديد من أعلام حزب العمال الكردستاني إلى جانب لافتات كتب عليها "لا للناتو".


من جهته، قال متحدث باسم الرئاسة التركية الثلاثاء إن "من غير المقبول تماما أن يواصل إرهابيو حزب العمال الكردستاني النشاط بحرية في السويد"، مطالبا السلطات السويدية بمنعهم من التظاهر.


ورغم أن حزب العمال الكردستاني مصنف أيضًا منظمة إرهابية في السويد - كما هي الحال في بقية الاتحاد الأوروبي - إلا أنه يُسمح عمومًا لمؤيديه بالاحتجاج علنًا.


إلى ذلك، أكد وزير العدل السويدي الجمعة الماضي، أن القانون الجديد لا يهدف إلى تقييد حرية التعبير.


أما وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم فأشاد الخميس الماضي، بالتشريع الجديد باعتباره الخطوة الأخيرة للسويد بموجب اتفاق أبرم مع تركيا العام الماضي لكي تصادق أنقرة على عضوية ستوكهولم.


وقال فيلجوت كارلسون من منظمة البديل الاشتراكي الدولي لوكالة "فرانس برس" أثناء الاحتجاج، اليوم "الحقيقة أن القانون مكتوب بعبارات فضفاضة، إنه غامض للغاية".

الناتو، فيتو

التراجع عن معارضتها لترشح السويد

وبعد لقائه أردوغان في تركيا،  السبت الماضي، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج  أنقرة، إلى التراجع عن معارضتها لترشح السويد، قائلًا إن ستوكهولم عالجت المخاوف الأمنية.

 

سباق مع الزمن من أجل انضمام السويد لحلف الناتو

ومن ناحية أخرى ذكر تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مسئولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) يخوضون سباقًا مع الزمن لتجنب الإحراج من رؤية الحلف يتخطى هدفه المعلن المتمثل في قبول انضمام السويد إليه بحلول 11 من الشهر المقبل.

 

وأضاف التحليل أن كلا من السويد وجارتها فنلندا أعلنتا اعتزامهما الانضمام إلى الناتو من خلال سياسة الباب المفتوح التي انتهجها في مايو من العام الماضي، وذلك بعد أسابيع فقط من شن روسيا حربها على أوكرانيا.

 

وقبلت فنلندا أخيرا في أبريل من هذا العام، الأمر الذي يضاعف حدود التحالف مع روسيا، لكن انضمام السويد معرقل حاليا.

 

ومن المقبول بشكل عام أن القوات المسلحة السويدية متوافقة مع الناتو، وبحسب التحليل، لدى السويد وفد دائم في الحلف، وتعتبر شريكا وثيقا للتحالف، مما يعني أن انضمامها يجب أن يكون أمرا سهلا نسبيا.

 

وقال التحليل إن المشكلة تتمثل في تركيا -العضو المهم استراتيجيا في الناتو بسبب موقعها الجغرافي في كل من الشرق الأوسط وأوروبا، وثاني أكبر قوة عسكرية في التحالف- والتي تمنع انضمام السويد لعدد من الأسباب.

 

والأهم من ذلك، تقول تركيا إن السويد تسمح لأعضاء جماعات إرهابية كردية بالعمل في السويد، لا سيما حزب العمال الكردستاني.


تغيير قوانين الإرهاب في السويد

وغيرت السويد قوانين الإرهاب الخاصة بها في وقت سابق من هذا العام، حيث جعلت الجريمة جزءا من هذه الجماعات، بالرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا كافيا لأنقرة، بحسب التحليل.

 

وتقول تركيا أيضًا إن الحكومة السويدية كانت متواطئة في احتجاجات لليمين المتطرف، حيث حرق الناس نسخا من القرآن أمام السفارة التركية في ستوكهولم.

 

وأخيرا، هناك مخاوف بشأن مدى استعداد أردوغان على وصف نفسه بصديق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقبل فترة قصيرة على إعادة انتخابه، قال لـ"سي إن إن" إنه وبوتين يتشاركان "علاقة خاصة".

 

الموعد النهائي لإنضمام السويد للناتو

وبحسب التحليل في "سي إن إن"، يشعر مسؤولو الناتو والحكومة السويدية بالقلق من أن تفويت الموعد النهائي في 11 يوليو -وهو موعد قمته التالية في العاصمة الليتوانية فيلنيوس- سيبعث برسالة خطيرة لخصوم التحالف.

 

وأشار التحليل إلى أن من بينهم روسيا، وكوريا الشمالية، والصين، رغم عدم قربهم من شمال الأطلسي.

 

وقال دبلوماسي في الناتو لـ"سي إن إن": "إذا تخطينا (الموعد النهائي)، يقول هذا لأشخاص مثل بوتين إن هناك حلقة ضعيفة في التحالف الغربي. يعطيهم الوقت والمساحة للتسبب في متاعب. وقد يكون هذا أي شيء من الهجمات السيبرانية إلى تمويل وتشجيع مزيد من حرق القرآن للتسبب في انقسام في السويد".

 

وقال دبلوماسي من أوروبا الشرقية لـ"سي إن إن" إنه بالإضافة إلى "تشجيع أعداء" الناتو"، يخاطر أي تأخير "بإعطاء شعور بسلطة أردوغان على الحلف".

 

ويشعر مسؤولون من معظم دول الناتو بالتفاؤل بإمكانية إبرام اتفاق قبل يوليو، لكنهم يدركون أنه قد يكون له ثمن.

 

وأشار التحليل إلى أن تركيا، بادئ ذي بدء، تريد موافقة الكونجرس على شرائها لمقاتلات "إف-16" الأمريكية. وفي حين يتردد المسؤولون الأمريكيون في ربط قضية السويد والمقاتلات صراحة، يقول المسؤولون إن خلف الكواليس هناك صفقة واضحة يتعين القيام بها.

 

تاريخ تأسيس الناتو

وتم وضع أسس الحلف، رسميًا، في 4 أبريل 1949 بتوقيع معاهدة شمال الأطلسي، المعروفة بشكل أكبر باسم معاهدة واشنطن.

 

وفي مثل هذا اليوم قبل 74 عاما، وقع ١٢ عضوا مؤسسا على معاهدة واشنطن التي تستمد سلطتها القانونية من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وتعيد التأكيد على الحق الطبيعي للدول المستقلة في الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس.

 

وبانضمام فنلندا  في ابريل الماضي، توسع الـ12 مؤسسًا على مدار 74 عاما، ليصل العدد إلى 31 عضوا، في تحول استراتيجي كبير مدفوعا بالحرب في أوكرانيا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية