رئيس التحرير
عصام كامل

تكرار اقتحامات الاقصى تكشفت المخطط الإسرائيلى 2050 لتهويد القدس

الشعب الفلسطينى يرفع
الشعب الفلسطينى يرفع شعار المقاومة من اجل الاقصى،فيتو

كشف الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تكرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الاقصى  تارة عن طريق المستوطنين وتارة عن طريق وزراء حكومة نتنياهو وتارة ثالثة عن طريق قوات الاحتلال الإسرائيلى  لم تكن هذة الاقتحامات اعتباطا أو بمحض الصدفة وإنما هى خطوة تتبعها خطوات لتنفيذ المخطط الاسرائيلى 2050 والذى يهدف الى تهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى بين اليهود والمسلمين وبالتالى كان طبيعيًا أن تجري أحداث القدس بهذه الصورة غير المسبوقة في ظل تصاعد المواجهات بين الأطراف المختلفة (الحكومة الإسرائيلية – السلطة الفلسطينية – سكان القدس – الأردن – حركة حماس)

Advertisements


 

اقتحام المستوطنين الاسرائيليين للاحرم الاقصى،فيتو

 

واضاف لعل مايجري طوال الأشهر الأخيرة في المدينة المقدسة أمر غير معلوم، لتأتي أحداث الاقتحامات، لتفتح المشهد على سيناريوهات عدة، بخاصة مع إعلان منظمات استيطانية يهودية تُدعى "منظمات المعبد" عن اقتحام كبير للمسجد الأقصى. وتستهدف هذه الجماعات طرد المسلمين من الأقصى لأداء الصلوات التلمودية فيه، وصولًا إلى هدم المسجد وبناء الهيكل على أنقاضه. وسعت "منظمات المعبد" إلى حشد آلاف المستوطنين للمشاركة في هذا الاقتحام بحماية الشرطة الإسرائيلية.

 

 

المشهد السياسي الفلسطيني العام،
 

 

واكد فهمى تحاول السلطة الفلسطينية التأكيد على أنها وراء ما يجري من صمود للشعب الفلسطينى  وأن الشباب الفلسطيني يعمل انطلاقًا من شعوره بأن القدس مستبعَدة تمامًا من المشهد السياسي الفلسطيني العام، وأنه تم إقصائها بالفعل من العملية الانتخابية. والصحيح أن سكان القدس وتحديدًا قرى ومناطق "الترانسفير" التي حددتها حكومة نتنياهو، كانوا قد بدأوا بالخضوع لعملية ترحيل بناءً على تعليمات عليا من الحاكم العسكري، ومن السلطات المدنية في القدس، التي أحاطت الأمر بمخطط متكامل. وعلى الرغم من وجود دعاوى قضائية بشأن الترحيل إلا أن الأمر لم يُحسَم، وكانت السلطات القضائية تعيد النظر في قرارات "الترانسفير" وفق حسابات سياسية، وهو ما دفع سكان حي الشيخ جرّاح أكثر من مرة، إلى الخروج والتظاهر.
وسينطبق ذلك على العديد من القرى المستهدفة في القدس وضواحيها بخاصة تلك القريبة من المسجد الأقصى. ويضع مستوطنون يهود أيديهم على منازل في حي الشيخ جرّاح استنادًا إلى أحكام قضائية بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت خلال حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. ويُذكَر أن أكثر من 200 ألف مستوطن يعيشون في القدس الشرقية حيث يزيد تعداد الفلسطينيين على 300 ألف نسمة.
 

السلطة الفلسطنية تسعى  لتاكيد دورها فى التصدى للاقتحامات الاسرائيلية،فيتو 

الدور الأردني فى دعم المقدسيون 
 

 

وواصل حديثة قائلا ليس هناك قوى تحريك أو دعم مباشر من السلطة الفلسطينية بالمعنى المعروف، فالمقدسيون يحظون بدعم من الأردن وفق مخطط "الاتفاق الثلاثي" الذي يضم إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن. وبمقتضاه فإن الأردن يتحرك ويقيم وجوده داخل القدس وما يجاورها، على اعتبار أن هذا الأمر مرتبط بأصول الحكم الهاشمي الذي يرى في الإشراف على المقدّسات أحد منطلقات الحكم والشرعية، وهو ما دفع الجانب الإسرائيلي إلى المزايدة ومناكفة الجانب الأردني بصورة دائمة. كما حدثت أزمة بين عمان وتل أبيب بسبب إلغاء زيارة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى الأقصى، ولا تزال تداعياتها قائمة ولم تُسوَّ بين الطرفين.
كما تسعى السلطة الفلسطينية إلى التأكيد على الحضور الفلسطيني الرسمي في القدس، فوفق الخطاب الإعلامي والسياسي للرئيس محمود عباس، لا توجد انتخابات من دون القدس، وأن منع إسرائيل إجراء الانتخابات فيها، هو الذي ألغى الانتخابات رسميًا، على الرغم من أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قدما أفكارًا مهمة لإجراء الاستحقاق التشريعي، ولم تعارض إسرائيل خوفًا من نشوب حالة حراك شعبي في القدس، مما قد يؤدي إلى هز الاستقرار بالكامل. والحقيقة أن أزمة "حركة فتح" وانشقاقاتها والصراع على المواقع وترتيب الأولويات، إضافة إلى التخوف من نتائج الانتخابات، كلها عوامل دفعت القيادة الفلسطينية إلى إلغاء الانتخابات والتذرع بمسألة القدس.

 

السلطة و"حماس" والقدس
 

يأتي تقييم ما يجري فلسطينيًا مرتبطًا برؤية طرفَي المعادلة الفلسطينية، فالسلطة تعمل على ربط ما يجري في القدس بالمدن الفلسطينية الأخرى التي لم تشهد أي حالة حراك شعبي حتى الآن. بالتالي فإن المشهد يشير إلى أن السلطة تسعى إلى تأكيد حضورها وإعادة تجديد شرعيتها انطلاقًا من القدس. ويدرك سكان القدس أن السلطة تخلت عنهم كثيرًا، بخاصة مع عودة التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية، وهو ما يؤكد أن السلطة لا تزال تحترم عبر لجان الارتباط، التزاماتها تجاه إسرائيل، منعًا لحدوث عمليات عنف غير مسبوق ليس في القدس فقط، وإنما أيضًا في المدن الفلسطينية الأخرى، فهل ستستمر السلطة في مخططها أم توقف التنسيق الأمني الذي عاد بقوة مع تولي الرئيس الأميركي جو بايدن سدة الحكم في البيت الأبيض.
 

 

الموقف الإسرائيلي هدفه الإسراع فى عملية تهويد القدس 

 

حكومة نتنياهو تعمل على التسريع فى عملية تهويد القدس،فيتو 


وأشار فهمى الى انة من ناحية ثانية، يبدو الموقف الإسرائيلي مرتبطًا بما لم يُعلَن أصلًا بالنسبة إلى القدس، وما يحدث فيها على مرمى ومسمع السلطة الفلسطينية والأردن والدول العربية الأخرى. فقد بدأت إسرائيل منذ عامين تقريبا، تكثيف تنفيذ مراحل "الخطة 2050" لتهويد القدس وإنهاء الوجود الفلسطيني المقدسي فيها بالكامل وهذه الخطة الاستراتيجية، ليست مجرد مشروعات سياحية أو تنموية، بل هي خطة كبيرة تستهدف إجراء عمليات تهويد و"ترانسفير" لعشرات من التجمعات الفلسطينية خارج القدس إلى مناطق أخرى وتغيير الملامح الديموغرافية بالكامل والعمل على إعادة توطين آلاف المستوطنين، وهو ما يفسر سبب دعم الحكومة الإسرائيلية مسار ما يجري والسماح للمستوطنين بالتمركز بجوار الأقصى مع الاستمرار في مخططات التنقيب والبحث عن "الهيكل" تحته.
بالتالي فإن الأمر ليس مرتبطًا فقط بمشروع ممتد، على غرار مخطط التهويد لعام 2020 أو عام 2050 وإنما أيضًا بدعم المخطط الإسرائيلي الطموح بإقامة "الهيكل"، وفقًا لمزاعم إسرائيلية معروفة والفرصة سانحة تمامًا في القدس، حيث حالة الفراغ وتطويق الحكومة الإسرائيلية ومحاصرتها للتحرك الأردني النشط والداعم لصمود المقدسيين مع التلويح بتغيير ولاية العهد والإشراف من الجانب الأردني إلى أطراف أخرى.
ويستند المخطط الإسرائيلي الجديد 2050، إلى تغيير كامل لوضع المدينة بما في ذلك المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، وذلك عبر فتح الطريق الموصل إلى حائط البراق، وبناء الحي اليهودي في المدينة القديمة وتنشيط الحياة في جبل المكبر وربطه بالقدس بواسطة مبانٍ سكنية، وبناء سور آخر حول القدس كجزء من عمل دفاعي، وتوطين 7 آلاف يهودي كدفعة أولى في المنشآت الجديدة. وتركزت عمليات البناء الاستيطانية أخيرًا في محافظات القدس وسلفيت وبيت لحم والخليل ورام الله؛ فيما تم الاستيلاء على الكثير من الأراضي الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بحيث يتم الإعلان عنها كــ "أراضي دولة"، ومن ثم تحويلها لاحقًا لصالح الاستيطان.

 

مشروع الأب الاسرائيلى لتقسيم الاقصى 
 

 

وكشف طارق فهمى  فى هذا الإطار، ان  "مشروع القدس الكبرى"،اقرّ وفي نطاق استهداف المقدسات الإسلامية، بتوسيع حدود بلدية القدس لتشمل المناطق الممتدة من مدينة رام الله شمالًا إلى بيت لحم جنوبًا، وقد أُطلق على هذا المشروع اسم "مشروع الأب"، وهو يمثل الحزام الاستيطاني الثاني حول مدينة القدس، بعدما كان الحزام الأول اتضحت معالمه في الأحياء العشرة التي أُقيمت ضمن نطاق أمانة القدس لعام 1967 السابق الإشارة إليه سلفًا، بينما يضم الحزام الثالث 15 مستوطنة إضافية في محيط القدس الشرقية.
ومن أبرز الأهداف الإسرائيلية لعملية التهويد، التي نُفِذت بشأن القدس، تركيز أغلبية سكانية يهودية في المناطق المجاورة لها، بحيث تضفي على المدينة طابعًا يهوديًا يستحيل معه البحث في مصير المدينة ومستقبلها في ظل أي تسوية أو مفاوضات سلمية محتملة خلال السنوات المقبلة.
واضاف طارق فهمى خطة "القدس 2050  تهدف  أيضًا إلى زيادة الاستثمار الخاص، وبناء طرق عالية الجودة للمواصلات، بما في ذلك خط سكك حديد، وشبكة شاملة من المواصلات ووسائل النقل العام، واستحداث طرق سريعة وتوسيع الطرق القائمة، وطرق فائقة السرعة تقطع إسرائيل من الشمال إلى الجنوب. وتقترح الخطة أيضًا إنشاء مطار في وادي هوركانيا، بين القدس والبحر الميت، لخدمة 35 مليون مسافر سنويًا. وسيرتبط هذا المطار بطرق وسكك حديد موصلة إلى القدس ومطار بن غوريون ومدن أخرى مجاورة.
وتسعى الخطة إلى جذب اليهود من شتى أنحاء العالم إلى القدس من خلال تطوير صناعتين متقدمتين: التعليم العالي والتكنولوجيا المتقدمة، ويرتبط تطوير صناعة التعليم العالي ارتباطًا وثيقًا بتطوير التكنولوجيا المتقدمة، والمعلومات البيولوجية، وصناعة التكنولوجيا البيولوجية، لذا تدعو الخطة إلى إنشاء جامعة للإدارة والتكنولوجيا في مركز مدينة القدس، وإلى مساعدات حكومية للبحث والتطوير في مجالات علمية وتقنية جديدة تخدم المجمّع الصناعي العسكري والشركات الإسرائيلية متعددة الجنسيات العاملة في مجالات متقدمة.

 

منظمات الهيكل اليهودية تقوم بتنفيذ المخطط2050،فيتو 


 

توظيف "ورقة" القدس
 

واكد الدكتور طارق فهمى ان  نتنياهو "فرصةً ذهبية" يجد في توظيف ورقة القدس ولا خيارات محددة لديه، بل يعمل على نقل رسالة إلى المستوطنين الذين يتواجدون لإنشاء "الهيكل" على أنقاض "الأقصى"، بالتالي فإن جزءًا مما يجري مرتبط بما هو آتٍ من سيناريوهات، بخاصة أن المزايدات ستتم في سياقات متعددة وترتبط بموقف السلطة ورد فعلها وكذلك موقف "حماس" ودخول الأطراف المعنية على الخط.
ليست إذن المشكلة في "حي الشيخ جرّاح" وليست في مخطط "الترانسفير" الراهن وإنما في ما هو قادم، بخاصة أن إسرائيل ستعمل على تسريع معدلات الاستيطان في القدس لفرض سياسة الأمر الواقع.
في المقابل، سيستمر خروج الفلسطينيين في القدس لإثبات عروبة القدس، لكن الإشكالية الكبرى ستكون بالأساس كيفية التعامل مع حكومة نتنياهو، في ظل تمسك اليمين الإسرائيلي بتحقيق مكاسبه السياسية والاستراتيجية في الوقت الراهن.
ويبقى التأكيد على أن نتنياهو يتخوّف من تقارب محتمل بين السلطة الفلسطينية والبيت الأبيض، ويسعى إلى التسريع في فرض قواعد جديدة على الأرض، وربما يسعى إلى إشعال الموقف في القدس كي تمتد تداعياته إلى الضفة الغربية وقطاع غزة أيضًا.
إن عجز إسرائيل في حسم معركة "الشيخ جرّاح" وطرد سكانه الفلسطينيين من بيوتهم، كان وراء هذه الحرب ليغطي نتنياهو فشل حكومته أمام المستوطنين. وتحاول إسرائيل في "يوم توحيد القدس"، كما يسمونه، إلى فرض سيطرتها على المسجد الأقصى بالقوة لتغير الواقع هناك، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

 

تقسيم الاقصى هدف مخطط الاسرائيلى 2050،فيتو 

 

الخطة التي طرحتها أمريكا والتي نراها الآن

وأضاف، أن هناك شقين يجب الحديث عنهما، أولهما هو الجزء المعلن والمتعلق بالخطة التي طرحتها أمريكا والتي نراها الآن، وهي دخول الجانب الإسرائيلي والفلسطيني في مفاوضات عديدة في مطلع التسعينات من أجل الوصول إلى حل لتلك القضية، وكانت هناك مفاوضات أوسلو وفجأة تم توقيع اتفاق بصورة معينة.


 

خطة 2020 كانت بداية للمخطط الاسرائيلى 

المسجد الاقصى ، وأوضح فهمى، أن إسرائيل منذ مفاوضات التسعينات وهى تخطط لخطة 2050 ويتم تنفيذها على مراحل، فوضعت خطتها واسمتها بخطة 2020، وتم تنفيذها بالحرف الواحد، وهم الآن يعدون خطة 2050 وتم البدء فيها منذعام و4 أشهر فقط، ويسيرون في طريق تهويد القدس بشكل كامل وإزالة الهوية العربية بالكامل منها، وسيتم خلال تلك الخطة طويلة الأجل إجلاء كامل للعائلات العربية، ولا يمكن أن نقول أن هناك وقت لمنع ذلك، ويتم الآن تغيير معالم الأرض بالكامل، والجانب الفلسطيني يجب أن يبدأ في تنفيذ الواقعية السياسية، بحيث يجلس أمام العالم ويبدأ في مفاوضات أيضا كان شكلها لتحسين شروط التفاوض، وتوسيع نطاق التفاوض، وإحياء دور الرباعية الدولية التي خربتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات.

اقتحام المستوطنين للأقصى وسيلة لتنفيذ المخطط

وواصل فهمى حديثه قائلا إن اقتحام مستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي بهذه الصورة المتكررة تشير إلى المخطط الإسرائيلى وليس مجرد اقتحامات متتالية من عدد من الوزراء  مثل بن غفير وبالتالي القضية ليست في الاقتحامات وإنما في محاولة إسرائيل لتثبيت سياسة الأمر الواقع بدليل إقامة الحكومة لاجتماعها الأسبوعى أسفل الأقصى وبالتالى هناك مخطط للتواجد في هذه المدينة  
 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية